ماذا قالت الصحافة العالمية عن السماح للسعوديات بقيادة السيارات

كتبت- هدى الشيمي:

سلّطت الصحف العالمية الضوء على المرسوم الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز، والذي يسمح للمرأة السعودية بالقيادة دون الحصول على إذن ولي أمرها.

وصدر المرسوم الملكي على الهواء مباشرة مساء الثلاثاء، وستقوم لجنة حكومية بتحضير تقارير خلال 30 يومًا يتم بموجبه تطبيق الأمر الملكي بحلول يونيو 2018.

وكانت "هيئة كبار العلماء" بالسعودية، قد قالت إن مرسوم العاهل السعودي، جاء انطلاقًا من الحرص على مصلحة الشعب ووفقًا لما تقرره الشريعة الإسلامية.

وكتبت في تغريدة على تويتر: "حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الذي يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية".

وأشاد السياسيون والزعماء في العالم بقرار الملك السعودي، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وابنته الكبرى ومستشارته إيفانكا، والذين وصفوا المرسوم الملكي بـ"خطوة في الاتجاه الصحيح"، واعتبروه قرارا تاريخيا.

"خطوة أولى"

وفي مجلة "فوربس" قالت المحللة السياسية، ريبكا ليندلاند إن الملك سلمان أخذ الخطوة الأولى لمنح النساء في بلاده أحد أشكال الحرية التي تتمتع بها النساء الأخريات حول العالم، مشيرة إلى أن السعودية دخلت القرن الحادي والعشري يوم إصدار المرسوم الملكي.

ومع ذلك، أعربت ليندلاند،والتي عاشت في السعودية لسنوات، عن تخوفها من زيادة مُعدل حوادث الطريق في المملكة، مشيرة إلى أن رخص السيارات تُمنح بسهولة للأجانب والمحليين على حد سواء، كما أن السعوديين لا يلتزمون بارتداء حزام الآمن، أو قواعد الأمن المرورية، وليس معتادين على استخدام مقاعد الأطفال.

"قمع النساء"

ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن السماح للسعوديات بالقيادة أنهى السياسة طويلة الأمد التي اعتنقتها السلطة السعودية، والتي كانت رمزا على قمع النساء في المملكة.

وأشارت إلى أن القادة السعوديين يأملون أن السياسة الجديدة ستساعد على انعاش الحالة الاقتصادية، عن طريق زيادة نسبة مشاركة النساء في سوق العمل، إذ أن العديد من السعوديات تنفقن جزءًا كبيرا من وراتبهن كأجور للسائقين الأجانب.

وتوقعت الصحيفة الأمريكية أن يقاوم بعض السعوديين المرسوم الملكي الجديد، خاصة العائلات المتحفظة للغاية، والتي تخشى على نسائها من حوادث السير، أو التعرض لمضايقات على الطريق.

"بند جديد"

وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى أن السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة سيُضاف في قائمة الأشياء التي تستطيع فعلها في بلدها، والتي من بينها التصويت في الانتخابات المحلية، التعيين في المجلس الاستشاري، لعب الرياضة والمشاركة في الأولمبياد، مواصلة التعليم الجامعي.

أعادت الشبكة الأمريكية تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ حول قيادة المرأة، في المؤتمر الصحفي الذي أعلن خلاله عن رؤية المملكة 2030.

"مؤشر للتغيير"

ورأت مجلة التايم الأمريكية أن القرار الملكي يعتبر مؤشرا كبيرا على التغيير الاجتماعي الذي تشهده المملكة شديدة التحفظ.

وذكرت المجلة أن النساء في السعودية تطالبن بحقهن في القيادة منذ التسعينيات.

ولفتت إلى أن المرسوم الملكي صدر في وقت تشهد به المملكة اضطراب في نظامها السياسي، بدأ منذ تولي محمد بن سلمان، 32 عاما، ولاية العهد.

"أمرا تاريخيا"

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن ملك السعودية أصدر أمراً تاريخياً بالسماح للنساء بقيادة السيارات داخل البلاد.

ونقلت تغريدات الناشطات الحقوقيات السعوديان، مثل لجين الهذلول -التي اعتقلت لمدة 73 يوماً في عام 2014 بسبب تحديها لقرار الحظر المفروض على قيادة السيارة في البلاد - على "تويتر" "الحمد الله"، وذلك بعد إعلان الأمر الملكي.

ومنال الشريف، الناشطة السعودية صاحبة حملة "سأقود سيارتي بنفسي"، التي كتبت تغريده على "تويتر" تقول فيها إن "السعودية لن تكون كما كانت في السابق"، وكانت الشريف قد سجنت بسبب تحديها لقرار الحظر في السابق.