تحذيرات إسرائيلية من "حرب ثالثة " في لبنان.. ونصر الله: "علينا الاستعداد"
كتبت - رنا أسامة:
حذّرت إسرائيل من احتمالية نشوب "حرب ثالثة في لبنان" حال استهدفت جماعة حزب الله، التي تدعمها إيران، مِنصات الغاز الطبيعي الإسرائيلية في البحر المتوسط.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن أحد الضباط الكبار في قوات الدفاع الإسرائيلية، قوله إن "جماعة حزب الله الشيعية، المدعومة من إيران، تسلّحت بصواريخ قادرة على مهاجمة مِنصات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط قُبالة حيفا، ما يُمكن اعتباره إعلانًا للحرب".
وقال أحدهم للصحيفة: "تقييمنا الاستخباراتي يذهب إلى أنه حتى إذا كان حزب الله يمتلك هذه القدرة على استهداف مِنصات الغاز الطبيعي خاصّتنا حاليًا، فإننا لا نرى أنها ستُقدِم على مثل هذه الخطوة المتطرفة لمجرد إثارة استفزازنا. كما أنه يُدرك أيضًا أن ضرب منصات الغاز هو بمثابة إعلان حرب ثالثة في لبنان".
ووصف قائد سلاح البحرية، إيلي شربيت، حقول الغاز بأنها "شعلتان تشتعلان أمام أعينهم". وأضاف أن حزب الله "عمل على بناء منظومة صواريخ هجومية كبيرة، وبنى أفضل أسطول صواريخ في العالم"، وفق الصحيفة.
وجاء التحذير الإسرائيلي في أعقاب تهديدات سابقة أطلقها حزب الله باستهداف منشآت الغاز في البحر المتوسط، في الوقت الذي لا يعترف فيه بوجود دولة الاحتلال، ويعتبر أن تلك المِنصات تابعة للبنان وليس لإسرائيل.
واستشهدت الصحيفة بخطاب ألقاه أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، عام 2011، جاء فيه: "لبنان قادر على الدفاع عن موارده النفطية، وأي يد ستمتد اليها، سنعرف كيف نتعامل معها". إذا كان لبنان حكيما بما فيه الكفاية للعمل بشكل ناضج ومسئول فيما يتعلق بحقلي الغاز والنفط، فستتاح لنا فرصة دفع ديوننا وتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد ".
وأشارت في الوقت نفسه إلى قيام القوات البحرية الإسرائيلية مؤخرًا بتركيب منظومة القبة الحديدية على سفينة من طراز (ساعر 5)، التي تحمي منصات الغاز، قبل أن تتسلم 4 سفن حربية من طراز (ساعر 6) عام 2019 المُقبل.
ومن المُقرر، العام المقبل، أن يبدأ العمل في مواقع حفر أكثر، شمالاً في مياه البحر المتوسط، تُضاف إلى المهام الدفاعية للبحرية، ومن شأن موقعها، الأقرب إلى الحدود مع لبنان، أن يثير التوتر مع حزب الله، حسبما نقلت "هآرتس" عن مصادر عسكرية.
ونقلت الصحيفة عن ضباط في الجيش الإسرائيلي، أن "حماس في قطاع غزة تتطلع أيضًا لتطوير قدراتها لمهاجمة مِنصات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط".
وزعم أحدهم في تصريحاته لـ"هآرتس"، أن "حماس ستستهدف ضرب منصات الغاز الطبيعي في نزاعاتها المُقبلة". وأضاف "أنها على بُعد 50 كيلومترًا من المِنصات، وهي ليست بالمسافة التي لا يُمكن الوصول إليها".
كما يستعد الجيش الإسرائيلي لنوع آخر من التهديد: "عملية موضعية تقوم خلالها عدة سفن صغيرة تحمل عبوات أو غواصين، وتحاول ضرب المنصات، وسيكون الضرر الفعلي لهذه العملية صغيرًا، وستستهدف في المقام الأول التأثير في الوعي، لكن من شأنها ان تصعب استمرار عمل المنصة المصابة"، بحسب هآرتس.
بيد أن الجيش الإسرائيلي يشعر بقلق أقل إزاء التهديد الذي يُشكّله قطاع غزة مقارنة بالتهديد الذي يُشكّله حزب الله. وحتى الآن، على الأقل، يعتقد أن نظام القبة الحديدية الدفاعي قادر بشكل كامل على التعامل مع مثل هذه الصواريخ.
جدير بالذكر ان حسن نصرالله، أكّد في مقابلة على قناة "الميادين" التي تُبثّ من لبنان، مساء الأربعاء، أن "إلحاق الهزيمة بالعدو الإسرائيلي ليست بحاجة إلى مائة ألف صاروخ".
وأعلن أنه "الآن يوجد مئات الآلاف من المقاتلين من عشاق الشهادة، مستعدين لخوض المعركة ضد العدو الإسرائيلي"، على حدّ تعبيره.
وقال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يدفعان المنطقة إلى حرب، بما يتعيّن على "محور المقاومة" الاستعداد لذلك.
وأضاف نصرالله: "على حركات المقاومة ودول المحور أن تفكر جيدًا كيف تحول الحرب المقبلة إن حصلت إلى فرصة، ونحن نخطط ونتواصل". وأشار إلى أن "المقاومة تعمل في الليل والنهار على الحصول على كل نوع سلاح يمكنها من تحقيق الانتصار في الحرب المقبلة إن حصلت".
ودعا نصر الله إلى الاستعداد "لكي تكون الحرب المقبلة التي ستفرض علينا فرصة لتحرير القدس، وأنا أراهن على هذا، وهناك قدرات في أمتنا بدأت تتجمع وتؤمن بهذا الخيار".
فيديو قد يعجبك: