مجلة أمريكية: إيران ستدمر سوريا لـ"الثأر من إسرائيل"
كتب - عبدالعظيم قنديل:
سلطت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، الثلاثاء، الضوء على أسباب الدعم الإيراني للرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011، مشيرة إلى أن أهداف إيران تتمحور حول تدمير إسرائيل.
وذكرت المجلة الأمريكية أن الجمهورية الإسلامية قدمت مليارات الدولارات لتسليح وتدريب مقاتلين عرب وشيعة يساعدون الأسد على سحق المتمردين السنة، برغم الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الاقتصاد الإيراني.
وقال التقرير إن جوهر الدعم الإيراني الثابت للأسد، ليس مدفوعا بالمصالح الجيوسياسية والمالية للأمة الإيرانية، ولا المعتقدات الدينية، وإنما بسبب الكراهية العميقة التي يبدو أنها لا يمكن تجاهلها لإسرائيل، علمًا بأن إيران أنكرت استخدام الأسد للأسلحة الكمياوية، برغم أنها كانت ضحية لهجمات تلك الأسلحة الشنيعة التي قام بها صدام حسين قبل ثلاثة عقود في حرب الخليج الأولى.
ووفق التقرير، تحول الدعم الإيراني لسوريا إلى فرصة ذهبية لتهديد إسرائيل، ولطالما استند المرشد الأعلى آية الله على خامنئي، البالغ من العمر 78 عامًا، إلى كراهية إسرائيل في تبرير دعم بلاده لفظائع الأسد.
وأضافت المجلة أنه على الرغم من أن إسرائيل ليس لديها أي تأثير مباشر على الحياة اليومية للإيرانيين، لكن النزعة العدائية للدولة اليهودية لطالما كانت الدعامة الأكثر قوة في استمرار الإيديولوجية الثورية الإيرانية، موضحة أن النظام الإيراني يسعى إلى تفكيك الدولة العبرية على المدى الطويل، وليس إبادة على المدى القصير، وذلك نظرًا إلى التفوق العسكري لإسرائيل.
وقالت المجلة الأمريكية إن فظائع الأسد في سوريا تجاوزت عدد ما قتله الإسرائيلون في الصراع ضد الفلسطنيين، زاعمة أن أكثر من ما يقرب من 90 ألف فلسطيني قتلوا في السنوات السبعين الماضية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في حين قام الأسد بتشريد مايزيد عن 12 مليون سوري وقتل أكثر من نصف مليون آخرين.
ونقل التقرير عن أحد اللاجئين الفلسطينين نشأ في سوريا، وضحية واحدة من هجمات الأسد على الأسلحة الكيماوية: "إذا كانت طريقتهم لإعادة الفلسطينيين إلى ديارهم عبر تشريد ملايين السوريين، إذن لا أريد العودة إلى فلسطين".
وبحسب التقرير، منذ بداية الانتفاضة السورية في عام 2011، سعى كل من الأسد وإيران إلى سحق المعارضة المعتدلة وإغراء الإسلاميين الراديكاليين من أجل صياغة اقتراح غير رابح للغرب، الاختيار بين الأسد أو الجهاديين، غير أن طهران حاولت تصوير دورها في سوريا باعتبارها معركة وجوديّة ضد قوى التطرف السني.
واليوم أصبح محور طهران - دمشق مشابهاً لقصة حب متبادلة: إيران تحب سوريا لجسمها، الذي يقع على الحدود مع إسرائيل ويخدمها كمحطة لحزب الله، وسوريا تحب إيران لأموالها، وفق المجلة الأمريكية التي أكدت أن نفقات طهران المتزايدة في سوريا - التي تقدر بعدة مليارات من الدولارات سنوياً - أصبحت سبب متزايد من الاستياء الشعبي وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية.
ونوه التقرير إلى زج إيران بالميليشيات الأفغانية، المعروفة باسم شعبة فاطميون، فمعظمهم ليسوا محاربين مقدسين متحمسين ولكن عمالاً يدويين غير موثقين، وبعضهم دون السن القانونية، يقدمهم الحرس الثوري الإيراني بعرض لا يمكن رفضه، والذي يتمثل في تصاريح إقامة لمدة 10 سنوات في إيران - تخفيف خطر الترحيل القسري - و 800 دولار شهرياً مقابل السفر إلى سوريا، تحت مزاعم حماية ضريح شيعي تابع للسيدة زينب، حفيدة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
فيديو قد يعجبك: