ماذا يخشى الرئيس الفلسطيني قبل ساعات من اجتماعه مع ترامب؟
كتبت- رنا أسامة:
تحدّثت وكالة "اسوشيتد برس" عن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس المرتقب مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء في واشنطن.
تقول الوكالة الأمريكية إن دعوة عباس رسميًا لزيارة البيت الأبيض بعثت بداخله شعورًا بالراحة والطمأنينة وكأنه تلقّى "إغاثة" خارجية.
غير أن ثمة مخاوف تُخيّم على هذه الزيارة، تنبع من احتمالية أن يتقدّم ترامب بطلبات لا يسع لعباس حينها إلا أن يُجيب بالرفض، في لقائهم الأول اليوم.
من بين هذه المخاوف يظهر الخوف من أن يطلب ترامب من عباس وقف الإعانات لأسر الفلسطينيين الذين قتلوا أو سُجّنوا في ظل النزاع مع إسرائيل، في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول أمريكي بارز، أمس الثلاثاء، إثارة هذا الطلب في محادثات تحضيرية مع المسؤولين الفلسطينيين؛ إذ تنظر إسرائيل إلى هذه الإعانات باعتبارها مِنح للإرهابيين.
وتشير الأسوشيتد برس إلى أنه يبدو "صعبًا" على عباس أن يتخذ قرارًا بوقف هذه الإعانات، خاصة في وقت يتلقّى فيه الإضراب الجماعي للأسرى في السجون الإسرائيلية تأييدًا ودعمًا كبيرًا من جانب الفلسطينيين.
لماذا يُعد هذا اللقاء مهمًا؟
تقول الوكالة إن العلاقة القوية التي تجمع بين عباس والولايات المتحدة، تُشكّل جوهر استراتيجية "أبو مازن" في تأسيس دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في 1967.
ومضى عباس (82 عامًا) يسير على هذا النهج، بالرغم من الفشل المتكرر للمفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة مع إسرائيل، والشكوك المتنامية في إمكانية "التقسيم"، في الوقت الذي تستولي فيه المستوطنات الإسرائيلية على المزيد من الأراضي المُحتلة.
ولفتت الوكالة الأمريكية إلى غياب القضية الفلسطينية عن حديث ترامب في الأيام الأولى من رئاسته، فيما بدا دعمه للجانب الإسرائيلي بشأن عدة قضايا رئيسية حاضرًا.
وتتوقّع الأسوشيتد برس أن تُحبط الولايات المتحدة الشرعية السياسية المُتبقية لعباس، كما تظهر استطلاعات الرأي أن ثلثي الفلسطينيين يرغبون في الإطاحة به بعد 12 عامًا من تولّيه مقاليد الحكم.
ماذا يريد عباس؟
تقول الوكالة الأمريكية إن ترامب يبدو شغوفًا بوساطته للوصول لاتفاق فلسطيني- إسرائيلي، ويعتقد البعض أن النمط "المتحرر" لترامب رُبما ينجح فيما فشلت في تحقيقه الدبلوماسية الأرثوذكسية بخصوص هذا الشأن.
ونقلت عن مسؤول أمريكي بارز، رفض الكشف عن هويّته، إن "ترامب سيسعى خلال اللقاء إلى الوصول لاتفاق مع عباس لدفع جهود السلام إلى الأمام."
وبحسب مُساعدي عباس، فإن الرئيس الفلسطيني سيحاول الفوز بدعم ترامب لخطة سلام عربية تقدم تطبيعًا لإسرائيل مع العالم العربي والإسلامي، نظير السماح بإقامة دولة فلسطينية على طول حدود عام 1967.
وكان قد تم التأكيد على تلك الخطة خلال القمة العربية التي عُقِدت في مارس الماضي، ومن شأنها إعاقة الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتطبيع مع بعض الدول العربية قبل التوصل إلى اتفاق فلسطيني.
ومن المُتوقّع أن يُجادل عباس أيضًا بشأن الحركات الاقتصادية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، التي شجعتها الولايات المتحدة مؤخرَا، باعتبار أنها "لا تمثّل بديلًا للمفاوضات حول حل الدولتين."
هل يبدو عقد لقاء بين عباس ونتنياهو ممكنًا؟
قال مسؤولون فلسطينيون إن الفجوات الواسعة بين عباس ونتنياهو حول الإطار العام لاتفاق مستقبلي، حالت دون إجراء مفاوضات جدية منذ وصول الرئيس الإسرائيلي إلى سُدة الرئاسة عام 2009.
وأشاروا إلى أنه من الممكن أن يوافق عباس- "على مضض"- على عقد اجتماع لمرة واحدة مع نتنياهو، في حال الضغط عليه.
وحاولت إدارة ترامب مُسبقًا الحصول على التزام من نتنياهو بوقف بناء المستوطنات على الأراضي التي يتم السعي إلى تأسيس دولة فلسطينية عليها؛ فما يزال يعيش حوالى 600 ألف إسرائيلي في الأراضي المحتلة مع استمرار بناء المستوطنات.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إنه بالرغم من أن وجود المستوطنات ليس عائقًا أمام تحقيق السلام، فإن "مزيد من النشاط الاستيطاني غير المُقيّد" لا يساعد على إحلال السلام.
وتعتقد الإدارة الأمريكية أنه لا يمكن فرض حلّ على الجانبين، بحسب المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه.
ماذا تريد إسرائيل؟
شدّدت إسرائيل على طلبها بوقف عباس تقديم إعانات شهرية لأسر الآلاف من الفلسطينيين الذين قتلوا أو سجنوا في إطار النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وتساءل نتنياهو في خطاب هذا الأسبوع: "كيف يُمكنك الحديث عن سلام مع إسرائيل بينما تموّل القتلة الذين سفكوا دماء الإسرائيليين الأبرياء؟"
وفى وقت سابق يوم أمس الثلاثاء، حث ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على وقف هذه الإعانات التي ينظر إليها الفلسطينيون باعتبارها "رعاية اجتماعية لضحايا الاحتلال".
وقال نبيل شعث، مستشار عباس، إن "الرئيس الفلسطيني لن يتحرّك في هذه المسألة."
فيديو قد يعجبك: