إعلان

تركيا: بعد عام من الانقلاب الفاشل... "الشعب يدفع الثمن"

09:00 ص الجمعة 14 يوليه 2017

تقول الشبكة أن 2500 ألف شخص نزلوا الشوارع للتصدي ا

كتبت- هدى الشيمي:
تحل هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، التي أحكمت على إثرها السلطات التركية قبضتها على البلاد، واعتقلت آلاف وأغلقت الكثير من الصحف المعارضة، وفصلت كُثر من أعمالهم.

وتقول شبكة "سي بي سي" الأمريكية إن فاهيد سيفكاتليوغلو وإلهامي سيل كانا مستعدين للموت ذلك اليوم، إذ أنهما كانا من بين 2500 ألف شخص نزلوا الشوارع للتصدي إلى الثوار والمعارضين الذين حاولوا الانقلاب وعزل حكومة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

مشاعر منقسمة

وأشارت الشبكة إلى انقسام المشاعر في نفوس العديد من الأتراك الذين حاولوا التصدي للانقلاب، وانقسمت بين الشعور بالواجب تجاه الوطن، وتقرير المصير في بلد شهد الكثير من الانقلابات العسكرية.

وأوضحت أن العديد من المعارضين ومنتقدي الحكومة شعروا بالارتياح لرؤية الانقلاب يفشل.

ولفتت إلى أن تعريف الديمقراطية في الشهور التي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشلة، توقف على طبيعة وهوية من تسأله عنها.

وفي 14 يوليو العام الماضي، كانت سيفكاتليوغلو، 41 عاما، قد عادت إلى منزلها للتو، بعد قضائها 11 شهرا في المستشفى، وتقول إنها لم تستطع التوقف عن البكاء في ذلك اليوم ولم تستطع استيعاب ماذا يحدث.

وبعد فترة قصيرة، كانت في طريقها إلى مطار أتاتورك برفقة زوجها محمد شفيق سيفكاتليوغلو، على أمل أن يساعدا في التصدي للانقلاب. وتقول إن أحد جيرانها أخبرها بأنهم عندما سألوا زوجها لماذا تُسرع للذهاب إلى المطار، رد عليهم قائلا "من أجل الشهادة".

تقول السيدة التركي، التي أجرت عملية جراحية قبل الانقلاب وبُترت ساقها الأيسر، إن أول شيء خطر ببالها عندما شاهدت الأخبار وعلمت بالأمر، كانت الأوضاع في سوريا.

وتتابع قولها " شعرت بأن الواجب يُحتم عليّ ضرورة النزول إلى الشارع، وحماية وطني، فالكل يعلم ما آلت إليه الأوضاع هناك".

ورغم خسارتها الكبيرة، وظروفها الصعبة تؤكد أن أهم شيء لديها هو أن تعيش هي وابنائها "بشرف وكرامة."

"العقل المُدبر"

ويتذكر إلهامي سيل ذلك اليوم جيدا، ويقول إنه عندما اقترب من مكان التظاهرات سمع الضباط والجنود المصطفين في اسطنبول يطلبون منه ألا يقترب، فرفض الانصياع إلى أوامرهم، فأطلقوا عليه الرصاص وكانت النتيجة اصابته في ساقه.

يعتقد سيل وملايين غيره أن هناك جهات، أو ربما دول أجنبية، كانت المُحرك والعقل المدبر للانقلاب.

وأكد أنه صدّق تصريحات الحكومة التركية بأن الداعية فتح الله غولن، والذي يعيش في منفاه في بنسلفانيا الأمريكية، كان وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.

ويعتقد أيضا هو وكثيرون غيره أن رد فعل الحكومة على الانقلاب الفاشل، الذي تمثل في اعتقال المواطنين، وفصل ما يزيد عن 150 ألف من عملهم، كان ضروريا لمنع حدوث ذلك مرة أخرى.

وتشير الشبكة الأمريكية إلى أن العديد من العاملين في المنظمات الحقوقية، ومنظمة العفو الدولي "أمنستي"، محتجزين بتهمة التخطيط للانقلاب.

يقول سيل إن السلطات قد تكون أخطأت في بعض الأحيان، ووجهوا الاتهام إلى أبرياء، إلا أن 90 في المئة ممن اعتقلوا شاركوا بالفعل في محاولة الانقلاب.

لم يُشفَ جرح سيل حتى الآن، ويؤكد أن نجاح الانقلاب كان سيقضي على تركيا تماما.

"الشعب يدفع الثمن"

وترى إسراء أوزكان أوزاكا، التي أضربت عن الطعام لـ126 يوما بعد اعتقال زوجها، أن ما حدث في تركيا بعد 15 يوليو 2016، كان انقلابا من نوع جديد.

وتقول إن جماعتين كبيرتين عملا مع بعض لسنوات طويلة على خلاف، يدفع ثمنه 80 مليون شخص، في إشارة منها إلى الخلاف بين أردوغان وغولن.

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن أوزكان وزجها سميح فصلا من عملها، حيث كانا يعملان في مدرسة في جنوب شرق تركيا.

وأشارت أوزكان إلى أنها وزوجها حاولا عن طريق الإضراب إجبار الحكومة بإعادتهم إلى وظائفهم.

وتجد أن هناك تفسيرين للانقلاب، قائلة "مؤيدي غولن قد يكونوا فعلوا ذلك، ولكن هناك سيناريو آخر يفسر كل شيء، وهو أن الحكومة فعلت ذلك لكي تبقى في السلطة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان