تقرير: العلاقة بين مصر والصين ربما تمثل مصدر قلق للولايات المتحدة
كتب - عبدالعظيم قنديل:
نشر مركز "دلما" للدراسات تقريرًا، اليوم السبت، يتحدث عن أن مبادرة "الحزام والطريق"، التي أعلن عنها الرئيس الصيني شي جين بينج في عام 2013، والتي أصبحت محور السياسة الخارجية للصين ليس فقط في أوروبا وآسيا، ولكن أيضا على المستوى العالمي، ترى أن مصر تعد عنصر حاسم في مشروع طريق الحرير البحري الصيني الجديد، وذلك نظرًا لموقعها الاستراتيجي كنقطة عبور رئيسية بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.
كما أضاف التقرير أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين الصين ومصر توطدت عقب ثلاث زيارات رئاسية بين البلدين فى السنوات الأخيرة، لاسيما بعد أن وقع الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره المصري، في يناير 2016 بالقاهرة، اتفاقيات ثنائية بقيمة 17 مليار دولار، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وتدعيم اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقعة بين البلدين في عام 2014.
وبحسب المركز البحثي، فإن مصر، وموقعها الاستراتيجي الممتد من آسيا وإفريقيا، تعتبر شريك حيوي لـ "بكين" في تعزيز نفوذها في القارتين، فضلاً عن توطيد مكانتها كقوة عالمية في المشهد الجيوسياسي الإقليمي، لاسيما وأن إفريقيا أصبحت تمثل عاملاً أساسياً في المصالح الاستراتيجية لـ "بكين"؛ حيث تزايدت التجارة الصينية مع البلدان الإفريقية من 1.3 مليار دولار في عام 1992 إلى 174 مليار دولار في عام 2014. وعلى هذا النحو، فإن العلاقات الوثيقة مع القاهرة مدفوعة باعتبارات جيوسياسية واقتصادية.
وفي السياق ذاته، أوضح التقرير أن مصر كانت تبحث عن تحالفات استراتيجية بديلة، بعد تدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة بسبب محاولات واشنطن "التدخل" في الشؤون الداخلية لمصر أثناء ثورات الربيع العربي، منوهًا إلى أن "اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة" أصبح يمثل تحولًا كبيرًا في سياسات مصر الخارجية، والتي كانت تتمحور حول الولايات المتحدة لعقود، فضلًا عن ترحيب صانعو القرار في القاهرة بالنهج الحيادي للقيادة الصينية.
ويرى التقرير أن العلاقات الاستراتيجية بين بكين والقاهرة أصبحت تمثل مصدر قلق لنفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، ولكن مع انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يرى مصر ركيزة للاستقرار في غرب آسيا وشمال إفريقيا المضطرب، فإن الحسابات السياسية الجديدة قد تعني أن القاهرة قد تميل مرة أخرى نحو واشنطن.
ويضيف التقرير، على الرغم من التحسن الذي طرأ مؤخرًا على علاقاتها مع الولايات المتحدة، فإن مصر تصر على إقامة علاقات اقتصادية وسياسية أعمق مع الصين، والتي تعكس إرادتها في الحفاظ على سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصالحها الخاصة.
ونظرًا لموقع مصر الاستراتيجي، فإن مصر تكتسب أهمية متزايدة بالنسبة لطريق الحرير البحري، حيث تعتبر قناة السويس نقطة العبور الرئيسية بين المحيط الهندي والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، التي تخدم التجارة الخارجية للصين، ويتم تنفيذ 90٪ منها عبر الطرق البحري، خاصة وأن مصر أعلنت دعمها للمشروع، منذ الإعلان عنه عام 2013، لأنه يعود بفوائد عديدة على خططها الاقتصادية في قناة السويس، ونتيجة لذلك، أصبحت الصين أكبر مستثمر في مشروع تنمية منطقة قناة السويس الذي بدأ في عام 2014.
وبشأن العلاقات التاريخية بين البلدين، تحدث التقرير عن أن زيارة الرئيس الصيني الأخيرة لمصر جاءت في وقت احتفل فيه البلدان بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية والتي بدأت في مايو 1956، حيث كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية، حيث يرجع اول اجتماع بين الرئيس المصرى جمال عبد الناصر ورئيس مجلس الدولة الصينى الأول تشو ان لاى خلال المؤتمر الإفريقى الأسيوى، الذى عقد في أندونيسيا عام 1955، والذى كان خطوة هامة نحو إقامة حركة عدم الانحياز.
يشار إلى أن مركز دلما للدراسات هو مركز بحثي، حيث يقدم خدمات استشارية عبر تحليلات سياسية دقيقة للاتجاهات والتعقيدات في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا.
فيديو قد يعجبك: