صحف الخليج: "قطر مُتخبطة"
كتبت- هدى الشيمي:
ما تزال الصحف الخليجية تمنح الأزمة القطرية اهتماما كبيرا، إذ مرّ أكثر من 40 يوما على قطع الدول الأربع (مصر والإمارات والسعودية والبحرين)، علاقاتهم الدبلوماسية مع قطر، وأغلقوا المنافذ البحرية والبرية والجوية بينهم.
وفي الأعداد الصادرة اليوم، الثلاثاء، في الصحف السعودية والإماراتية والكويتية تطرق الكتّاب والصحفيين إلى تطورات الأزمة، وأشاروا إلى دعم قطر للإرهاب والتطرف، مؤكدين أن سلوكها وممارساتها هي السبب في عرقلة الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى حل.
"التخبط القطري"
وقال الكاتب جميل الذيابي، في مقاله بصحيفة عكاظ السعودية والذي يحمل عنوان "قطر.. والرهان الخاسر!"، إن ما يُنشر عن "اتفاق الرياض" فضح التخبط القطري وحجم التآمر المُدبر في الدوحة ضد باقي أعضاء مجلس التعاون الخليجي، وبما يزعزع أمن الخليج.
وأشار إلى أن الدوحة استماتت من أجل تقسيم المملكة وبث الفوضى فيها، لافتا إلى دعمها للحوثيين وزودتهم بإحداثيات مواقع قوات تحالف دعم الشرعية.
وأوضح أن هناك أسباب أخرى للغضب الخليجي من التآمر القطري، مشيرا إلى أنه بعد مواجهة قطر بأفعالها، وسحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة في 2013، وتولي الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، الوساطة التي أسفرت عن اتفاق الرياض، تعمدت الدوحة تجاهل الالتزامات المترتبة عليها.
"أوراق الدوحة تحترق"
ونقلت عكاظ عن الكاتب الأمريكي ماثيو برودسكي، في مقاله بصحيفة "ذا فيدرالست"، إن قطر لم تخالف التعهدات التي التزمت بها في العام 2013 فقط، بل تخطتها كثيرا بإثارة الاضطرابات في المنطقة.
وتوقع برودسكي أن تستمر الأزمة الحالية بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر لفترة طويلة، وطالب الدوحة بتغيير سلوكها المثير للمشكلات بالمنطقة.
وأشار إلى أن حل الأزمة القطرية وصل إلى طريق مسدود، وأن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خالي اليدين بعد جولة بين الدول المعنية بالأمر.
"انفراجة ليبية"
وفي مقالها بصحيفة الشرق الأوسط، قالت الكاتبة السعودية أمل عبد العزيز الهزاني تحت عنوان "أزمة قطرية وانفراجة ليبية" إن ليبيا تنفست الصعداء بعد إعلان الدول الأربع – مصر والسعودية والبحرين والإمارات- قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وأرجعت ذلك إلى أن الارتياح الليبي ليس فقط كون المقاطعة ستبطئ، إن لم تُجمد، نشاطات الجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة من قطر، ولكن لسبب جوهري آخر وهو أن ليبيا هي الدولة الوحيدة منذ ثورات 2011. التي تُركت وحيدة في مواجهة التدخل القطري بالمال والسلاح.
وذكرت أن قرار التدخل القطري اتخذته الدوحة مبكرا بعد سقوط أنظمة الحكم في تونس ومصر، لتتخلى الدوحة عن حليفها وشريكها معمر القذافي.
"ارتفاع الأسعار"
ولفتت الشرق الأوسط إلى توقعات الاقتصاديين بأن تشهد الفترة المقبلة ارتفاع نسبة أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في قطر بما يصل إلى 25 في المئة، بعد فقدان السوق القطرية أكثر من 65 في المئة من وارداتها السعودية من السلع الغذائية.
وقالت الصحيفة إن مقاطعة الدول العربية لقطر يقوض الحلم الذي لطالما رغبت في تحقيقه، وهو "صنع في قطر"، التي بشرت بها الدوحة وحاولت تحقيقها سابقًا بالتعاون مع الرياض في العالم الحالي.
"الوهم الظاهري"
وقال الكاتب عبدالله ناصر العتيبي، في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية، إن قطر سعت منذ بدء الإجراءات لعسكرة الأزمة من جهة وتدويلها من جهة أخرى، موضحا أن ذلك ادخل لاعبين إقليميين مثل تركيا ولاعبين دوليين مثل أمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا أطرافاً أصيلة في الأزمة، تحفر فيها وتدفن بلا كلل أو ملل.
ولفت إلى أن القطريين فعلوا ذلك لأسباب عدة، ففي ما يتعلق بالعسكرة وجدت الدوحة أن هذه الأزمة هي الفرصة الأنسب لتوثيق العلاقة العسكرية مع تركيا بما يخدم مشاريع قطر المستقبلية في المنطقة.
ونوه إلى أن القطريين قبل الأزمة لم يكونوا قادرين على تفعيل الاتفاق العسكري المشترك، الذي وقعوه مع الأتراك عام 2015، إلا تحت ظلال هذه الفرصة التي لا تتكرر.
وأكد أن قطر جاءت بالأتراك لتحقيق مشروعهم القائم وأمنياتهم القديمة.
"التوقف عن المراوغة"
وأشار الكاتب ضرار بالهول الفلاسي، في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، إلى أن المطلوب من القطريين اليوم، هو اتخاذ موقفاً واضحاً بعيداً عن المراوغة والخداع والتذاكي، إما مع بقية دول الخليج في وقفتها الحازمة ضد الإرهاب حيث كان أو مع السلامة، كما قال وزير خارجيتنا سمو الشيخ عبد الله بن زايد.
وقال إنه في المرات القليلة التي لعبت فيها قطر دورا إيجابيا كانت الإمارات والسعودية أول من ساندها، مشيرا إلى الدور القطري في حل المشاكل السياسية اللبنانية عام 2008، والذي نتج عنه اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس ميشال سليمان.
"سحابة صيف"
ووجد الدكتور محمد عاكف جمال أن أزمة قطر ليست سحابة صيف سرعان ما تنقشع كما يتصور البعض. ويقول في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، إن الأزمة لم تندلع بفعل خلافات سياسية عادية مع الدول الأربع، ولكنها وقعت لأسباب أخطر من ذلك كثيرا، هو ما يمس الأمن القومي لهذه الدول.
وأوضح أن الأزمة القطرية نضجت في سياقات الأطر السياسية والأمنية التي صنعتها الإرادات الدولية لمواجهة التصاعد في العمليات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم، وسارعت في تفجيرها القمم العربية- الإسلامية- الأمريكية التي عقدت في الرياض مؤخراً.
وأكد أن الدور الذي سعت إليه قطر على مستوى العالم العربي قد وصل خاتمته، لأنه أكبر كثيراً من حجمها الجغرافي والسكاني والسياسي، مشيرا إلى أن أمنها يكمن في عودتها إلى حجمها الطبيعي.
"الصورة الحقيقية"
وحاول الدكتور علي سباع المري، في مقاله بصحيفة البيان، إيضاح الصورة الحقيقية وتوضيح الأسباب التي جعلت المنطقة على ما تبدو عليه الآن، مشيرا إلى أن الأمر بدأ بتأسيس حسن البنّا لحركة الإخوان عام 1928.
وقال إن الخميني التقف جزءا كبيرا من الفكر الإخواني، حيث نادى بعدها بولاية الفقيه، وتمكن من إحداث الثورة الخمينية عام 1979.
وأشار إلى أن الإخوان دخلوا قطر كما دخلوا الدول الخليجية الأخرى، إلا أن وضعهم اختلف في الدوحة نظرا لحصولهم على الرعاية والدعم من الحكومة القطرية.
"موقف مرتبك"
وأرجع الدكتور أحمد يوسف أحمد، في مقاله بجريدة الإتحاد الإماراتية، الجدل في الأزمة التي تسبب فيها النظام القطري بممارساته التخريبية، إلى أنه منذ البداية توصل فريق من المحللين في داخل الوطن العربي وخارجه إلى أن الأزمة نشأت بضوء أخضر امريكي، وربط هؤلاء بين قمة الرياض الإسلامية- الأمريكية.
ولفت إلى ارتباك الموقف الأمريكي من الأزمة، والذي بدأ بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أدانت قطر بشكل أو بآخر، وانتهى بالوساطة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي الذي حاول التوسط، ووقع أثناء زيارته الدوحة على مذكرة تفاهم أمريكية- قطرية لمكافحة الإرهاب.
"اللعب بالنار"
وفي مقال يحمل عنوان "قطر وسياسة التحريض والتآمر" بصحيفة الخليج الإماراتية، قال سلطان حميد الجسمي، إن الدوحة تلعب بالنار، وتصّر على التحريض والتآمر على أشقائها من الدول العربية، وبالأخص ضد الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب.
وأكد أن مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في مطالب سيادية، ولها الحق قانونيا في مقاطعة قطر لحملها على تنفيذها، من أجل حماية استقرارها.
"البيت الخليجي"
وقال محمد خالد الياسين، في مقاله بصحيفة الأنباء الكويتية، إن انظار العالم أجمع اتجهت إلى الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، منذ بداية الأزمة القطرية، مشيرا إلى أنه لعب دورا مماثلا في أزمة قطر مع دول الخليج عام 2014.
وأشار إلى أن الشعوب الخليجية ألقت بالحمل كاملا على الأمير الكويتي، والذي وصفه بـأمير الدبلوماسية، موضحا أنه من الطبيعي أن يكون هناك خلاف في الرؤى بين الدول الشقيقة.
فيديو قد يعجبك: