إعلان

ذي أتلانتك: زيارة بنس لإسرائيل حققت هدفًا واحدًا فقط

10:31 م الثلاثاء 23 يناير 2018

بنس ونتنياهو

كتب - هشام عبد الخالق:

عندما استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، في مكتبه بالقدس، ابتسم مرحبًا به وقال: "استقبلتُ مئات القادة هنا في عاصمة إسرائيل، القدس، ولكن هذه أول مرة أقف فيها هنا مع قائد يشاركني نفس الرأي حول تلك الكلمات الثلاث: القدس عاصمة إسرائيل"، حسبما ذكر تقرير لمجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية.

وردّ بنس - حسب المجلة - على استقبال نتنياهو الحار قائلًا: "من دواعي فخري، ونيابة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن أكون هنا في العاصمة الإسرائيلية، القدس، وأطمح أن أتحدث معكم في تفاصيل عملية السلام، فعندما اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل متعهدًا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، فعل ذلك مقتنعًا بأن هذا سيخلق فرصة للمضي قدمًا في مفاوضات حسنة النية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".

وتابعت المجلة، ربما يحاول نائب الرئيس الأمريكي أن يؤمن عملية السلام في إسرائيل، ولكن أظهرت زيارته كيف ابتعدت إدارة ترامب عن تحقيق مثل هذا الهدف، فخلال خطابه في الكنيست، أكد بنس على التزام الإدارة الأمريكية بنقل السفارة قبل نهاية العام المقبل.

ومنذ إعلان ترامب، تحدث قادة دول الشرق الأوسط كثيرًا حول إمكانية المصالحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، القرار معلنًا رفضه للقاء بنس، ولن يزور نائب الرئيس الأمريكي بيت لحم أو الضفة الغربية كما كان مقررًا في ديسمبر.

ويبدو أن الإدارة الأمريكية قوّضت من أهدافها الخاصة في المنطقة، حيث كان يجب أن تركز رحلة بنس في الأساس على الاضطهاد المسيحي طبقًا لصحيفة واشنطن بوست، ولكن رفض القادة الدينيون المؤثرون في مصر، مثل البابا تواضروس، وشيخ الأزهر أحمد الطيب لقائه، وكذلك القادة المسيحيون الفلسطينيون، ومن ضمنهم منيب يونان، الرئيس السابق للاتحاد اللوثري العالمي، نددوا بزيارة بنس إلى الشرق الأوسط.

ومع كل هذا الحديث ولغة بنس القوية عن السلام، أظهرت رحلته القصيرة أن دور الولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام بالشرق الأوسط أصبح أكثر تعقيدًا تحت حكم ترامب، في قضايا تبدو حاسمة للجماهيرية التي يتمتع بها الرئيس.

وتقول المجلة، إن تلة الشيخ بدر، وهي إحدى المناطق الرئيسية في القدس، وبها مكتب رئيس الوزراء، المحكمة العليا، والكنيست، تزينت بملصقات مؤيدة لزيارة بنس، كُتب فيها: "مرحبًا بك نائب الرئيس بنس، أنت صديق حقيقي للحركة الصهيونية"، ويظهر الشعار الموجود على الجانب الأسفل من الملصقات السبب الحقيقي لزيارة بنس، حيث كانت منظمة أصدقاء صهيون هم من صنعوا تلك الملصقات، وهي منظمة يمولها المسيحيون الإنجيليون، بالإضافة إلى ما تمثله الرحلة لدائرة بنس الدينية في أمريكا، والتي تهتم بالعلاقات الأمريكية مع إسرائيل.

ويبدو أن تلك الدائرة الدينية ساهمت على الأقل في تشكيل سياسة إدارة ترامب حول الشرق الأوسط، وقد مدح أعضاء من مستشاري الرئيس الإنجيليين قراره بنقل السفارة، وقال بنس في 2002، إن مايك بنس عبّر عن رؤيته لإسرائيل من خلال الكتاب المقدس قائلًا: "إن شعب الولايات المتحدة لديه عاطفة وإعجاب بأصحاب الديانات".

وقالت المجلة، إن فرص ترامب في لوصول إلى صفقة مثالية بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبحت قليلة الآن، حيث أعلن عباس في خطاب قبل أسبوع من وصول بنس، أن صفقة القرن هي في الحقيقة صفعة القرن، قائلًا إن الفلسطينيين لن يقبلوا بأمريكا كمفاوض في عمليات السلام، فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين".

من الناحية الأخرى، قابلت الحكومة الإسرائيلية قرار نقل السفارة بسعادة غامرة، وعندما سأل الصحفيون نتنياهو متى ستنقل السفارة الأمريكية، قال مازحًا: "الأسبوع القادم"، مضيفًا أن كلا الحكومتين يريدان إتمام الأمر وهو شيء هام للغاية بالنسبة له.

ووجّه نتنياهو رسالة إلى محمود عباس، قائلًا: "لديّ رسالة لأبو مازن ليس هناك بديل عن القيادة الأمريكية في العملية الدبلوماسية، ومن لا يريد الحديث مع الأمريكيين عن عمليات السلام، لا يريد سلامًا".

وتابعت المجلة، كانت رحلة بنس إلى الشرق الأوسط بمثابة فرصة لالتقاط الصور التذكارية، وفرصة لنتنياهو أن يمدح "صديقه مايك بنس" أمام الكنيست.

وغادر بنس عائدًا إلى الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، محققًا شيئًا واحدًا فقط، وهو تأكيد أن الحكومة الإسرائيلية سعيدة بقرار إدارة ترامب، حيث قال نتنياهو: "لا يوجد صديق أفضل لأمريكا من إسرائيل، وكذلك الحال بالنسبة لنا"، ليرد عليه بنس قائلًا: "أنا هنا لنقل رسالة واحدة فقط، وهي أن أمريكا تقف بجانب إسرائيل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان