وول ستريت: على ترامب الاختيار بين الأكراد أو الأتراك في معركة الرقة
كتب – محمد الصباغ:
قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تشهد انقسامًا داخليًا حول الاستراتيجية المتبعة لطرد تنظيم داعش من معقله بمدينة الرقة السورية، دون التحالف مع تركيا الدولة العضو بحلف الناتو والتي ترفض تعاون الولايات المتحدة الحالي مع المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين.
ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فبسبب المعارضة التركية، قد تضطر القيادة الجديدة إلى إنهاء خططها بالاستيلاء على مدينة الرقة حتى تصويت تركيا على تعديلات دستورية يوم 16 أبريل المقبل، والتي قد تعطي الرئيس رجب طيب أردوغان سلطات "ساحقة".
وتابعت الصحيفة أنه في الوقت الذي يستمر هذا الجدل في واشنطن، تتنافس القوى في سوريا على المواقع في أرض المعركة من أجل زيادة النفوذ. وخلق ذلك منطقة ساخنة في مدينة منبج شمالي سوريا، حيث تتمركز القوات الروسية والأمريكية على مسافة قريبة من بعضهما البعض.
كما أشارت "وول ستريت جورنال" إلى جلسة استماع بالكونجرس الخميس أبدى فيها النائب جون ماكين مخاوفه من الموقف في سوريا. وقال ماكين للجنرال جو فوتيل، رئيس القيادة المركزية الأمريكية "أعتقد أن هناك احتمالية نشوب صراع بين تركيا والأكراد، وسيقف ذلك عائقًا أمامنا لمحاولة هزيمة تنظيم داعش واقتلاعه من الرقّة".
ورد فوتيل قائلًا "نحاول بكل ما في وسعنا أن نتخذ تحركات لمنع ذلك من الحدوث".
وكان مسئولين بالبنتاجون قد أكدوا الخميس أن الجيش الأمريكي قد أرسل أول دفعة مما قد يصل أرقامهم إلى مئات المارينز إلى سوريا، حيث سيقدمون المساعدات للقوات على الأرض التي تحاول استعادة الرقة.
وطرحت الجريدة سؤالًا محوريا لم يتم الإجابة عليه بعد، وهو مع من يجب أن تعمل الولايات المتحدة في عملية استعادة الرقة. وأشارت إلى أن بعض المسئولين يضغطون من أجل إعادة تقييم العلاقات الأمريكية مع المقاتلين الأكراد في سوريا من أجل تهدئة إردوغان. في حين يريد أخرون أن تعمل الولايات المتحدة مع المقاتلين الأكراد في المعركة، لكن في النهاية يتم تسليم مقاليد السيطرة على المدينة إلى مجلس محلي على وفاق مع النظام السوري وداعميه الروس.
وقال مسئول كبير بالجيش الأمريكي للصحيفة "لا يوجد أي اتفاق قريب أو خطة. الأمر في يد البيت الأبيض".
وكان رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قد صرح الخميس أن بلاده تنتظر القرار الأمريكي حول الاستراتيجية واختيار الحليف في معركة الرقة، وحذر من أن العلاقات الثنائية بين البلدين قد تتأثر حال استمر دعم الولايات المتحدة للمقاتلين الأكراد.
فيما قال مسؤول كبير آخر بالإدارة الأمريكية، إنه من المحتمل أن يستغرق الأمر أسابيع قبل أن يتخذ الرئيس دونالد ترامب قراره. وأضاف أن جزء من تأجيل القرار يعود إلى محاولة معرفة ما إذا كانت الاستراتيجية التي ستتبع في الرقة ستتناسب مع المعركة الأوسع ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا وما أبعد من ذلك.
وأرسل وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، تقريرًا إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي، حول استراتيجية مواجهة تنظيم داعش، آملًا في قرار سريع من ترامب.
واعتمدت إدارة أوباما في السابق على استراتيجية عسكرية تعتمد على المقاتلين الأكراد، وسط اعتراضات تركية. ووصلت القوات المعروفة بـ"وحدات حماية الشعب" مع حلفائها من العرب إلى مسافة 6 أميال من مدينة الرقة.
ووفقًا للصحيفة الأمريكية فإن إدارة أوباما تنقسم حاليًا إلى جانبين، الأول، يدفع لصالح تسليح مباشر لقوات حماية الشعب وهو الأمر الذي سيثير إردوغان. في حين يميل الجانب الثاني إلى محاولة إيجاد سبيل لإزالة مخاوف أردوغان حول عمل واشنطن مع الاكراد.
في هذا الوقت، أصبح الموقف في مدينة منبج شديد الخطورة وتطور إلى حرب بالوكالة. فبدعم تركي متذبذب وقوات كردية وعربية مدعومة من أمريكا، تم الاستيلاء على المدينة الصيف الماضي. ومؤخرًا ، هددت تركيا بإرسال مقاتلين إلى منبج، مما أثار حفيظة روسيا والنظام السوري لمواجهة إلى تقدم محتمل.
فيديو قد يعجبك: