صحف عربية تناقش تصريحات أمريكية حول بقاء بشار الأسد في الحكم
(بي بي سي):
اهتمت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بالتصريحات الأمريكية الأخيرة حول بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم.
ورأى كتّاب أن تلك التصريحات الجديدة "تندرج في سياق إعادة صياغة الدور الأمريكي".
وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة قد قالت إن إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد أولوية لسياسة واشنطن في سوريا. كما صرح وزير الخارجية الأمريكي ركس تيلرسون من أنقرة أن مصير الأسد على المدى الطويل "سيحدده الشعب السوري".
"إعاد صياغة دور واشنطن؟"
يقول معن حمية في البناء اللبنانية "ما هو مؤكد أنّ هناك تسليم أمريكي بأنّ سوريا قطعت مرحلة الخطر وأنّ كلّ المسارات السياسية في جنيف وأستانا ستصبّ في النهاية بمصلحة الدولة السورية، كما أنّ معطيات الميدان السوري تميل أيضاً وبقوة لمصلحة الجيش السوري".
ويرى حمية أن التصريحات الأمريكية "تندرج في سياق إعادة صياغة الدور الأمريكي وفق مقاربات جديدة مع تركيا ومع المجموعات التابعة لها".
ويقول سميح صعب في النهار اللبنانية "كثيرون من المعارضة السورية ورعاتها الإقليميين لن تروقهم واقعية وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي قال بوضوح لدى زيارته أنقرة إن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد يقرره الشعب السوري".
يضيف الكاتب: "لا تزال هذه مجرد اشارات من دون تحقيق اختراق فعلي على صعيد تبلور صيغة واضحة للحل السياسي في سوريا. لكن ذلك لا يقلل وقع ما أدلى به تيلرسون الذي بدا لوهلة كأنه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف!"
سوريا بوجود الأسد أم بدونه
يعتبر ناصر قنديل في البناء اللبنانية "الجولة الخامسة من مؤتمر جنيف من أهمّ وأخطر، وربما أنجح جولات التفاوض في تاريخ الحرب على سوريا".
يقول قنديل: "الكلّ يعلم أنّ جوهر البعد السياسي للحرب على سوريا بات يتوقف على سؤال، حلّ بوجود الرئيس السوري أو من دونه، وأنه بحسم التوافق على الجواب الموحد من واشنطن أو موسكو تتجه سوريا نحو مرحلة جديدة".
ويضيف: "أن تقول واشنطن أنّ الحلّ يكون مع الرئيس السوري بشار الأسد انقلاب في مجريات الحرب والتفاوض، تماماً كما لو قالت موسكو إنّ الحل لا يكون مع الرئيس السوري، فأحد القطبين يجب أن يغيّر ليتغيّر المسار، وها هو يتغيّر".
ويقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية إن "المفاوضات السورية-السورية في جنيف لم تتوقف، والأرجح أنها ستستأنف في جولات قادمة، بانتظار 'تظهير' النتائج الحقيقية للمفاوضات الحقيقية التي تجري في خفاء، خلف الكواليس والأبواب المغلقة، فتترك 'تقاسماً' فعلياً للنفوذ في سوريا".
خيارات القوى الفاعلة
يقول طارق مصاروة في الرأي الأردنية: "لقد اختارت إدارة الديمقراطيين شعار إسقاط الأسد من بعيد، والتغيير الذي نشهده الآن هو وضع قوات أمريكية على الأرض، في مناطق الصراع الشمالية. بموافقة الروس، وبنوع من إخراج تركيا من المشاركة العسكرية، وترك روسيا لمعالجة دور الايرانيين، وخططهم غير القابلة للنفاذ".
يضيف الكاتب: "الروس أيضاً يغيّرون خياراتهم في سوريا. فهم لا يريدون الهيمنة المطلقة، أو احتكار التحالف مع النظام وركائزه الإيرانية".
وترى صحيفة القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها أنه "لا يبدو أن نظام 'الممانعة' في دمشق يمانع التوصل لتفاهمات وتلبية مطالب إسرائيل، بما أن ذلك يساعد على استمراره بالحكم، كما أن من صالح إسرائيل أن يبقى نظام الأسد حاكماً في سوريا بعد أن فقد قدراته العسكرية لاسيما الأسلحة الكيميائية".
من جانبه، يري حازم صاغية في الحياة اللندنية أن "إمكانية أن تنجح إدارة ترامب في التوفيق بين مصالح تركيا وهدف القضاء على داعش تفترض التفاهم على معالم المرحلة المقبلة وسلّة التطمينات التي تضع ضوابط لعملية تحريك الجغرافيا السورية باتجاه الفيدرالية، بخاصة أن استقرار المناطق المحررة من تنظيم الدولة لا يمكن فصله عن مسار العملية السياسية الجارية في جنيف ومصير نظام الأسد وميليشيات إيران واتضاح الدور الذي تلعبه روسيا في شمال سوريا".
ويشير صاغية إلي أن "الانتهاء من داعش في سوريا يساوي حسابياً ضرورة التفاهم الدولي حول نموذج الكيان الكردي في الشمال وصيغة التعايش مع العرب".
ويقول سلام السعدي في العرب اللندنية إنه "رغم أن خيارات الإدارة الأمريكية تجاه إيران تبدو محدودة، لكنها تعمل على فتح الأفق لبدائل جديدة في المستقبل. يظهر ذلك من خلال العمل على زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق وسوريا".
يقول السعدي إن الهدف من هذه الخطوة هو "زيادة النفوذ الأمريكي من أجل موازنة النفوذ الإيراني والعمل في مرحلة لاحقة على تقويضه. ولكن الوصول إلى تلك المرحلة لا يبدو قريبا في حال لم تنتهج إدارة ترامب سياسة تصعيدية مفاجئة تغير من موازين القوى في البلدين".
فيديو قد يعجبك: