واشنطن تايمز: العراق في مفاوضات سرية حول تمديد بقاء القوات الأمريكية
كتب - عبدالعظيم قنديل
قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، الأربعاء، إن "الهزيمة الوشيكة لتنظيم داعش الإرهابي في العراق ستضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام إبرام اتفاقا مع الحكومة العراقية لإبقاء القوات الأمريكية بعد انتهاء القتال، بعد أن فشل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في العثور على غطاء سياسي يضمن استمرار القوات الأمريكية على الأراضي العراقية".
ونقلت الصحيفة تصريحات مسؤولين أمريكيين عن المفاوضات بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والمسؤولين الأمريكيين، في بغداد، حول اتفاق بقاء القوات الأمريكية بدأت بشكل جاد هذا الشهر، حيث ستحدد الاتفاقية الأسباب القانونية والدبلوماسية التي يقوم عليها الوجود العسكري الأمريكي طويل الأمد في بغداد، لاسيما وأن الجانبين يريدان تجنب حدوث فراغا في السلطة، مثلما حدث بعد أن انسحبت القوات الأمريكية في ديسمبر 2011.
ووفقًا للصحيفة الأمريكية، فإن اتفاقية بقاء القوات الأمريكية في العراق عقب هزيمة تنظيم داعش تمثّل أمراً بالغ الحساسية بالنسبة إلى رئيس الوزاء العراقي، الأمر الذي اقتضى أن تكون المفاوضات سرية، حيث سافر مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية إلى بغداد مع وزير الدفاع، جيم ماتيس، مؤخراً، ووضع الخطوط النهائية لهذا الاتفاق.
وأشار التقرير إلى أن عدد الجنود الأمريكيين في العراق يقدر بما يقرب من 7 آلاف جندي، من بينهم عدة مئات من مقاتلي القوات الخاصة الذين يقدمون المشورة للجيش العراقي في حصار الموصل، لافتة إلى أنه كان هناك نحو 170 ألف جندي أمريكي في العراق في عهد الرئيس جورج بوش، وذلك قبل صعود تنظيم داعش.
كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسرور البارزاني، مستشار مجلس الأمن الكردي في العراق، أن مسعود البارزاني سيساند أي اتفاق يقضي ببقاء القوات الأمريكية في كردستان العراق بعد تحرير الموصل، وبذلك تكون الاتفاقية الجديدة حصلت على موافقة الزعيم الكردي، على الرغم من تعاون الحكومة العراقية والأكراد في ساحة المعركة ضد المتطرفين، لكن العلاقة بين أربيل وبغداد متوترة.
وأوضح التقرير أن استمرار المخاوف من الاضطرابات الداخلية في العراق يعرقل طريق التوصل إلى اتفاق بشأن بقاء القوات الأمريكية، لأنه لايزال خطرا سياسيا، منوهًا إلى أن المستشارين العسكريين الأمريكيين، الذين يعملون جنبا الى جنب مع قوات الامن العراقية، سيسمح لهم بالبقاء وضمان "الاستعداد التام" داخل البلاد لمواجهة اى "تحديات امنية مستقبلية"، حسبما نقل التقرير عن وكالة أسوشييتد برس الإخبارية.
كما قال جيم فيليبس، أحد المحللين البارزين في الشرق الأوسط في مؤسسة "هريتاد"، إن الخطاب الذي قدمه رئيس الوزراء العراقي قد يعطيه مساحة مع مسعود بارزاني وسماسرة آخرين للبدء في التعامل مع إدارة ترامب ومن بين الأطراف الاخرى التي يحتمل أن يكون لها رأي في المحادثات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والرئيس العراقي السابق والزعيم الكردي جلال طالباني ومقتضى الصدر رجل الدين الشيعي والسياسي وقائد الميليشيات.
وقال المحللون، لصحيفة "واشنطن تايمز"، إن تصريحات العبادي، حول انسحاب القوات الأجنبية بعد هزيمة داعش، تعكس الرابط السياسي، وسيضطر العبادي إلى مسايرة الفصائل الشيعية المسلحة حتى استكمال اتفاق القوات مع واشنطن.
وأكد التقرير أن ترامب هاجم بقوة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث انتقد تسليم العراق لإيران عقب الانسحاب الأمريكي عام 2011، وكلّف صهره ومستشاره، جاريد كوشنر، بملف العراق، حيث سبق أن زار البلد قبل نحو شهر ونصف برفقة عدد من كبار القادة العسكريين لبحث سبل محاربة تنظيم داعش، مشيرًا إلى أنه من المتوقع ان يتم الإفصاح عن الاتفاقية الجديدة قريباً، حيث يرتبط توقيت الإعلان عنها بمجريات المعارك في الموصل، التي باتت على وشك استعادتها بالكامل من قبضة داعش
فيديو قد يعجبك: