ملامح اتفاق روسي أمريكي بشأن سوريا يتضمن التهدئة وبقاء الأسد في السلطة
كتبت- رنا أسامة:
أكّدت مصادر أمريكية في واشنطن، أن اتفاقًا روسيًا- أمريكيًا بشأن سوريا "بات ناجزًا"، ويتضمن تفاصيل أمنية وعسكرية وسياسية تتعلق بتقاسم النفوذ وأمن الحدود.
وأشارت المصادر في تصريحاتها إلى صحيفة الحياة اللندنية، السبت، إلى أن الاتفاق قائم على ركيزتين، أولهما الإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، والثانية إبعاد إيران من المناطق الحدودية والعمل مع موسكو لإنشاء مناطق آمنة.
وأضافت المصادر أن هزيمة تنظيم داعش تشكل الأولوية القصوى لواشنطن، وأن التعاون مع روسيا يهدف إلى "توزيع النفوذ في مناطق سيطرة داعش بعد هزيمته".
وتوصّلت واشنطن مع موسكو إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في جنوب غرب روسيا، حسبما أعلن ثلاثة مسؤولون أمريكيون خلال القمة التي جمعت الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نبأ الاتفاق، قائلًا إنه "تم خلال القمة"، مُضيفًا أنه سيشمل مناطق وافقت عليها القوات الحكومية السورية ومجموعات المعارضة، بما في ذلك درعا والقنيطرة والسويداء.
وأوضح لافروف أن الأردن سيعمل على ضمان التزام كافة الأطراف بالاتفاق.
من جانبه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عبر حسابه على توتير، إن عمان مستمر في العمل مع واشنطن وموسكو "على إنضاج اتفاق خفض التصعيد في الجنوب خطوة نحو وقف كلي للقتال وحل سياسي شامل يحفظ وحدة سوريا واستقلاليتها".
فيما قال نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون: "أعتقد أن هذا أول مؤشر لنا على أن الولايات المتحدة وروسيا قادرتين على العمل سويًا في سوريا". مُشيرًا إلى أن واشنطن "لا ترى دورًا طويل الأمد لعائلة الأسد في سوريا".
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين الثلاثة إن "الأردن وإسرائيل جزء من اتفاق وقف النار هذا". وللدولتين حدودا مشتركة مع سوريا، وهما قلقتان من امتداد آثار القتال في سورية عبر تلك الحدود.
وتفيد تقارير بأن اتفاق إطلاق النار جاء نتيجة اجتماعات غير معلنة استمرت على مدار أشهر بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ومن المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار اعتبارًا من ظهر غدٍ الأحد بتوقيت دمشق، بحسب وكالة الأنباء الأردنية.
وكانت الولايات المتحدة قد أبدت استعدادها لأن تبحث مع روسيا إقامة مناطق حظر طيران في سوريا.
وقالت "الحياة" إن الاتفاق الأمريكي- الروسي على وقف النار، الذي أُقِرّ خلال قمة ترامب وبوتين، يُمثّل مستوى جديدًا من الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
وبالرغم من أن الولايات المتحدة وروسيا تدعمان أطرافًا مختلفة في الصراع الدائر في سوريا منذ 2011، إذ تدعم الأولى فصائل معارضة أبرزها "قوات سوريا الديمقراطية"، فيما تدعم الثانية الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن الدولتين تسعيان إلى إلحاق الهزيمة بداعش.
واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، "خطوة مهمة لوضع تهدئة أكثر ثباتًا".
ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأمريكية، قوله للصحفيين: "هذ خطوة هامة.. وتعد الخطوة الأولى على الطريق الذي نرى أنه سيؤدي إلى اتفاق أكثر شمولا واستدامة لوقف إطلاق النار وتهدئة جنوب غرب سوريا".
ووفقًا للمسؤول، يستمر حاليا النقاش حول العناصر المهمة من الاتفاق"، بما في ذلك كيفية مراقبة الهدنة، مشيرا إلى أن " كل ذلك سيكون موضوع المفاوضات القادمة"، طبق ما ذكرته قناة روسيا اليوم.
وأشار المسؤول إلى أن اتفاق الهدنة في جنوب غربي سوريا لا صلة له بمحادثات "أستانة"، مضيفا أن أساس هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن بشأن سوريا، هو أن يستخدم كل طرف نفوذه سواء مع المعارضة أو الحكومة السورية.
وأكد أن واشنطن لا تستبعد محاولة الإرهابيين عرقلة وقف إطلاق النار في سوريا.
فيديو قد يعجبك: