العراق: نرفض التواجد التركي في "بعشيقة".. ونتابع الشكوي بمجلس الأمن
بغداد - (أ ش أ):
جدد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، موقف بلاده الرافض للتواجد التركي في "بعشيقة" شمالي الموصل، وقال إن العراق يتابع الشكوي التى قدمها ضد انتهاك أنقرة للسيادة الوطنية ودخول قوات عسكرية لها دون إذن من الحكومة العراقية، وقال: "إننا نرفض وجود هذه القوات والمجتمع الدولي والجامعة العربية ترفض التدخل التركي بالشأن العراقي".
وحذر الجعفري - في مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، بمقر وزارة الخارجية في بغداد - من مواصلة التعامل مع الملف السوري من منظور "الطائفية" وأقلمة الصراع وكأنه بين سنة وشيعة، مؤكدا أن هناك مجتمعا سوريا ينبغي ايصال المساعدات له والعمل على إيقاف إطلاق النار والتركيز على الحل السلمي للصراع في سوريا لأن المضي بالحل العسكري لن يؤتي بنتيجة، ونبه الى أن الضغط على داعش في شرق سوريا يستلزم تنسيقا دوليا لانجازه.
وأوضح أن العراق قام بجهود واتصالات دولية وعربية إقليمية وعقدنا سلسلة إجتماعات بمدن أوروبية وعربية من أجل وقف انتهاك القوات المسلحة التركية لأراضي العراق وتواجدها في بعشيقة ، ودعا إلى ضرورة إنهاء هذه الأزمة لمنع الإنزلاق لا تحمد عقباها، وأضاف: قد تنتهي الحرب ولا تنتهي التدخلات الاقليمية.
ولفت إلى أن العديد من دول الخليج بدأت يتفهم حاجة العراق لوجود قوات "الحشد الشعبي" من أجل مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي واستكمال عمليات التحرير، واستدرك قائلا : هناك تفهم خليجي لهذه المشاركة لا نقول كل الدول بل بعض الدول.
وأكد وزير الخارجية العراقي حرص العراق على العلاقات مع السعودية، وقال: إن السعودية حددت قائماً بالأعمال خلفاً لسفيرها السابق ثامر السبهان ، على أمل أن يتم تعين السفير الجديد خلال الفترة المقبلة، فالعراق يريد استمرار وارتقاء العلاقات مع السعودية وتبادل المصالح المشتركة.
ونفى وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ، وجود أي اتفاق مع تركيا يسمح بدخولها إلى أرض العراق، مؤكدا أنه ليس هناك أيضا أي اتفاق مع حكومة إقليم كردستان بهذا الشأن.. لافتا إلى أن دخول الأرضي العراقية شأن سيادي وأن البرلمان أصدر قرارا بمنع دخول العراق، ومن سمح بدخول حزب العمال الكردستاني لجبل قنديل بالعراق هو تركيا ذاتها.
وقال الجعفري إن الموقف السياسي الدولي حول التدخل التركي أقل من الطموح العراقي لكنه "مقنع"، وسنبقى نتواصل مع تركيا لحل الأزمة، مشيرا إلى وجود إجماع لأول مرة في تاريخ الجامعة العربية على دعم العراق ضد التدخل التركي.
ولفت الجعفري إلى أن العراق في حربه على داعش مد اليد للجميع حتى الدول التي هي خارج التحالف الدولي وفي مقدمتها روسيا، ولا اختلاف على دعم العراق من روسيا والتحالف، وقال: إن الاتفاق الرباعي لروسيا وسوريا وإيران والعراق لتبادل المعلومات لم يكن بديلا عن التحالف الدولي، وأكثر من دولة أبدت استعدادها لدعم العراق في محاربة داعش عسكريا وماديا واستخباريا وإنسانيا ونرحب بالدعم الدولي ولكننا نرفض إقامة قواعد عسكرية والتدخل بالشأن الداخلي.
ودعا وزير الخارجية العراقي، المجتمع الدولي إلى تقديم كافة أنواع الدعم للعراق الذي يحارب داعش بالإنابة عن العالم دون المساس بسيادة العراق الوطنية ، مؤكدا أن القوات المسلحة العراقية هي التي تتولى إدارة المساعدات العسكرية واللوجستية وان أبناء العراق هم من يقاتلون داعش على الأرض ويحققون انتصارات على داعش وجميع العراقيون ينضوون تحت لواء قتال التنظيم الإرهابي.
وأشار الجعفري إلى أن العراق يحتاج إلى مساعدات إنسانية وجهود إعادة الإعمار في ظل انخفاض أسعار النفط وزيادة تكلفة الحرب على داعش، وهناك تجاوب دولي بهذا الشأن.. داعيا المجتمع الدولي إلى المساهمة في إعادة بناء ما دمرته الحرب على داعش وتحسين الظروف المعيشية للعراقيين من أجل تشجيع المهاجرين على العودة ووقف موجات النزوح واللجوء الحالية.
وفيما يتعلق باتفاق الدول المصدرة للنفط (أوبك) على خفض سقف الإنتاج، أعرب الجعفري عن أمله أن يتم تفهم موقف العراق الداعي إلى عدم خفض حصته في أوبك على ضوء ما يمر به من ظروف بسبب الحرب على داعش، وقال إن العراق يدفع فاتورة بالإنابة عن العالم بوجود الإرهاب على أرضه وهي ظروف استثنائية وسنواصل جهودنا بهذا الشأن من أجل الاستجابة لمطلبنا.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: