الخوف يطارد الليبيين الفارين في الخارج..
تونس (رويترز) - بينما كان يجلس في ردهة فندق بتونس عقب وصوله للتو من طرابلس رفض رجل اعمال ليبي مرارا طلبات مراسلي قنوات تلفزيونية لاجراء مقابلات معه للتحدث عن الاوضاع في بلاده.
قال رجل الاعمال "هم يطلبون مني (التحدث) لكني ارفض. لا اريد ان يتم التعرف علي. ما زالت لي اسرة في ليبيا واذا تحدثت فسيحرقونها ...هل تفهمون؟ سيحرقونها."
وذكر رجل الاعمال ان زوجته واطفاله ما زالوا في ليبيا وانه مستعد لتقديم تفاصيل عن حياته في طرابلس بشرط عدم نشر اسمه.
وقال "ما يفعلونه هناك مروع تماما لكني لا استطيع ان اقول ذلك علنا. سيتعقبون القريبين مني."
وحتى في حالة فرارهم من بلادهم يرفض كثير من الليبيين التحدث صراحة عن الانتفاضة ضد العقيد معمر القذافي خوفا مما قد يحدث لاقاربهم في الداخل.
ويقول معارضو القذافي ان الخوف اصبح اداة فعالة جدا للزعيم الذي نجا من مؤامرات انقلاب واغتيال خلال 41 عاما له في السلطة. وهذا الخوف يطارد كثيرين من الليبيين في الخارج.
وقال ليبي اخر وصل الاسبوع الماضي الى تونس "بالطبع الناس خائفون...الوضع غير مستقر. القذافي يعامل شعبه دائما وكأنهم حشرات. لذلك هم خائفون الى ان يعرفوا انه لم يعد هناك (في الحكم)."
واحتج مئات الليبيين خارج سفارتهم في تونس الاسبوع الماضي داعين الى تنحي القذافي. لكن عندما اقتربت منهم اطقم التصوير لاجراء مقابلات رفض كثير منهم وغطى من وافقوا على التحدث وجوههم.
ورصدت جماعات حقوق الانسان دلائل على انتهاكات خطيرة تقوم بها اجهزة الامن الليبية منذ اندلاع الانتفاضة ضد القذافي الشهر الماضي بما في ذلك الاختفاء والقتل المتعمد لمارة ومحتجين.
ويقول القذافي ومسؤولوه ان المعارضة المسلحة هي من متشددي القاعدة الذين يحاولون تدمير البلاد. وينفون استهداف مدنيين.
وفي طرابلس اصبح بعض المواطنين مناهضين بشدة للقذافي حتى برغم عدم جهر اغلبهم بسخطهم خوفا من العقاب اذا تحدثوا صراحة للصحفيين في الشارع.
ويقول عمال الاغاثة ان مئات الليبيين يعبرون الحدود الليبية التونسية يوميا لكن قليلين يطلبون المساعدة. وتمتد العلاقات الاسرية والقبلية على جانبي الحدود مع تجارة قوية للوقود والغذاء بين البلدين.
وقال مارك بيتزولد ممثل المنظمة الدولية للهجرة "من الصعب تحديد ما اذا كانوا اضطروا للبحث عن مأوى او ما اذا كانوا يريدون رؤية اسرة."
لكن اذا كانوا فارين من القتال أو الضربات الجوية لقوات التحالف الغربية او يأملون في الانتظار حتى تنتهي الازمة لا يطلع الليبيون الذين يصلون الى نقطة رأس جدير الحدودية وسائل الاعلام او عمال الاغاثة على شيء يذكر مما يحدث في بلادهم. وقال عامل اغاثة تونسي "هم ببساطة لا يتحدثون. الكثير منهم اثرياء ويتوقفون للتزود بالوقود ثم يواصلون السير."
وعلى عكس الليبيين يتحدث اللاجئون الاجانب الذين يصلون رأس جدير عن المعاملة الوحشية من جانب القوات الموالية للقذافي الذين نهبوا اغلب متعلقاتهم. وروى شبان افارقة فارون كيف اعتقلت قوات القذافي المهاجرين الافارقة السود لاجبارهم على قتال قوات المعارضة.
وسئل رجل ليبي وصل مع عائلته الى رأس جدير عما يحدث على الجانب الاخر من الحدود فقال ببساطة "الطريق كان جيدا ...لا مشكلة."
من ماري لوي جوموتشيان
فيديو قد يعجبك: