إيكونومست: جولة نائب ترامب "المسيحية" لم يزر فيها أي كنيسة
كتب – محمد الصباغ:
قالت مجلة إيكونومست البريطانية إن جولة مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، الخارجية الأخيرة تم تسويقها كحملة لدعم المسيحيين، لكنها لم تشهد أي تواجد لهم في برنامجها.
وأضافت في تقرير لها اليوم الخميس، أن بنس في الثاني والعشرين من الشهر الجاري هبطت طائرته في إسرائيل في ثالث محطات جولته التي كانت مقررة في ديسمبر وتأجلت بعد قرار الإدارة الأمريكية المثير للجدل حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
حينما وصل بنس إلى المنطقة، وضعه الفلسطينيون على القائمة السوداء، وكذلك فعل القادة المسيحيين في مصر والأردن. وعلى حد تعبير إيكونومست، لم تطأ قدما بنس –المسيحي المحافظ- أي كنيسة في الأراضي المقدسة.
وأشار التقرير إلى أنه لم يعلم أحد السبب المؤكد لزيارته. كانت اجتماعاته مع القادة الإسرائيليين والعرب روتينية، بغض النظر عن خطابه بالكنيست الذي أعلن فيه أن السفارة الأمريكية ستكون بالقدس بنهاية 2019.
يبدو أن الجولة كانت حول السياسات الداخلية، فرئيس الوزراء الإسرائيلي تحوم حوله شبهات فساد وهذه الزيارة فرصة ليظهر في صورة رجل الدولة.
رفض الفلسطينيون مبعوث الإدارة الأمريكية واعتبروها متحيزة. وبجانب القدس، هناك غضب متصاعد بعد قطع المساعدات الأمريكية لمنظمة غوث اللاجئين "أونروا"، والتي تقدم الدعم للاجئين الفلسطينيين. وعلّق ترامب 65 مليون دولار من المساعدات الأمريكية للفلسطينيين.
وكانت الولايات المتحدة أكبر المانحين للمنظمة في عام 2017 بحوالي 30% من موازنة أونروا التي تبلغ 1.2 مليار دولار، وهو ضعف ما يقدمه الاتحاد الأوروبي.
تأسست المنظمة في عام 1949 لتوفر دعمًا مؤقتًا لحوال 750 ألف فلسطيني من النازحين بعد إعلان قيام الدولة العبرية. ومثل كثير من الأمور في هذا الصراع، بات دعم دائم. وارتفعت أعداد اللاجئين الفلسطينيين إلى حوالي 5 مليون حاليًا.
لا يحمل الكثير منهم في لبنان أي جنسية ويعيشون في مخيمات وظروف قاسية. تقول الحكومة إنها لا تستطيع أن توفر لهم أي خدمات اجتماعية، كما أنهم ممنوعون من بعض الوظائف.
ويخشى بعض اللبنانيين من أن منح الجنسية لهذا العدد الكبير من المسلمين السّنة قد يهدد استقرار بلدهم الذي يحاول الحفاظ على التوازن الطائفي. ويخشى البعض كمن انفجارهم، فبحسب إحصائية في ديسمبر وصلت أعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى 175 ألف شخص، وهو ثلث التقديرات السابقة. بينما المخاوف تزداد في الأردن، حيث يعيش 400 ألف شخص في مخيمات اللجوء.
كثيرون إلى الآن يحملون الأمل في العودة إلى وطنهم الأصلي. ومن بين القضايا المحورية في عملية السلام هو "حق العودة". بينما وبحسب تقرير إيكونومست، تخشى إسرائيل من تغير طابعها الديمغرافي، فيما بشكل سري يشك القادة الفلسطينيين في قدرتهم على التعامل مع هذا التدفق الكبير للمواطنين الجدد. وتتهم إسرائيل والمدافعين عنها أونروا بتغذية الأمل الفلسطيني بالعودة.
ويرى بيير كراهينبول، رئيس منظمة أونروا، أن قطع الولايات المتحدة الأمريكية لمساعداتها "مباغت وضار". وفي الوقت الذي كان مايك بنس في جولته بالمنطقة، دعت المنظمة لحملة تحت اسم "الكرامة لا تقدر بثمن". وسعت خلالها لجمع 500 مليون دولار إضافية.
فيديو قد يعجبك: