إسرائيل وباكستان.. هل يقود انعدام الثقة إلى مواجهة نووية؟
كتب - عبدالعظيم قنديل:
سلطت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية الضوء على احتمال نشوب مواجهة نووية بين باكستان وإسرائيل في ظل تنامي العلاقات بين الأخيرة والهند، بالإضافة إلى تطوير اسلام أباد لبرامجها الصاروخية.
وقالت المجلة الأمريكية إن غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين تتزايد الحاجة إلى وجود قنوات اتصال فعالة بين إسلام آباد وتل أبيب للتخفيف من حالات سوء التفاهم والتصورات الخاطئة بشأن نوايا كل منهما.
"خطاب عدائي"
وهناك درجة عالية من الريبة وعدم الثقة بين إسرائيل وباكستان، وفق التقرير الذي أوضح أن اسلام أباد تأخذ بعين الاعتبار أسوء ما يمكن أن تفعله تل أبيب، حيث أدت قصة إخبارية وهمية إلى مواجهة نووية على تويتر بين إسرائيل وباكستان الشهر الماضي.
وكان هدد وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، في ديسمبر 2016، إسرائيل باستخدام السلاح النووي، وذلك رداً على تصريحات منسوبة لوزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعالون.
وقال ياعلون آنذاك: "إذا أرسلت باكستان قوات برية إلى سوريا تحت أي ذريعة، فإننا سوف ندمر هذا البلد بهجوم نووي".
وبحسب التقرير، أدى تنامي العلاقات العسكرية بين إسرائيل والهند إلى تعزيز نظريات المؤامرة حول وجود تحالف بين الهند وإسرائيل ضد باكستان. وهكذا، لم يثير الدهشة أن الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الهند، الشهر الماضي، ألقت بظلالها على رد فعل إسلام أباد العدواني.
كما أشار التقرير إلى أنه ليس من الواضح إلى أي مدى قد تصل المواجهة حقا بين القوتين النوويتين، لاسيما مع غموض موقف قادة باكستان بشأن العلاقات مع إسرائيل في ظل الاعتبارات والقيود الداخلية والإسلامية.
"التعاون بين إسرائيل والهند"
ومن منظور عسكري، فإن العلاقة الأمنية بين إسرائيل والهند والتحديث الذي تجلبه للقوات المسلحة الهندية تفهمها باكستان على أنها محاولة لتقويض التوازن التقليدي للقوة في جنوب آسيا، حسبما ذكر التقرير
ووفق التقرير، يعتقد قادة باكستان أن هذه العلاقة المتنامية قد زودت الهند بمزايا كبيرة في الجوانب الحديثة للحرب مثل: القدرات المرتكزة على الشبكة والحرب الإلكترونية؛ الاستخبارات؛ وقدرات إضراب حديثة بعيدة المدى من الجو والبحر تهدد المواقع والأصول الاستراتيجية الباكستانية؛ وأنظمة الدفاع الصاروخية المضادة للجبال التي تحسن قدرة الهند على الدفاع ضد الصواريخ الباكستانية.
ولمواجهة ذلك، تتطلع باكستان إلى تعزيز علاقاتها العسكرية مع الصين وروسيا. بيد أن اسلام أباد، بالنظر إلى محدودية تنافسها مع الهند في سباق التسلح التقليدي، تعمل على تحسين سلامة قدراتها في مجال الضربات الوقائية وتطوير قدرتها على القتال النووي للتعويض عن المزايا التقليدية للهند.
"مخاطر نووية محتملة"
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن التطورات التكنولوجية الأخيرة بين الهند وإسرائيل من شأنها أن تجلب الأخيرة إلى متناول قدرات باكستان النووية، وبذلك يتعين على إسرائيل، للمرة الأولى، مواجهة شبح احتمال وجودها ضمن نطاق نظام إسلامي مسلح نوويا، وبالتالي تصبح التطورات الداخلية والخارجية في اسلام أباد محل اهتمام من جانب تل أبيب.
وقد اختبرت باكستان بنجاح الصاروخ المتوسط المدى من طراز "شاهين - 3"، وهو مصمم للوصول إلى قواعد الصواريخ الهندية في جزيرتي نيكوبار وأندامان، وفق المجلة الأمريكية التي أشارت إلى أنه اعتمادا على مدى الصاروخ، قادر على ضرب إسرائيل. ومن المفترض أن باكستان نجحت في تزويده بإمكانية حمل رؤوس حربية النووية.
وألمح التقرير إلى أن القدرات النووية الباكستانية تشكل خطرا على إسرائيل لأن النوايا يمكن أن تتغير بسرعة وبسبب مواطن الضعف القائمة فيما يتعلق باستقرار باكستان والسيطرة الفعلية على أسلحتها النووية.
وهناك عدد من السيناريوهات الكابوسية لإسرائيل. وهي تشمل: السيناريو الأول أن تقع الترسانة النووية الباكستانية في أيدي الجنرالات الباكستانيين المتعاطفين مع الإسلام؛
أما السيناريو الثاني، توسيع مظلة باكستان النووية لتشمل البلدان العربية في أي نزاع محتمل مع إسرائيل؛ وثالثًا: وقوع البرنامج الباكستاني فريسة للهجوم السيرياني الذي يمكن أن يقوض الضمانات أو سلامة الاستهداف لبرامج باكستان النووية والصاروخية؛ أو محاولات خبيثة لتفاقم التصورات القائمة لإسرائيل كعدو لباكستان مما يؤدي إلى مواجهات نووية، كما تجلى ذلك في حادثة التغريدة النووية ديسمبر 2016.
فيديو قد يعجبك: