إعلان

"وول ستريت جورنال": لماذا تلتزم السعودية الصمت تجاه احتجاجات إيران؟

09:07 م الجمعة 05 يناير 2018

ولي العهد محمد بن سلمان

كتب - عبدالعظيم قنديل:

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على الموقف السعودي تجاه الاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث لفتت الصحيفة إلى أن رد فعل المملكة كان هادئاً بشكل لافت.

وبدأت الاحتجاجات، الأسبوع الماضي في مدينة مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، ضد ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية، والوقود، وتسببت في مقتل نحو 21 شخصاً، واحتجاز المئات حتى الآن.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسئولين في المملكة العربية السعودية قد التزموا الصمت على عكس مواقف كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين أيدتا علناً المظاهرات في إيران، رغم المنافسة الإقليمية المشتعلة بين الرياض وطهران.

ويُخيم التوتر على العلاقات بين السعودية وإيران، بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، والملفان اليمني والسوري؛ حيث تتهم السعودية طهران بدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتحالف مسلحي الحوثي في اليمن.

كما أكد التقرير أن الصمت يعطي مؤشراً مهماً على أن القيادة السعودية ترى تهديداً ربما أكبر من الأطماع الإيرانية في المنطقة، في الوقت نفسه لا ترغب القيادة السعودية في ارتداء عباءة المُحرض.

ويقول مايكل ستيفنس، باحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، إن قادة المملكة يشعرون بالذعر من احتمال أن ينجرف المشهد الداخلي إلى شكل مشابه لما يحدث داخل إيران.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن المملكة العربية السعودية حققت نجاحاً ضئيلاً في احتواء النفوذ الإيراني بأماكن عدة بالمنطقة مثل سوريا والعراق، فضلاً عن شروع القيادة السعودية والملك سلمان وابنه القوي، ولي العهد، محمد بن سلمان في شن حرب ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

ووفق التقرير، بعد انتفاضات الربيع العربي عام 2011، أدرك القادة السعوديون وحلفاؤهم خطورة انتشار عدوى الاحتجاجات بالمنطقة، وقدرتها على عبور الحدود، إضافة إلى إطاحتها بالقادة الذين كانوا في السلطة لسنوات، إن لم يكن عقودًا. وفي تلك السنة، أرسلت السعودية قوات إلى البحرين للمساعدة على القضاء على انتفاضة السكان الشيعة في البلاد ضد حكامها السنة.

وعلى الرغم من خصومتهما الواضحة في العديد من الصراعات الإقليمية، لكن الصحيفة الأمريكية ذكرت أن السعودية وإيران تتقاسمان أرضية مشتركة فيما يتعلق بتعاملهما مع المعارضة المحلية.

ولفت التقرير إلى أن إيران اتهمت المملكة العربية السعودية بزعزعة استقرارها، حيث قال مسئول إيراني كبير، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الحكومة السعودية تساعد على خلق ونشر رأى عام على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ينتقد الحكومة الإيرانية ويدعم الاحتجاجات.

ونقلت وكالة أنباء فارس الرسمية عن علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قوله إن أكثر من ربع عدد الهاشتاجات المناهضة للنظام الإيراني جاءت من السعودية.

وبحسب التقرير، قال خطيب جمعة طهران المؤقت، آية الله سيد أحمد خاتمي، إن الاحتجاجات كانت جزءاً من مؤامرة أمريكية وصهيونية لخلق "إسرائيل الجديدة" فى الشرق الأوسط، مضيفاً أن هذه المؤامرة تمولها المملكة العربية السعودية، وشملت تهريب الأسلحة إلى إيران من القواعد الأمريكية في مدينة هرات الأفغانية، وأربيل في العراق.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن المملكة أدرجت مجموعة من التدابير التقشفية، بما في ذلك خفض الإعانات الحكومية السخية على البنزين والكهرباء بعد مواجهتها انخفاض أسعار النفط، الذي بات يمثل أكبر تحدٍ للاقتصاد السعودي، وأجبر الحكومة على التراجع عن بعض الخدمات.

وحاولت "وول ستريت جورنال" التواصل مع المتحدثين باسم الحكومة السعودية للرد على طلبات التعليق، لكنهم رفضوا.

ومن داخل السعودية، قال المراقبون للمشهد الإيراني إن الدعم السعودي العلني للاحتجاجات ستكون له نتائج عكسية. إذا كان هناك أي شيء، فإن من شأنه أن يعزز مزاعم إيران بأن الاضطرابات هي التي أثارتها المملكة العربية السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، ما يعطي السلطات ذريعة للبطش بالمتظاهرين.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان