إعلان

انتهاء عملية التصويت في الانتخابات التونسية وبدء فرز الأصوات

11:14 م الأحد 23 أكتوبر 2011

تونس – (د ب أ)

بدأت مساء اليوم الأحد عمليات فرز الأصوات في أول انتخابات حرة ناجحة تشهدها تونس بعد تسعة أشهر من الإطاحة بالديكتاتور زين العابدين بن علي من السلطة في يناير الماضي.

وشهدت الانتخابات نسبة إقبال هائلة، وقال الجندوبي رئيس ''الهيئة العليا المستقلة للانتخابات'' إن نسبة المشاركة العامة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي تجرى اليوم الأحد في تونس ''قاربت'' 70 بالمائة. وأغلقت مراكز الاقتراع في السابعة مساء (1800 بتوقيت جرينتش)، وكان لا يزال هناك مئات الأشخاص بانتظار الإدلاء بأصواتهم في بعض الأماكن.

وسادت حالة من التفاؤل والبهجة بينما كان يصطف الناخبون لاختيار الجمعية التأسيسية التي تصم 217 عضوا، ستتولى كتابة دستور جديد للبلاد وتعيين حكومة انتقالية جديدة.

ويصوت الكثير من التونسيين للمرة الأولى، حيث أنهم لم يشاركوا في أي انتخابات في السابق في عهد الرئيس المخلوع بن علي أو سلفه زعيم الاستقلال الحبيب بورقيبة، بسبب التزوير الممنهج للأصوات.

وتسبب تزايد أعداد الأحزاب السياسية والمرشحين خلال الشهور الأخيرة في حالة من الارتباك لدى بعض الناخبين، حيث يتنافس أكثر من 100 حزب في الانتخابات، وبعض الناخبين أصيب بحيرة بشأن المكان الذي سيدلون فيه بأصواتهم.

وقيد 55% فقط من الناخبين الذين يحق لهم التصويت أسماءهم في السجلات الانتخابية، بينما صدرت توجيهات للباقين بالتوجه إلى مراكز تصويت محددة.

وقالت سونيا وهي محاضرة جامعية (38 عاما) أدلت بصوتها في حي المنزه الراقي بتونس ''هذه أول مرة أصوت فيها، في السابق كانت النتائج معروفة قبل حتى فتح مراكز التصويت''.

وأوضحت أنها صوتت لصالح الحزب الديمقراطي التقدمي أكبر أحزاب المعارضة خلال حقبة بن علي.

وقاد الحزب الديمقراطي التقدمي الحملة الانتخابية كبديل علماني لحزب النهضة الإسلامي المعتدل، الذي كان قد تم حظر نشاطه في ظل حكم بن علي، وتزايدت معدلات شعبيته منذ /يناير الماضي.

وأضافت سونيا ''أهم شيء هو أن لدينا توازن في الجمعية التأسيسية''.

وقال سالم البوعزيزي، شقيق محمد البوعزيزي، بائع الفاكهة الذي أشعل الانتفاضة التي أطاحت ببن علي حينما أشعل أضرم النار في نفسه احتجاجا على مضايقات الشرطة له في مدينة سيدي بوزيد بوسط البلاد، إنه صوت لصالح حزب النهضة.

وقال سالم البوعزيزي في اتصال هاتفي مع (د.ب.أ) ''إنني أصوت لصالح النهضة، لأنه الحزب الذي يمثل القيم الإسلامية''.

من جانبه، رحب زعيم حزب النهضة رشيد الغنوشي بالانتخابات ووصفها ''بالتاريخية''.

وقال في تصريح لـ(د.ب.أ) ''أبلغ من العمر 70 عاما، وهذه هي المرة الأولى التي أصوت فيها''. وقضى الغنوشي 11 عاما في السجن و20 عاما في المنفى بسبب أنشطته السياسية خلال حقبة بن علي.

وأضاف بعد أن أدلى بصوته في المنزه أيضا ''أتوقع أن تحقق حركتنا أفضل النتائج، لكننا سنهنئ من سيفوز (أيا كان)، حتى لو لم يكن النهضة''.

وتظهر استطلاعات الرأي فوز النهضة بنسبة تتراوح بين 20 و30% من الأصوات، أكثر من أي حزب آخر، وهو ما يثير مخاوف بين بعض التونسيين من إمكانية وجود تهديد للتقاليد العلمانية والليبرالية في تونس.

وأكد الغنوشي بأن حزب النهضة ملتزم بالمساواة بين الجنسين والحريات المدنية، بيد أن بعض الفصائل داخل حزبه يؤيدون أجندة أكثر تشددا، وهو ما يدفع المنتقدين لاتهام النهضة بتنبي خطاب مزدوج.

وفور خروجه من مركز التصويت، تعرض الغنوشي لهجوم لفظي من قبل ناخبين مناهضين للنهج الإسلامي وصاحوا في وجهه بالفرنسية ''ديجاجيه'' أو (ارحل)، وهو الشعار الذي استخدموه ضد بن علي سابقا، وطالبوه (الغنوشي) بالعودة إلى لندن، لكنه لم يرد عليهم.

ويتنافس في الانتخابات 11 ألف مرشح للفوز بعضوية الجمعية التأسيسية على 1519 قائمة. وضمت الأحزاب نحو نصف القوائم سويا، بينما جاء المستقلون في باقي القوائم.

ويتابع أكثر من 5500 مراقب من بينهم 500 مراقب أجنبي الانتخابات.

وبالإضافة إلى النهضة والحزب الديمقراطي التقدمي، فإن الأحزاب الأخرى الوحيدة التي تحظى بشعبية على المستوى الوطني هي حزب التكتل، وهو حزب ديمقراطي اجتماعي يتزعمه طبيب، وحزب التجديد، الحزب الشيوعي التونسي سابقا، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وهو حزب يساري أيضا.

ومن المتوقع إعلان النتائج الأولية للانتخابات مساء اليوم الأحد، بينما يتوقع الإعلان عن النتائج النهائية يوم غد الاثنين.

يذكر أن حوالي مليون و800 ألف شخص من التونسيين الذين يحق لهم الانتخابات أميون ويجهلون القراءة والكتابة. ويحق الانتخاب لحوالي سبعة ملايين و200 ألف من سكان تونس البالغ عددهم نحو 12 مليونا.

وجاءت الثورة التونسية التي استمرت شهرا وعرفت ''بثورة الياسمين'' على خلفية الإحباط من قمع الدولة، والفساد والبطالة.

ورغم أن الفساد تراجع وتم رفع القيود على الحريات السياسية والصحفية، إلا أن الصورة الاقتصادية لا تزال قاتمة.  ويصل عدد العاطلين عن العمل نحو 700 ألف شخص من سكان تونس البالغ عددهم نحو 12 مليونا.

اقرأ أيضا:

تونس تعمل على اعادة الانتعاش لاقتصادها ويمكنها تفادي الاسوأ

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان