نيويورك تايمز: انتصار لوبان ليس فوزًا لترامب
كتب – محمد الصباغ:
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الأربعاء، إنه وبعد أسبوع لم يشهد سوى الدعم لمرشحة اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ظل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صامتًا بعدما أنهت الشعبوية مارين لوبان في المركز الثاني يوم الأحد لتصبح على بعد مرحلة من قصر الإليزيه.
وأضافت الصحيفة أن تكتم ترامب قد يكون بسبب عدة عوامل: أحدهم متعلق بعدم رغبة البيت الأبيض في إقحام نفسه بانتخابات أجنبية، بجانب حقيقة أن ترامب يركز أكثر على استعراض انجازاته خلال مئة يوم من رئاسته.
وربما يكون أحد العوامل هو أن ترامب يحب الفائزين، وتبدو فرص لوبان في الانتصار قليلة خلال المرحلة الثانية من الانتخابات بعد أسبوعين، ضد إيمانويل ماكرون، وفق نيويورك تايمز.
ولفتت نيويورك تايمز إلى سبب قد يكون جذري وهو أن الرئيس سيعمل على جعل حماسه الكبير نحو لوبان محدود.
وتابعت أن انتصار مرشحة اليمين المتطرف قد يمثل صداعًا لترامب، وخصوصا بعدما تبنى مواقف تقليدية بخصوص حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
وكانت لوبان قد أعلنت نيتها سحب القوات الفرنسية من قوات الناتو المشتركة، وهو الحلف الذي اعتبره ترامب أنه عفا عليه الزمن قبل أن يغير موقفه ويدعمه مؤخرًا.
وأدانت لوبان أيضًا ضربته العسكرية في سوريا.
كما وعدت بالدعوة إلى استفتاء خلال ستة أشهر من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهي الخطوة التي لو نجحت ستكون مدمرة للاتحاد وستسبب اضطرابات في الأسواق المالية العالمية.
وتابعت الصحيفة الأمريكية أن انتخاب لوبان قد يزيد من درجة عدم الاستقرار في أوروبا وحلف الناتو، مما قد يُعقد من جهود إدارة ترامب في التعامل مع تنظيم داعش، والحرب الأهلية في سوريا، وقضايا إيران وروسيا وأفغانستان.
ووفقًا لمحللين، فإن كل هذه القضايا مع سيكون هدف لوبن هو الاستمرار في سياستها الخاصة وتحدي الإدارة الأمريكية.
فيما قال إليوت كوهين، أستاذ التاريخ العسكري بجامعة جون هوبكنز: "ستفعل كل شيء قام به ديجول، بل أسوأ".
وأضاف أن شارل ديجول دعم الولايات المتحدة خلال أزمة الصواريخ الكوبية وفي بداية حرب فيتنام، لكنه أيضًا سحب فرنسا من القيادة العسكرية لحلف الناتو- القرار الذي استمر حتى غيره الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عام 2009.
يعني ذلك، وفقًا لنيويورك تايمز، أن لوبان لن ترفض فقط المساهمة بدعم مادي أكبر للناتو، بل ربما أيضًا تبتعد عن الحملات العسكرية التي يقودها الناتو في أماكن مثل أفغانستان.
وكان القادة الأوروبيين أعلنوا دعمهم للضربة الجوية الأمريكية ضد سوريا، لكن لوبان اعتبرتها خيانة لوعوده الانتخابية.
وقالت عبر التلفزيون الفرنسي "ترامب كرر الحديث عن أنه لا ينتوي أن تستمر الولايات المتحدة في دورها كشرطي العالم، لكن هذا بالفعل ما قام به".
ووصفت لوبان قرار ترامب بأنه عدم اتساق مع النفس، وصرحت في حديث للراديو الفرنسي "أنا متسقة مع ذاتي. لا أغير رأيي في أيام قليلة. قال إنه سيكون رئيسا للولايات المتحدة ولن يمارس دول شرطة العالم، لكن يبدو اليوم أنه غيّر رأيه".
ومع ذلك، لازال مسؤولو البيت الأبيض يؤكدون أن ترامب منسجم مع لوبان، ووجهة نظره قريبة منها في القضايا المطروحة. فإلى الآن هو متشكك بشكل كبير في حلف الناتو، والاتحاد الأوروبي.
وتابعت الصحيفة أن ترامب ربما أيضًا يحترم وجهة النظر غير المحسوبة بشكل صحيح حول الضربة الجوية في سوريا.
وأوضحت نيويورك تايمز أن مشكلة ترامب هي أنه مثل سابقيه، يعتمدون بشكل كبير على فرنسا لمساعدتهم في العمليات العسكرية والاستخباراتية.
ويقول تشارلز كوبتشان، أحد مسؤولي الأمن القومي بإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما "لو فازت لوبان، فسوف تتلقى العملية العسكرية ضد داعش في العراق وسوريا ضربة موجعة. السيناريو الأسوأ سيكون أن الاتحاد الأوروبي سينهار وستعود الحدود بين الدول الأوروبية إلى الحياة".
فيديو قد يعجبك: