"فاينيشال تايمز": ترامب وأردوغان.. كيف تموت الديمقراطية؟
كتبت – إيمان محمود
قالت صحيفة "فاينينشال تايمز"، الأربعاء إن هناك قواسم مشتركة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وقالت الصحيفة إن الرئيسين القوميين، وعدا بأن يجعلا بلادهما عظيمة مرة أخرى، كما أنهما حولا حكومتيهما إلى شركة عائلية تعتمد بشكل كبير على صهريهما، جاريد كوشنر (صهر ترامب) وبيرات البيرق (صهر أردوغان). وكلاهما محتقر من قبل النخب المحافظة في بلاده، وكلاهما اتهما البيروقراطية في بلاده بالتآمر ضده.
وفيما يخص الإعلام، فقد لفتت الصحيفة أن هناك أوجه تشابه بين نهج الرئيسين في التعامل مع وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن "ترامب" يصف وسائل الإعلام الرسمية في بلاده بأنها "غير شريفة" كما يتهمها بنشر "أخبار مزيفة".
أما أردوغان فقد وصفته الصحيفة بأنه في حرب مع الكثير من وسائل الإعلام التركية، فضلًا عن ازدرائه للمحكمة الدستورية واعتقال اثنين من أعضائها في العام الماضي.
وبالنسبة لوجه الاختلاف الوحيد بين الرئيسين، فهو أن أردوغان نجح في أن تقطع بلاده شوطًا طويلاً نحو الاستبداد، وقد قام الرئيس التركي بقمع وسائل الإعلام والقضاء بطرق من المفترض أنها "مستحيل" حدوثها في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن استنكار ترامب اقتصر على وسائل الإعلام التي تنتقده، فقد سجنت حكومة أردوغان نحو 120 صحفيًا حتى الأسبوع الماضي، حيث كان أوغوز غوفن، محرر الانترنت من كومهوريت، ورقة المعارضة الرئيسية، وحتى تم اعتقاله.
في حين أقال الرئيس ترامب جيمس كومي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وقبلها أقال سالي ييتس، القائمة بأعمال وزير العدل الأمريكي، وبريت بهارارا، المدعي العام البارز في نيويورك، أقال الرئيس التركي أكثر من 4000 من القضاة والادعاء العام منذ الانقلاب الفاشل في الصيف الماضي.
وقالت الصحيفة إن هناك استنتاجان ممكنان حول هذه الاختلافات بين "ترامب أمريكا" و"أردوغان تركيا"، الأول حول ترامب وهو أنه وإن كان أكثر استبدادًا، لكن النظام الأمريكي وضوابطه وتقاليده الراسخة ستحول دون التصرف الفردي للرئيس الأمريكي، وهو الأمر الأكثر إرضاءً للأمريكيين.
الاستنتاج الثاني التي أشارت إليه الصحيفة، وهو الأقل راحة للأمريكيين، إن هناك وقت كافي لإحداث تغييرات في النظام، حيث أن أي نظام ديمقراطي معرض للاعتداءات من زعيم دكتاتوري، مشيره إلى أن أردوغان جاء كرئيس وزراء في عام 2003، ومع مرور الوقت، غير بلده تماما.
ونقلت الصحيفة قول أحد المثقفين الأتراك في اسطنبول الأسبوع الماضي عن بلاده: "الأمور التي كنت أظن أنها مستحيلة، تحدث الآن كأساسيات يومية".
وأكدت، بعض الطرق التي قضى بها أردوغان على الحريات في تركيا، يجب أن تكون أجراس إنذار في "أمريكا ترامب".
وحذرت "فاينينشال تايمز" من الطريقة التي استخدمها أردوغان بالتهديد المستمر بـ"الإرهاب"، وذلك لتبرير القضاء على أعدائه.
وتخضع تركيا لحالة الطوارئ منذ محاولة انقلاب فاشلة في يوليو الماضي، وقد استخدم أردوغان قانون الطوارئ لإطلاق عملية تطهير من وصفهم بأعداء الدولة في الجيش ووسائط الإعلام والجامعات والبيروقراطية، في إشارة إلى حركة خدمة التي يتزعمها حليف أردوغان السابق رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.
وأضافت "لا شيء قابل للمقارنة في وجود دستور يحمي الحقوق، لكن إذا كانت أمريكا ستتعرض لهجوم إرهابي كبير فمن الممكن أن نتصور ترامب يستخدم أيضًا قانون الطوارئ".
وتحدثت الصحيفة عن وجه الخلاف الكبير بين الزعيمين وهو تسليح قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة، في حربها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، في حين ترى تركيا أنها ميليشيات إرهابية وتحاربها، لذا فقد غضبت تركيا من قرار الولايات المتحدة.
الصحيفة اعتبرت أن قرار البنتاجون بتسليح قوات سوريا الديمقراطية، قبل مقابلة الرئيسين التركي والأمريكي في المكتب البيضاوي، أمس الثلاثاء، كان قرارًا حكيمًا.
فيديو قد يعجبك: