صحف إيطالية: سلطان تركيا يسطو بالقوة على ثروات المتوسط
كتب - عبدالعظيم قنديل:
اهتمت العديد من الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية بالتطورات الأخيرة في الصراع على تنقيب الغاز الطبيعي شرقي البحر المتوسط، بعد أن تكررت تهديدات البحرية التركية باستخدام "القوة" ضد سفينة حفر إيطالية قبالة السواحل القبرصية.
وكانت هددت 5 بوارج حربية تركية بمواجهة سفينة حفر إيطالية، أمس الجمعة، حاولت كسر الحظر المفروض عليها والتقدم للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، بحسب ما أفاد مسئولون قبرصيين.
وقال رئيس مجموعة "إينى" كلاوديو ديسكالزى إن شركته لن تتخلى عن عمليات التنقيب التي تجريها قبالة قبرص، لكنها ستنتظر التوصل إلى حل دبلوماسي لبدء عملياتها.
وفي هذا الصدد، وصفت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"السلطان العثماني" الذي انتصر في حلبة المصارعة بالبحر الأبيض المتوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن القضية أصبحت معضلة دبلوماسية كبرى، لأن "إيني الإيطالية"، وكذلك الفرنسية توتال وإكسونموبيل الأمريكية، حصلتا على تراخيص لاستكشاف الرواسب الهيدروكربونية في نفس المنطقة البحرية المتنازع عليها بين قبرص وتركيا.
ومن المتوقع أن تجرى محادثات جديدة رفيعة المستوى فى الأيام القادمة لمعالجة قضية تزيد من تفاقم التوترات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي قبل أكثر من شهر على القمة المتوقعة بين الرئيس التركي وقادة أوروبا.
وتحت عنوان "تركيا الآن تريد السطو على شرق المتوسط"، تحدثت صحيفة "Gli Occhi Della Guerra" الإيطالية عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بات يعتبر ثروات البحر المتوسط "حديقة منزلية خاصة" يستطيع فيها بسط سيطرته على آبار غنية بالنفط والغاز.
ووفق الصحيفة، إن القضية المتعلقة بسفينة سايبم 1200، التي تم حظرها الآن لأيام من قبل البحرية التركية بالقرب من جزيرة قبرص، هي شهادة واضحة، فوفقا للقيادة التركية، فإن الذهاب إلى صيد الأسماك هناك يشكل انتهاكا لاتفاق غير مكتوب، والتي تنص على أن تركيا وحدها يمكن أن تضع مخالبها على جميع موارد المنطقة.
ولذلك، فإن أنقرة تريد منع مصالح الإيطاليين والدول الأوروبية الأخرى من الاشتباك مع رؤيتها لشرق المتوسط، التي تعتبر على نحو متزايد الفناء الخلفي الخاص بها، والتي يجب أن تكون قادرة على استخلاص كل من الموارد.
3
من جانب آخر، نقلت صحيفة "فورمتشي" عن جورجيا ميلوني رئيسة حزب "فراتيلي ديتاليا" وهو حزب يميني متطرف، قولها: "لماذا لم تستدع حكومة جنتيلوني السفير التركي بعد؟ فقد أهان السلطان التركي إيطاليا".
واستكملت السياسية الإيطالية: "لقد ارتكبت تركيا عملا عنيفا ضد شركة إيطالية، لم يكن من الممكن أن تقبله أي دولة أخرى في العالم في صمت كما فعلت من إيطاليا، ولذا أعتقد أنه من الضروري أن تشرح لنا الحكومة التركية سبب هذا التدخل في المياه غير الإقليمية".
على صعيد آخر، أوضح موقع "remocontro.it" أن الحكومة التركية تسعى إلى وقف نجاحات شركة "إيني" الإيطالية في البحث عن الغاز، خاصة وأن أوروبا وإيطاليا يتطلعان إلى تنويع مصادر الغاز بعيدًا عن روسيا وليبيا.
وأضاف الموقع الإيطالي أن مشاكل الطاقة و "السلطة"، التي أثارها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع جيرانه، سيساهمان في ابتعاد تركيا عن خط أنابيب الغاز في شرق المتوسط إلى مصر، ولذا تعد تحركات أنقرة ليست سوى أوضح علامة على مباراة استراتيجية للطاقة تشارك فيها جميع دول شرق المتوسط.
فيديو قد يعجبك: