صحف الخليج تتحدّث عن "تسييس الحج" وعلاقة الدوحة بالحوثيين
كتبت- رنا أسامة:
بعد مرور قُرابة الشهرين على الأزمة القطرية التي أخذت في التفاقم منذ الخامس من يونيو الفائت، بعد قطع عدة دول عربية وإسلامية علاقاتهم مع الدوحة على خلفية اتهامات بدعم الأخيرة للإرهاب، ما تزال الأزمة حاضرة وبقوة في صحف الخليج.
وفي أعدادها الصادرة اليوم الأحد، تطرّقت صحف الخليج إلى قضايا عِدة تتعلّق بقطر وأزمتها الجارية، كان أبرزها اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع في العاصمة البحرينية لبحث تطوّرات الأزمة، والحديث عن تسييس الدوحة للحج بالاعتماد على النموذج الإيراني، وتسليط الضوء على ما كُشِف بشأن تمويل قطر للقاعدة وميليشيات الحوثيين في اليمن، إضافة إلى مصير الوساطة الكويتية.
"تسييس الحج"
تحدّثت "البيان" الإماراتية عن استنساخ قطر الأسلوب الإيراني في تسييس الحج، في ملف بعنوان "أكاذيب الدوحة التي امتدت إلى الحج".
وقالت الصحيفة إن قطر استنسخت أساليب النظام الإيراني في تسييس ملف الحج ومحاولة تدويله من خلال تقديمها شكوى لدى الأمم المتحدة من ما أسمته "تسييس شعائر الحج والعمرة واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسي"، مُتجاهلة كافة التسهيلات التي قدمتها المملكة العربية السعودية للحُجّاج القطريين، ومنها الإذن برحلات مباشرة من الدوحة باستثناء الخطوط الجوية القطرية.
ونقلت الصحيفة توقّعات مُحلّلين وخبراء، بأن "تفشل محاولات الدوحة لتسييس الحج فشلًا ذريعًا مثلما فشلت من قبل محاولات تسويق المقاطعة بأنها (حصار)". مُشيرين إلى أن قطر تحاول استغلال الأزمة للعب على وتر الحج كما سبقتها إيران في ذلك العام الماضي، وهي "لعبة مكشوفة دومًا، ومكرّرة لا جديد فيها، خاصةً مع التصريحات والتأكيدات السعودية على أن الحجاج مُرحب بهم دومًا"، بحيب قولهم.
"رسالة حاسمة"
وركّزت "الخليج" الإماراتية، في افتتاحيّتها، على اجتماع الرباعي العربي في المنامة، اليوم الأحد، قائلة إنه يأتي في ظل تعنّت قطري أفشل الوساطات العربية والدولة. ونقلت عن مصادر دبلوماسية خليجية إن "الاجتماع سيوجّه رسالة حاسمة إلى قطر، كما سيدرس فرض مزيد من الإجراءات الجديدة على الدوحة، لم تكشف فحواها".
وذكرت الصحيفة، بحسب مُراقبين، أن يخرج الاجتماع بسلسلة من العقوبات الجديدة كنوع من أنواع الضغط على النظام القطري، لوقف تمويل ودعم الإرهاب في المنطقة، وتنفيذ المطالب العربية الأخرى، والتي كان من أبرزها إغلاق قناة الجزيرة.
"تمويل القاعدة"
أما "عُكاظ" السعودية، فأوردت ما كشفه الصحفي الأمريكي والمُرشّح الجمهوري السابق للكونجرس، كينيث تيرمان، بشأن تمويل السفارة القطرية في لندن لتنظيم القاعدة.
وبحسب الصحيفة، قال الكاتب الأمريكي، في تقريره "الولايات المتحدة والشركاء العرب" بصحيفة "ذا هيل"، إن سفارة قطر في لندن كانت ترسل حقائب مليئة بالأموال أسبوعيًا إلى ممثل أسامة بن لادن ف العاصمة البريطانية، عام 1998، دعمًا للقاعدة، موضحًا أن الاستخبارات البريطانية والسعودية كانت تتابع تلك التحرّكات.
"مليشيات الحوثيين"
وفي تقرير حمل عنوان (قطر مدّت الحوثيين بـ"الثريا".. ودعمت "شقيق عبدالملك" بألمانيا)، تطرّقت "عُكاظ" إلى علاقة الدوحة بميليشيات الحوثيين.
وقالت الصحيفة إن ارتباط الدوحة بميليشيات الحوثيين يعود إلى مطلع عام 2000؛ إذ جرت اتصاالت قديمة بين الديوان الأميري والمخابرات القطرية بمؤسس المليشيات الطائفية حسين بدرالدين قبل مقتله عام 2004، في الوقت الذي يُشير فيه مُراقبون يمنيون إلى تبنّي قطر "المشروع الحوثي" منذ يومه الأول.
وزعمت الصحيفة، في تقريرها، أن الدوحة بدأت باستخدام ورقة "الدعم المالي" للحوثيين عبر سفارتها في صنعاء، ودعم المليشيات بمبلغ مقطوع شهريًا لأنشطة معهد ديني طائفي يتبع الحوثيين في صعدة، وارتفاع الدعم القطري للمعهد الطائفي في عام 2003، في وقت كان القيادي الحوثي يحيى قاسم عواضة يتسلم تلك الحِوالات.
أما "الوطن" الكويتية، فقالت إن الدول الأربع المُقاطعة لدولة قطر تُثمّن الدور الذي يقوم به الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُباح لحل أزمة الدول العربية.
وذكرت أن وزراء خارجية الدول الأربع عقدوا اجتماعًا، اليوم الأحد، في العاصمة البحرينية المنامة، لبحث تطورات الأزمة القطرية، والتشاور والتنسيق حول جهود وقف دعم قطر للتطرف والإرهاب، استكمالًا لاجتماع القاهرة، الذي انطوى أثمر عن رد قطري مُخيِّب لآمال هذه الدول، وللمجتمع الدولي.
"الوساطة الكويتية"
وتحت عمود "يوميات سياسية" عرج الكاتب السيد زهرة إلى الوساطة الكويتية في الأزمة القطرية، في مقاله بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية. وقال إن "الوساطة الكويتية أصبح أمرها محيرًا من زوايا عدة، في الوقت الذي لا يبدو هناك فيه أن هناك تجاوب قطري معها ولا تظهر نتائج ملموسة لهاط.
وطرح "زهرة" في مقاله الذي حمل عنوان "ما هي نتائج الوساطة الكويتية؟"، جوانب مُبهمة تتعلق بالوساطة في حاجة إلى إجابات، في مقدّمتها معرفة ما الذي أبلغه القطريون بالضبط للوسطاء الكويتيين فيما يتعلق بالمطالب العربية وردهم عليها، وهل هناك شيء آخر في هذا الرد مختلف عن الموقف المتعنت المكابر العلني الذي يعرفه الكل.
وأضاف :"قبل كل شيء، من حق الرأي العام الخليجي والعربي أن يعرف الحقيقة بالضبط وبشكل رسمي بعيدًا عن حملة التضليل السياسي والإعلامي التي تشنها قطر في العالم"، مُشيرًا إلى ان " كلمة الكويت سيكون لها دور أساسي في توضيح الحقائق للرأي العام والعالم كله".
وأكد أن حسم مسألة الوساطة بشكل نهائي، أمر مهم بالنسبة للدول الأربع، لسبب بسيط هو أن "هذا سيتيح لها بناء استراتيجية التعامل مع الأزمة في الفترة القادمة على أساس واضح".
فيديو قد يعجبك: