لماذا تنخفض شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟
واشنطن- (أ ش أ):
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم، الأحد، أن اسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يثير داخل فرنسا وخارجها ردود فعل مختلفة إلى حد كبير.
وقالت الصحيفة - في تقرير لها على موقعها الالكتروني - إن الرئيس الفرنسي البالغ من العمر 39 عاما، لايزال يُشكل في العديد من البلدان حول العالم ، رمزا لديناميكية الشباب ويحظى بإعجاب الديمقراطيين الاجتماعيين الذين تلقوا صدمات كبيرة في الفترة الأخيرة بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" وصعود نجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، ولكن في فرنسا ، فإن شعبية الرجل ، الذي مثل انتصاره الساحق في انتخابات شهر مايو الماضي نهاية لحركة تأييد الشعبوية الأوروبية ، تستمر في الانخفاض وبمعدلات متسارعة.
وأبرزت الصحيفة أنه وفقا لشركة "يوجوف" الدولية المتخصصة في أبحاث استطلاع الرأي ، فإن 36% فقط من الشعب الفرنسي ابدوا في بداية الشهر الجاري دعمهم لرئيسهم ، وهي تقريبا نفس نسبة تأييد الأمريكيين للرئيس دونالد ترامب ، بعد أن صوت 66% من الشعب الفرنسي في 7 مايو الماضي لصالح انتخاب ماكرون .
وقالت إن هذا الانخفاض الحاد اربك الناشطون السياسيون وشركات استطلاع الرأي في فرنسا، وعلى الرغم من تفاوت أرقام استطلاعات الرأي بالنسبة لشعبية ماكرون، فإن النسبة الأخيرة شكلت تساؤلات كثيرة حول جدوى الحزب السياسي الذي أنشأه الرئيس مؤخرا، وكذلك جدوى مقترحاته الاقتصادية الطموحة.
من جانبه، عزا أنطوني مينيتي مدير البحوث في شركة "يوجوف" فرنسا، تدني شعبية ماكرون خلال الفترة الأخيرة إلى "تقارب العناصر" بعد أول مائة يوم من حكم ماكرون ، وأشار إلى:" ردود الفعل المختلفة داخل الشارع الفرنسي حول ما يُعتقد بأن الرئيس لا يظهر احتراما كافيا للجيش الفرنسي، فضلا عن قلة الخبرة النسبية وعدم الانضباط الذي أظهره النواب البرلمانيون التابعون لحزبه".
وقال آخرون إن هذا التدني يمكن إرجاعه جزئيا إلى الطريقة التي تنتهجها الحكومة الفرنسية الجديدة في الحكم ، والتي يتمتع من خلالها الرئيس بسلطات أوسع بكثير مقارنة بالعديد من اقرانه الغربيين - بما في ذلك سلطة حل البرلمان - ونتيجة لذلك ، فإنه يتلقى كل اللوم والمحاسبة كلما كان ذلك ممكنا.
في السياق ذاته، سلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على دور حزب "الجمهورية إلى الأمام" الذي أسسه ماكرون العام الماضي وأصبح مؤخرا قوة فاعلة في السياسة الفرنسية، وقالت:"إنه على الرغم من حرص ماكرون على جعل العناوين الرئيسية لحزبه تتسم بتنوع كبير في شخصيات أعضائه – مثل ضمه لنساء ورجال ومجموعة واسعة من الشخصيات التي تنتمي إلى خلفيات مهنية مختلفة - إلا أن دورته الصيفية القصيرة قبل عطلة البرلمان في أغسطس الجاري شابتها المشاحنات الداخلية ودرجة كبيرة من الفوضى الإدارية".
وأخيرا، قالت "واشنطن بوست" إنه على مدار ثلاثة أشهر من الحكم ، ظل الرئيس الفرنسي الجديد مترددا في إجراء المقابلات ، وتفضيل تقديم الأحاديث الطويلة في قاعات فرساي ، التي ترمز إلى تاريخ الملكية في فرنسا، رغم حقيقة أن هذه القاعات الفخمة لم تحظ على قبول وامتنان وسائل الإعلام أو الجمهور
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: