مغتربون في قطر يحكون معاناتهم بعد قرار المقاطعة: "نهرب سريعًا.. أم نظل خائفين"
كتب – محمد الصباغ:
"اشترت "حنان" مجموعة جديدة من حقائب السفر يوم الجمعة. زوجها الطبيب المصري الذي يعيش في الدولة الخليجية الغنية بالنفط منذ 4 سنوات، ذهب بالفعل إلى المصرف الذي تتعامل معه وحول بعض من مدخراتها إلى مصر. وذهبت الزوجة المصرية إلى مدارس أطفالهم للحصول على شهاداتهم الأكاديمية".
بهذه الأسطر بدأ تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم السبت، حول تأثير الحصار المفروض من دول عربية خليجية على قطر، على المصريين والعرب المقيمين هناك، وخصوصا بعد قطع مصر علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة واتهامها بدعم الإرهاب والعمل على زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
لم يذكر التقرير الاسم الثاني للمواطنة المقيمة بقطر وزوجها خوفًا من أي نتائج سلبية قد تطالهما.
واستكمل التقرير بأن الزوجة ستزور القاهرة خلال الأيام القادمة وستصطحب أطفالها ومقتنياتها الثمينة، لأنها ربما لا تعود مرة أخرى.
وقال الطبيب للصحيفة "كل المصريين هنا يشعرون بعدم الاستقرار. لا نعلم ما الذي سيحدث؟. ربما تطلب قطر منا الرحيل أو تطلب مصر عودتنا".
وقالت واشنطن بوست إنه وبعد مرور أسبوع على قرار عدد من الدول العربية قطع العلاقات مع قطر، وفرض حصار اقتصادي علي الإمارة الخليجية، تبدو الأجواء في الدوحة، مليئة بالخوف وعدم الاستقرار مع محاولات المواطنين التكيف مع الأزمة الاقتصادية والسياسية.
وخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس في مؤتمر صحفي بواشنطن ليصرح بأن قطر لها تاريخ مع "تمويل الإرهاب على مستوى عال،" وطالب الدوحة بالتوقف فورا عن دعم الإرهابيين.
أما المواطن اللبناني، مصطفي، فرفض الإفصاح عن اسمه الثاني أيضًا، ويقول إنه قلق أيضًا. يعمل، حسب ما جاء على لسانه بواشنطن بوست، كمدير لشركة بناء، تعطلت أعمالها منذ أسبوع. اعتادت الشركة على الحصول على المواد الخام والبضائع الأخرى عبر حدود قطر مع السعودية والإمارات. ومع إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية، أجبرت الشركة على التوجه إلى ألمانيا، والهند، ودول أخرى من أجل المواد الخام.
ويضيف "نعاني من تأخير يصل لأسبوعين أو ثلاثة".
وتابعت الصحيفة أن دول البحرين والإمارات أعلنتا أن إعلان التعاطف مع دولة قطر بشكل علني أو انتقاد سياسات الحكومة في الأزمة مع الدوحة يعتبر جريمة، تصل عقوبتها إلى السجن.
كما أشار التقرير إلى أن عدد من محلات السوبر ماركت تعاني نقصًا في الأغذية المستوردة من المملكة العربية السعودية. وترتب على ذلك رؤية طوابير مذعورة من الأشخاص في بداية هذا الأسبوع لشراء الأغذية. وأضافت واشنطن بوست أن العصائر والألبان وصلت بالفعل إلى قطر من الحليف تركيا، لكن هناك مخاوف قائمة من نقص بعض المواد الغذائية.
أما هيثم الجمل المولود في قطر ويحمل الجنسية المصرية، فيقول إن قطر يجب أن تبقى مستقلة وألا ترضخ لمطالب الحصار الذي تقوده السعودية، وأضاف "لن أغادر قطر حتى لو طلبت مصر منا العودة. هنا وطني الأول"، قبل أن يستطرد بالقول "الآن، عندما أطلب شراء 12 كيلو من البصل من السوبر ماركت.. يسألني الناس عما إذا كنت فعلا بحاجة إلى مثل هذه الكمية".
واستعرض التقرير أيضًا وضع مطار حمد الدولي بالدوحة، حيث اصطف سائقو التاكسي أمام المطار وعبروا عن غضبهم بسبب تراجع أعداد الرحلات. وقال أحدهم "الأمر سيء جدًا".
كما رصدت واشنطن بوست رأي أحد المواطنين القطريين أثناء خروجه من أحد المحال قائلًا "لن أشتري المنتجات السعودية أو الإماراتية مرة أخرى، سأكون وفيًا لمن ساندونا".
ويختلف الوضع بالنسبة لحنان، الزوجة المصرية، فعائلتها وأصدقائها هناك في مصر يراسلونها يوميًا للاطمئنان على سلامتها. أجلّ كثير من أصدقائها رحلاتهم، خوفا من عدم قدرتهم على العودة مرة أخرى، ولذلك حرصت على جمع كل مقتنياتها الثمينة، حسب واشنطن بوست.
واختتمت حنان التقرير، كما بدأته، وقالت "ربما أؤجل رحلتي، لكنني خائفة جدًا من البقاء".
فيديو قد يعجبك: