مواطنو الرقة.. دروع بشرية لدى داعش ضد غارات التحالف
كتبت - منه الشاذلي:
يستغل تنظيم داعش 300 ألف مدني سوري ويستخدمهم دروعا بشرية في مدينة الرقة شمالي سوريا. وأجبر التنظيم الرجال في عاصمة خلافته المزعومة على ارتداء الزي الخاص بمقاتليه حتى لا يمكن للقوات السورية والكردية وقوات التحالف الدولي وطيرانه التفريق بينهم وبين مقاتلي التنظيم الحقيقيين، وسط استعدادات جارية على قدم وساق للهجوم على الرقة وتحريرها من أيدي التنظيم المتطرف، حسبما أوردت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الأربعاء على موقعها الإلكتروني إن داعش كثف من زرع الألغام ووضع نقاط تفتيش في أماكن كثيرة من المدينة حتى لا يدع فرصة أمام المدنيين يفرون منها، فضلا عن نشره جواسيسا فيما بين السكان.
وأشارت إلى إعدام داعش شخصين بزعم اتصالهم بالقوات الأمريكية التي تستعد مع قوات سوريا الديمقراطية لاقتحام الرقة.
وقالت إن داعش أجبر المدنيين في الرقة على حفر خنادق لحماية المدينة، مشيرة إلى أن الأطفال انقطعوا عن الدراسة في الفترة الأخيرة.
وسيطر تنظيم داعش على مدينة الرقة في يناير 2014، ونفذ جرائم ذبح جماعية ضد سكان المدينة ودمر مساجد كنائس المدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المقيمين بالمدينة سبق أن صرحوا لوكالة أسوشيتيد برس أن المنشورات التي أسقطتها طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أربكت التنظيم ولم يعد قادته إلى أين يتوجهوا.
وقالت الصحيفة إن داعش أعلن يوم الأحد عبر منابر المساجد أن الغارات الأمريكية قصفت أحد السدود الغربية (سد الفرات)، مما أثار حالة من الذعر بين المواطنين.
وأضافت أنهم طلبوا من المواطنين الهروب بسبب احتمالية حدوث فيضان، واهتم كثيرون لهذا الأمر فسمح لهم بالاتجاه إلى أحد القرى المجاورة الواقعة تحت سيطرة داعش تاركين ممتلكاتهم وأمتعتهم.
قالت الصحيفة أن أحد النشطاء الذين مازالوا على اتصال بالمقيمين بالمدينة قال أن المواطنين لا يعرفون إلى أين يذهبون، وقال أنهم محتجزون داخل المدينة بين غارات التحالف وألغام وجواسيس داعش المتخفيين بينهم.
وأضافت أن أحد المصادر داخل الرقة قال أن الطريقة الوحيدة للاتصال بالإنترنت هي من خلال بعض المقاهي التي حصلت على تصريح من داعش، ويشترط على الزبائن إعطاء بياناتهم الخاصة كأسمائهم وعناوينهم وأن يملكون علامة التفتيش من سفاحي داعش.
وذكرت أنه من المؤكد أن قوات داعش بينهم سوريون وعراقيون بجانب الكثير من المقاتلين الأوروبيين، وأنهم انتقلوا إلى أماكن أكثر أمنا إما لتحقيق هدف دعائي أو تأهيلهم لتنفيذ هجمات جديدة على بلادهم الأصلية.
وأشارت دايلي ميل إلى أن "تيم رمضان" أحد نشطاء جماعة "صوت وصورة" القاطن بالرقة ، و"إياس داس" محرر بجريدة الرقة الإلكترونية المعارضة -والتي توثق الأعمال الوحشية التي ترتكبها داعش والحكومة السورية-، قالا أن داعش أرسل محاربين أجانب إلى منطقة "دير الزور" الشرقية.
ونقلت عن رامي عبد الرحمن رئيس المركز السوري لحقوق الإنسان قوله إنه يوجد أكثر من 4 ألاف من عناصر داعش داخل المدينة، وأنهم بدأوا التخفي بين المدنيين.
وذكرت أن الإرهابيين أجبروا المواطنين على حفر الخنادق ووضع أكياس الرمل وبناء جدران لحماية المدينة.
ونقلت الصحيفة عن السيد "حماد" – كان يقيم في الرقة من قبل ويعيش الآن في بيروت - أن الأطفال توقفوا عن الذهاب إلى المدارس، وقال "إذا كنت تريد أن تتعلم دروسًا يجب عليك الاتجاه إلى المساجد".
كما نقلت أيضا عن حسام عيسى، أحد مؤسسي جماعة " الرقة تُذبح في صمت"، قوله إن مكبرات صوت المساجد ومركبات الشرطة الدينية تحذر المدنيين بأن الحرب قادمة.
وأضاف "إنهم يخبرون المقيمين بأنها حرب ضد الإسلام وأن كل الدول تحاربهم الآن وحان وقت الاتحاد كما أمرنا الرسول، وذلك يضع ضغطًا نفسيا كبيرا على المواطنين".
فيديو قد يعجبك: