المومياء الصارخة.. حل لغز عمره ثلاثة آلاف عام

كتب - حاتم صدقي:

لغز عمره ثلاثة آلاف عام في سبيله للحل الآن فقط.

بينما يبدو كثير من المومياوات المصرية صامتة، كانت هناك مومياء حيرت العلماء بسبب ذلك التعبير بالفزع والألم الذي ظهر علي وجهها، كأنما كانت تصرخ.

ظلت هذه المومياء التي تعرف أيضا باسم المرأة الصارخة تمثل لغزا أمام علماء المصريات سنوات طويلة.

وفي حديثه لمجلة ناشيونال جيوجرافيك، قال زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، إن علماء الآثار يعتقدون أنهم توصلوا أخيرا لأسباب ظهور المومياء بهذه الصورة المليئة بالمعاناة. هناك علي الاقل فرصة للقول بأنه كانت لشخص يصرخ من الألم وقت الوفاة.

وأضاف حواس أن تحليل الحمض النووي أكد نظرية رائدة مفادها أن المومياء كانت على الأرجح للأمير بنتير. وكان هذا الأمير قد حكم عليه بالموت، ومن المحتمل أنه شنق بسبب دوره في اغتيال والده الملك رمسيس الثالث الذي حكم مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وظلت المومياء الصارخة تمثل شيئاً غير معتاد لأكثر من سبب منها نظرة الاحتضار التي تبدو علي وجهها.

وأوضح حواس في حديثه لمجلة ناشيونال جيوجرافيك في عام 2008 أن خبراء الآثار كانوا قد وجدوا هذه المومياء مغطاة بفروة غنم. وفي فكر وعقل المصريين القدماء، يعني ذلك أنه لم يكن شخصا نظيفا، ولكنه كان شخصا آثما وارتكب عملا مشينا في حياته.

كذلك لم تكن لهذه المومياء شاهد أو علامة مميزة فوق قبره، وهو أمر في ذلك الوقت كان يعني إنكار دوره في الحياة الآخرة. كما كانت يداه وقدماه مقيدتين، ولم تجر له عملية التحنيط المعتادة، بل إنه لم يحنط علي الإطلاق، ولكن تركت جثته فحسب لكي تجف في النطرون، ثم تم وضع بعض الراتنج في فمه المفتوح.

وقد وجدت هذه المومياء مدفونة مع أعضاء أخرى من العائلة المالكة أو الأسرة الحاكمة.

هناك قوتان عملتا علي هذه المومياء: إحداهما للتخلص منه والثانية لتحاول الحفاظ عليه.

وفي حديثة لجريدة "ذا صن" قال "بوب براير" خبير الآثار بجامعة لونج أيلاند والذي قام بفحص المومياء إنه لسبب ما كانت هناك محاولة للتأكد من أنه لم تكن له حياة أخرى، وفي محاولة أخرى، حاول شخص ما أن يعتني به والتجاوز عن إثمه.

وقد تم نقل المومياء أخيرا لعرضها في المتحف المصري للآثار بالقاهرة كجزء من العرض المؤقت الذي يعرض أجزاء من مجموعة المومياوات التي لم ينظر إليها من قبل.

وهناك مال ا يقل عن 20 ألف زائر قاموا بزيارة المومياء الصارخة عندما عرضت لأكثر من أسبوع، مما تتطلب من المتحف مد فترة العرض لتلبية رغبات الزائرين في مشاهدة المومياء.