بين ناخب ومقاطع و"مطنش".. حال الانتخابات في روض الفرج
كتب: يسرا سلامة ومحمد زكريا:
بين مصوت أمام اللجان أو بين آخر تجاهل اليوم الانتخابي وفضَل المقاطعة، كان حال دائرة روض الفرج وشبرا في شمال القاهرة، اقبال أقل من المتوسط من الناخبين غلب عليه كبار السن والسيدات، رصده "مصراوي" في عدد من اللجان، كما تجول بين ناخبين ومواطنين فضلوا القهوة أو العمل بدلا من التصويت.
"أدعو الجميع لانتخاب النواب الي هيشرعوا القوانين وهيرقبوا الحكومة عشان تحقق أهداف الثورة" قالها محمد محمد مسعد الشعراوي الذي ارتكز جالسا علي بوابه مسجد الخذندار الواقع بحي شبرا، والذي يعود تأسيسه لعام 1927 في عهد المللك فؤاد الاول، والذي شهد أول استجواب في تاريخ البرلمان في 29 ابريل لعام 1924، حيث تم إستجواب وزير المالية انذاك محمد توفيق نسيم علي يد اللواء موسي فؤاد بخصوص إنفاق الحكومه المصرية المبالغ الطائلة لسد عجز ميزانيه حكومه السودان حينها.
كان الرجل الكفيف يعمل كمعلم أول في الأزهر الشريف، وذلك قبل أن يتم فصله من عمله نتيجة لتردده علي المشاركة في التظاهرات التي تلت ثورة يناير، بحسب قوله، حيث طالب الرجل الشباب الذى اصابه الاحباط بالمشاركة في الانتخابات حتي تتحقق أهداف الثورة " عيش حريه عداله اجتماعيه كرامه انسانية".
كما توافد عدد من المصوتين في مدرسة ناصر الثانوية بنات، في الساعات الأولى لبدء التصويت في المرحلة الثانية للانتخابات، وقالت انتصار عبدالحكيم أحد
الناخبات بمنطقة شبرا في تصريح إنها قررت النزول إلى التصويت من أجل مصلحة بلدها، وتتمنى أن تستقر مصر، مضيفة أن المرشح الذي ستنتخبه ساعدها في عمل إشاعة على يدها.
لا تحمل "أزراق أحمد" أي نية للإدلاء بصوتها في الانتخابات البرلمانية، الأحلام التي تملأها ابنة الثالثة والعشرون عاما لا تجد في أي من المرشحين من يحققها، "كل برامجهم شبه بعض، مفيش أي كلا واقعي ممكن يتحقق"، الفتاة التي تحمل شهادة الثانوية العامة تأمل أن تقل نسبة البطالة ببلدها، بالاضافة الى تدني الرواتب "مرتبات الشباب ضعيفة والوظائف مش ثابتة"، حماس أكبر كانت تحمله الفتاة - البائعة في أحد المحلات بروض الفرج- في الانتخابات السابقة، شاركت على إثره في كل الاستحقاقات السابقة، غير أنه كان دافعا لها لعدم المشاكرة تلك المرة "كام مرة نزلنا انتخابات؟ هل حد منهم عمل حاجة لينا أو حقق وعوده؟!".
الاقبال من كبار السن كان أيضا ما تشهده لجنة مدرسة حافظ إبراهيم الرسمية، حيث شهدت بلجانها الثلاثة اقبالا من السيدات، وقالت المستشارة أميرة فاروق المشرفة على اللجنة 96 بأحد لجان المدرسة الفرعية أن في الساعات الأولى تجاوز الناخبين 50 صوتا من أصل 2512 سيدة من حقها التصويت باللجنة.
في ظهر اليوم، كان "محمد مصطفى" - 33 سنة- يعمل على مسح محله الخاص ببيع الهدايا، ورغم بدء التصويت إلا إنه فضل أن يذهب متأخرا، عاقدا العزم على التصويت لأحد المستقلين من الشباب "اعرفه واعرف أنه خدوم، وأحب اديله صوتي، وبيشغل الشباب"، يقول محمد إن أفضل ما في تلك الانتخابات أن وجه الحزب الوطني يوسف بطرس غالي، والذي داوم على النجاح عن دائرته لم يعد موجودا في تلك الجولة من الانتخابات.
وقالت المستشارة سارة حسين المشرفة على لجنة 108 بداخل معهد القراءات الديني في منطقة الساحل بشبرا إن الاقبال كثيف في الساعات الأولى للتصويت في الانتخابات، مضيفة ان الاقبال بكثافة من كبار السن.
على أحد القهاوي في منطقة شبرا، كان يستمع المحامي العشريني "حسام عمر" إلى أخبار الانتخابات من التلفاز، يقول إنه لم يسمع عن أي مرشح أي برنامج واضح، ولم تصله أي برامج أي مرشح، مرشح واحد مستقل اعطاه كتاب مكون من 100 صفحة، كان البرنامج الانتخابي الذي وصل لحسام، لم يدفعه حتى للبحث عن انتماء سياسي أو حزبي، يقول إن عضو البرلمان يجب أن يتحدث باسم جميع النواب تحت سقف البرلمان.
على أحد المقاهي، القريبة من مسجد الخازندار، اعتاد أن يرتاد عليها "مصطفي يحيى" بشكل دوري، حاملا مجموعة من الجرائد لم يقرأ الا عنوينها فقط، ذاكرا انه لايبالي كثيرا بالتصويت في تلك الانتخابات، رغم إنه قد شارك في كل الاستحقاقات الانتخابية التي تلت ثوره يناير، مبررا "بعد الثورة الانتخابات كان ليها طعم، لكن دلوقتي رجعت ملهاش طعم تاني".
كما انتقد الرجل الخمسيني والذي يعمل مهندسا للديكور شكل الدعاية الانتخابية للمرشحين بدائرته "الدعاية بالتكاتك والمهرجانات الشعبية، تفتكر لما يدخل المجلس هيعمل ايه؟ "، تمني أن تتطور أساليب الدعايه من خلال ارسال رساله تعريفية على الموبايل بالمرشح وبرنامجه، وذلك كما في الدول المتقدمة، علي حد قوله، متمنيا أن ينجح المجلس القادم في حل مشاكل العشوائيات والقمامة، بجانب مشكلة عواميد الإنارة بالمنطقة.
وذكرت المستشارة ريهام الصياد المشرفة على اللجنة 109 بنفس المعهد أن كبار السن يتواجدون بشكل أكبر في الساعات الأولى للتصويت، مضيفة أن اللجنة مسجل بها ما يقارب من 2750 ناخب، وأضافت لـ"مصراوي" أن اللجنة تواجد بها 3 مناديب للمرشحين.
ورغم عدم معرفته للمرشحين، يقول المحامي حسام أنه ينوي الذهاب للتصويت غدا في اليوم الثاني للتصويت، وبخلفيته في القانون، يأمل حسام أن تتغير مادة بالدستور التي تتيح للفتيات العمل في كل الوظائف العامة، بحسب رأيه، مضيفا "فيه وظائف مينفعش فيها الستات، ورجالة كتير قاعدين ع القهاوي".
ورصد مصراوي أيضا تواجد للفتات المرشحين خارج اللجان، وعدد من المناديب والمرشحين خارج وداخل اللجان، وتواجد لعدد من المناديب يجذبون الناخبين بالأموال.
وأثنت ايناس حسين الناخبة بمدرسة ناصر على تنظيم الانتخابات من الجيش والشرطة، فيما قالت الناخبة انصاف إنها كان يجب أن تقوم بالواجب الوطني للتصويت في الانتخابات، مضيفة أنها قامت بتشجيع أولادها واحفادها للتصويت، وأن ابنها سيأتي من الكويت من أجل التصويت.
وقالت مستشارة بلجنة ناصر - رفضت ذكر اسمها- أن الاقبال متوسط في الساعات الأولى من بدء التصويت، مضيفة أن عدد من الناخبين يعلم الرمز الانتخابي للمرشح ولا يعمل اسمه في ورقة الاقتراع.
وانطلقت صباح اليوم الأحد، الجولة الثانية للانتخابات البرلمانية، في 13 محافظة، هي "القاهرة والقليوبية والمنوفية والدقهلية والغربية والشرقية ودمياط والإسماعيلية وبورسعيد والسويس وكفر الشيخ وشمال سيناء وجنوب سيناء".
وفتحت لجان الاقتراع في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في التاسعة صباح الأحد. تستمر الانتخابات على مدى يومين، حيث يجرى الاقتراع في 13 محافظة يبلغ عدد الناخبين فيها نحو 28 مليون ناخب.
وبدأ تصويت المصريين بالخارج يوم السبت ومن المقرر أن ينتهي اليوم، ويتنافس في هذه المرحلة نحو 2872 مرشحًا على 222 مقعدًا في 102 دائرة انتخابية.
وجرت الانتخابات في المرحلة الأولى في شهر أكتوبر الماضي وكانت نسبة الحضور 27 في المئة من إجمال الناخبين في الـ 14 محافظة الأخرى، حسب اللجنة العليا للانتخابات.
ويبلغ عدد ناخبي المرحلة الثانية حوالي 28 مليون ناخب، بما يفوق المرحلة الأولى بمليون ناخب، يتوجهون إلى 12.946 لجنة فرعية، ويتنافس 2877 مرشحا على 222 مقعدا مخصصا للمستقلين، و60 مقعدا للقوائم.
وتعد الانتخابات البرلمانية الخطوة الثالثة من خارطة الطريق التي أعلنت عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من الحكم اثر ثورة 30 يونيو 2013، ومن المقرر أن يعقد المجلس النيابي أولى جلساته مع بداية العام الجديد.
فيديو قد يعجبك: