"نيويورك تايمز" تحث ترامب على ابقاء معايير استخدام الطائرات بدون طيار
نيويورك - (أ ش أ):
حثت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الأخذ بنصيحة خبراء الأمن القومي الأمريكي بشأن الإبقاء على المعايير الصارمة حول استخدام القوة في مناطق غير ساحات المعارك، محذرين من "انتكاسات استراتيجية كبيرة" للمصالح الأمريكية في حالة سقوط عدد ضئيل من الضحايا المدنيين بين قتلى وجرحى.
وذكرت الصحيفة -في مقال افتتاحي نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- أن ترامب شهد بالفعل النتائج الكارثية المترتبة على مهام عسكرية جرى تنفيذها على نحو سييء، فعلى سبيل المثال: الغارة الجوية في اليمن يناير الماضي والتي أسفرت عن مقتل أحد عناصر القوات البحرية الأمريكية وأودت بحياة العديد من المدنيين، من بينهم أطفال.
وأضافت أنه وكما يتفق معظم الخبراء، لا يمكن أن يكون قتل الإرهابيين وحده هو الحل لمواجهة تهديد المتطرفين، ولذلك، فإن ترامب بحاجة إلى انتهاج سياسة شاملة تتعامل أيضا مع تحسين أساليب الحكم في الدول التي يترعرع فيها الإرهابيون إلى جانب إيجاد وسائل لمواجهة رسائلهم المحرضة على العنف المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أنه طيلة ما يقرب من عقد من الزمان، كانت الغارات الجوية بدون طيار هي مركز سياسة أمريكا في مكافحة الإرهاب، لافتة إلى أن طائرة صغيرة كان يمكنها أن تحوم فوق أهداف تابعة للمتطرفين لفترات طويلة من الزمن وتقتل المتطرفين بدقة دون المخاطرة بسقوط خسائر في الجانب الأمريكي.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وجد أن الطائرات بدون طيار ذات فاعلية ومفيدة على مدار الفترتين الرئاسيتين له، مشيرة إلى أنه وافق على شن 542 غارة جوية أسفرت عن مقتل 3 آلاف و797 شخصا قي مناطق خارج ساحات المعركة، لم ينخرط فيها الجنود الأمريكيون على نحو مباشر كما في باكستان واليمن والصومال.
واستدركت قائلة إن هذه الأداة المغرية من الحرب الحديثة لها جانب مظلم، موضحة أنه فيما يبدو أن هجمات الطائرات بدون طيار عن بعد يمكن أن تشجع الرؤساء والقادة العسكريين على إلحاق أضرار جسيمة دون تدبر كاف، وتنتهك الحقوق السيادية وتتسبب في قتل المدنيين الأبرياء.
ولفتت (نيويورك تايمز) إلى أن أعداد القتلى المدنيين خلال فترة أوباما قوضت عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية بل وأصبحت أداة لتجنيد مزيد من المتطرفين.
وقالت إنه تم إقناع أوباما بفرض ضوابط معقولة على شن غارات جوية بطائرات بدون طيار في الفترة من 2013 الى 2016، فيقرر البيت الأبيض استهداف أفراد خارج نطاق مناطق الحرب التقليدية من العراق وأفغانستان، مع "شبه التأكيد" على عدم سقوط ضحايا مدنيين.
وأشارت الصحيفة إلى انه ثمة أنباء مقلقة تأتي الآن هي محاولة ترامب وإدارته التحرك صوب تخفيف قواعد أوباما أو التحايل عليها، مما قد يكون له عواقب وخيمة، خاصة أن ترامب يبدو أكثر انجذابا من أوباما لحرب الطائرات بدون طيار، فمنذ تنصيبه، زادت وتيرة القصف الجوي بشكل ملحوظ.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: