نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يعود للواجهة من جديد
كتبت- رنا أسامة:
في الوقت الذي تتوارد شائعات حول قُرب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة موحّدة لإسرائيل، أبلغ دبلوماسيون أمريكيون نظراءهم أن إسرائيل لا تحكم المنطقة التي يقع فيها "الحائط الغربي" (حائط البراق) في البلدة القديمة في القدس، بحسب ما ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية.
وقالت الصحيفة إن هذا الموقف دفع إسرائيل لطلب استفسار من الإدارة الأمريكية عليه، إلا أن البيت الأبيض لم يرد.
وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أنه أثناء اجتماع تحضيري لزيارة ترامب في 22 من مايو الجاري، أبلغ دبلوماسي أمريكي الإسرائيليين بأن (زيارة ترامب لـ"الحائط الغربي" زيارة خاصة، وأن إسرائيل ليست لها ولاية في المنطقة، وأنه غير مُرحّب بمرافقة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ترامب هناك.)
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي أن "حائط البراق في القدس جزء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل."
وقال مسؤول إسرائيلي في مكتب نتنياهو أمس الثلاثاء، إن إسرائيل تريد توضيحًا من البيت الأبيض على تلك التصريحات، وأشار إلى أن التصريح كان له وقع "الصدمة" عليهم في إسرائيل، مؤكدًا على أنه يتنافى مع سياسة ترامب.
كما لفت إلى إجراء إسرائيل اتصالًا مع الولايات المتحدة حيال هذا الأمر.
وفي الوقت نفسه، خرجت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، عن أعراف إدارة ترامب، مساء أمس الثلاثاء، بعد أن أعربت عن تأييدها نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وقالت هالي، في مقابلة مع شبكة الإذاعة المسيحية اليمينية، إنها تدعم نقل السفارة، لافتة إلى عدم قناعتها بإدراج القدس على طاولة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية من الأساس، في موقف من المُرجّح أن يولّد ردود فعل غاضبة في العالم العربي.
كما قالت هالي صراحة، وبما لا يدع مجالًا للالتباس، إن "الحائط الغربي جزء من إسرائيل"، بعد رفض المستشار الجديد للأمن القومي الأمريكي هربرت ماكمستر توضيح موقف إدارة ترامب بشكل مباشر حيال هذه المسألة.
وجاء رفض ماكمستر التعليق على الأمر بعد أن خرج السفير الأمريكي الجديد إلى إسرائيل ديفيد فريدمان عن البروتوكول الدبلوماسي بزيارة "حائط البراق" يوم الإثنين، بعد ساعات قليلة من وصوله إلى إسرائيل.
وكانت إدارة ترامب أكّدت أنها لم تحسم موقفها حيال نقل السفارة إلى القدس حتى الآن.
وألمح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون نهاية هذا الأسبوع إلى أنه "من غير المُرجّح اتخاذ قرار حيال هذا الشأن في القريب العاجل"، لأن ترامب لا يرغب في التأثير على محاولاته الرامية لإحياء عملية السلام.
كما قال تيلرسون إن: "إدارة ترامب قد تتخلى عن التزامها بنقل البعثة الأمريكية إلى القدس"، مُشيرًا إلى أنه يعمل على تقييم ما إذا كان نقل السفارة سيضر بالجهود الرامية لاتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين."
ما دفع مكتب نتنياهو للرد والقول بإن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لن يضر بعملية السلام ويصحح ظلما تاريخيا بتحطيم الخيال الفلسطيني بأن القدس ليست عاصمة إسرائيل."
وأضاف نتنياهو: "نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لن يساعد إلا على تقدم عملية السلام بتصحيح ظلم تاريخي وسحق الخيال الفلسطيني بأن القدس ليست عاصمة إسرائيل"، حسب وصفه.
ونقلت "هآرتس" تأكيد مسؤولين أمريكيين كبار على "التزام ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس".
وقال مسؤولون إسرائيليون مُطلعون ان "ترامب عازِم على نقل السفارة قبل انتهاء مدة ولايته"، وأنه طلب من إسرائيل الصبر والانتظار.
فيديو قد يعجبك: