"فورين بوليسي": جولة الشرق الأوسط "عديمة الجدوى".. وعلى بنس التراجع
كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، في تقرير لها اليوم الجمعة، إن زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى الشرق الأوسط "عديمة الجدوى"، ومن المرجح أن تعود بآثار عكسية على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، ولذا يجب إلغاؤها.
كما لفتت المجلة الأمريكية، في تحليل لـ"إيلان جولدنبرج"، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، إلى أن المسؤولين في البيت الابيض اعترفوا بأن الفلسطينيين سيحتاجون إلى "فترة تهدئة" قبل أن يعودوا إلى طاولة المناقشات بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس المحتلة.
وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 ديسمبر الماضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، في قرار تاريخي طوى فيه صفحة عقود من السياسة الأمريكية.
وأشار التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية لا ترغب في الانتظار طويلًا، وبدلًا من ذلك تريد سكب البنزين على النار، موضحة أن زيارة بنس المخطط لها هي الأحدث في سلسلة من الخطوات التصعيدية.
وكان البيت الأبيض، أصدر بيانًا الشهر الماضى أعلن خلاله تأجيل زيارة مايك بنس يؤجل للشرق الأوسط إلى 14 يناير المقبل.
وكان من المقرر أن تبدأ زيارة بنس إلى الشرق الأوسط ديسمبر الماضى، لكن تم تأخيرها إلى منتصف يناير الجارى ما يسمح لـ "بنس" بالبقاء في واشنطن حال كان هناك حاجة لصوته فى مجلس الشيوخ لإقرار إصلاحات الرئيس دونالد ترامب الضريبية.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن رد مكتب نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس على رفض الرئيس الفلسطيني للدور الأمريكي كان ضمن الخطوات الاستفزازية التي قامت بها الإدارة الأمريكية، بما في ذلك تهديد ترامب بقطع المساعدات عن الفلسطينيين إذا لم يعادوا الانخراط فى المفاوضات، فضلًا عن جهود السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في تقليص الأموال الأمريكي المقدمة إلى وكالة الاغاثة الدولية "الأونروا".
وتضيف المجلة الأمريكية "من الواضح الآن تمامًا أنه لن تجري أي مفاوضات في أي وقت قريب، وربما لا مرة أخرى مع عباس. وفي الوقت نفسه، يرى اليمينيون في إسرائيل أن الفرصة سانحة لوضع مسمار في نعش حل الدولتين عن طريق ضم أجزاء من الضفة الغربية أو خلق عقبات سياسية من شأنها أن تجعل من المستحيل على أي حكومة مستقبلية التفاوض بشأن الوضع النهائي للقدس".
وفي الماضي كانت مثل هذه المبادرات تقيّد لأن السياسيين الإسرائيليين اعتقدوا أن من شأنها أن تؤدي إلى توترات غير ضرورية مع الولايات المتحدة. لكن في ظل هذا تلك الأجواء يعتقد الإسرائيليون أن الولايات المتحدة مستعدة لإعطاء شيك على بياض دعماً حتى لأكثر التصرفات استفزازاً طالما على خلفية الاختلاف الواضح بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومما يزيد الأمور سوءًا أن بنس يعتزم الذهاب إلى الحائط الغربي- وهو من الأماكن المقدسة في اليهودية، ولكنه أيضا موقع مهم جدا للمسلمين ومتنازع عليه بشدة، وفق التقرير الذي أوضح أنها خطوة استفزازية دون داع، فضلًا عن خطاب بنس المقرر في الكنيست الإسرائيلي، حيث من المحتمل أن يتضمن الخطاب تصريحات محبطة إلى امكانية حل الدولتين، في الوقت الذي لا يوافق الجانب الفلسطيني إلى التجواب والجلوس مع مبعوث الرئيس الأمريكي.
وذكرت المجلة الأمريكية أن رفض الزعماء الدينيين المسيحيين والمسلمين في مصر للاجتماع بنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس تعد سابقة من نوعها، علاوة على ما تضمنته من احراج إلى جهود بنس في التعامل مع المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط.
وفور الإعلان عن جولة بنس الشهر الماضي، كشف الأزهر الشرف والكنيسة الأرثوذكسية رفضهما استقبال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى، الذى يبدأ زيارة مصر وعدد من دول المنطقة.
وبحسب التقرير، من المتوقع أن يأتي لقاء نائب الرئيس الأمريكي بقادة مصر والأردن في توقيت دقيق، لاسيما وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني ليس لديهم فكرة عن ما يعتزم قوله والقيام به في إسرائيل، لكنهم بالتأكيد لا يريدون تجنب لقاءه.
لذلك، على الأرجح أننا سوف نرى تركيز بسيط من وسائل الإعلام المحلية على جولة بنس في الشرق الأوسط، ولا تتوقع السجادة الحمراء المعتادة استقبالاً لنواب الرؤساء كما هو معتاد، ولذا فإن خلاصة القول هو أن ليس هناك مايستدعي القيام بتلك الجولة، لاسيما وأن السلبيات المحتملة كبيرة، ولذا بنس ينبغي أن يبقى.
فيديو قد يعجبك: