إعلان

طلبة الموصل حائرون بين مناهج داعش والتعليم الحكومي العراقي

11:36 ص الخميس 29 ديسمبر 2016

طلبة الموصل حائرون بين مناهج داعش والتعليم الحكومي

الموصل( العراق)- (د ب أ):

انقسم أبناء وبنات مدينة الموصل في المراحل المدارس الى قسمين ، الأول تحت سيطرة داعش يتلقون منهاجا دراسيا يدعو إلى العنف والقتل، والثاني منهج دراسي متخصص في المجالات الإنسانية والعلمية بعد السيطرة على مناطق بالساحل الأيسر وأجزاء أخرى كانت واقعة تحت سيطرة التنظيم .

وأجبرت الأحداث بعد سيطرة داعش على محافظة نينوى في منتصف يونيو عام 2014 مئات الأهالي إلى عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس بعد أن أجرى التنظيم تغييرا شاملا في المناهج الدراسية واستبدلها بأخرى تحرض على العنف وترسخ مفاهيم العداء وتزرع الفتنة في أذهان الطلبة من خلال مصطلحات القتل والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والذبح الأمر الذي أثار فزع الأهالي وخوفهم على أولادهم من هذا التوجه الخطير.

ورسمت الابتسامة وجوه أبناء الموصل المتعبة والمنهكة من جراء أجواء الانفجارات وأصوات القنابل والقتال والفرار والتنقل من مكان إلى آخر ، بعد أن شرعت السلطات العراقية إلى إعادة افتتاح المدارس في المناطق التي سيطرت عليها وتسليمهم مناهج دراسية مخصصة ومجازة رسميا من قبل وزارة التربية العراقية تدرس في أرجاء البلاد لكل مرحلة دراسية .

بينما لايزال أقرانهم ، في الجانب الأيمن من الموصل الذي يخضع لسيطرة داعش، يتلقون في المدارس مناهج ديوان المعارف في الدولة الإسلامية التي تحرض على القتل والنحر والخطف والابتعاد عن دين الإسلام وما جاءت به كافة الكتب السماوية من خلال منهاج داعش .

وباشرت وزارة التربية العراقية بالإسراع مع إعلان استكمال تحرير الأحياء بافتتاح المدارس وتسجيل أسماء الهيئات التدريسية والطلبة في عموم تربية محافظة نينوى ومشارفها المحررة لإعادة الفرحة لكافة طلبة المراحل الابتدائية والثانوية من أجل رفع الحالة النفسية التي أثرت سلبا على حياة الطلبة كافة وتحديدا في المراحل الابتدائية في محافظة نينوى.

وقالت جليلة محمود، مديرة ثانوية المعرفة في منطقة البكر إن "وزارة التربية أوعزت بفتح المدارس بعد طرد داعش منها ليتسنى تسجيل كافة الطلبة من الذين عمل التنظيم على تغيير مناهج دراستهم، وأثرت سلبا على حالاتهم النفسية والاجتماعية خلال الثلاث سنوات الماضية، وتوزيع المناهج الدراسية التي تخضع لوزارة التربية وتحت إشراف مشرفين تربويين في العراق.

وأضافت أن" تسجيل أعداد الطلبة كان بنسب كبيرة غير متوقعة إطلاقا، وكانوا فرحين وهم يتسلمون مناهج دراسية جديدة بعد ثلاثة أعوام من حصولهم على مناهج تحث على الارهاب والقتل وعدد الأسلحة وتغير بأحاديث السيرة النبوية وفتاوى غير صحيحة وبعيدة عن السيرة النبوية والصحابة وفي كتاب القرآن الكريم ".

ومن أبرز كتب المناهج الدراسية التي أعدها ديوان المعارف في الدولة الإسلامية مناهج/عقيدة المسلم والعلوم والقراءة العربية والآداب الشرعية والجغرافيا والتاريخ والرياضات وغيرها، فيما استعان المعلمون بصور للدبابة والمسدس والبندقية والسيف والرصاص لتكون وسائل إيضاح لشرح درس الرياضات وتعليم الطلاب على طرق الحساب.

وقالت الطالبة مها احمد 9 أعوام، في المرحلة الرابعة من الدراسة الابتدائية " أنا سعيدة وشعوري لا يوصف وأنا أتصفح كتب دراسية بعيدة عن وصف البندقية والعبوة الناسفة والحزام الناسف والسيارة المفخخة وحمل السلاح، وهي مناهج تثير فينا الرعب والخوف وتجعل انتظامنا في صفوف الدراسة موعدا مع الرعب والفزع".

وأضافت" أنا لم أستطع استيعاب هذا المناخ الدراسي لأنني غير مؤمنة به ولا أحبه وبعيد جدا عن المناهج التي كنا نتلقاها قبل منتصف عام 2014 ".

وتقول الطالبة ورقاء حسن 11 عاما، إن" مناهج داعش الدراسية كانت تختص بالقتل وتكفير الآخرين في كل مكان، وكان منهج الرياضيات والحساب يحتوي على عدد القنابل والرصاصات، وعدد قتل الاشخاص، وعدد البنادق والعجلات المفخخة والعبوات ".

وقالت سعدية خليل، معلمة مادة الرياضات، إن" داعش كان يفرض عليها مناهج الدولة الإسلامية الذي يقوم على شرح وتعليم عدد القذائف والمقتولين من القوات العراقية وعدد الرصاصات والمسدسات من خلال جمع وطرح وضرب الاعداد فيما بينها للوصول إلى نتائج".

وأوضحت أن "داعش أمر بتوزيع هذه المناهج بهدف تخريج جيل خطير مؤهل من أطفال نينوى الأبرياء لقيادة العنف مستقبلا تحت تهديد السلاح على الأهالي لكن هناك عوائل رفضت انتظام أبنائها في صفوف الدراسة وفضلوا عدم الاطلاع على هذه المناهج الدراسية المحرضة على الإرهاب ".

وبحسب احصائية لمديرية تربية محافظة نينوى، فأن 67 معلما ومعلمة قتلوا في مختلف المراحل الدراسية من قبل داعش وأعدمهم بالقرب من مبنى التربية خلال السنوات الماضية لرفضهم التفاعل وشرح مناهج داعش لطلبة المراحل الدراسية .

وقال الطالب خالد جمال 12 عاما، إن" فرحتنا لم تكتمل ونحن نشاهد زملاءنا الطلبة مازالوا يخضعون لمناهج داعش في المناطق التي تخضع لسيطرة التنظيم وهي تحرض على الإرهاب وبإشراف تربويين من داعش ".

وقال حسن مراد، مشرف تربوي إن" مدارس محافظة نينوى الآن تنقسم إلى شطرين داخل هذه المدينة الأول يخضع لسيطرة القوات العراقية التي ساعدت الهيئات التدرسية بإعادة افتتاح المدارس فيها وتوزيع مناهج تربية نينوى ومنح فرصة لطلبتنا من قراءة المناهج الجديدة واستيعابها مرة اخرى بعد غسل عقول طلبتنا كافة".

وأضاف :"هناك العشرات من المدارس الأخرى تخضع لداعش مازالت تواصل شرح وقراءة المواد الدراسية التي تحرض على الارهاب في الساحل الايمن".

وقال قائد جهاز مكافحة الارهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي " مازال هناك العشرات من المدارس الابتدائية تخضع للتفخيخ وأخرى مازالت مفخخة وقطاعاتنا العسكرية تعمل على انتشال العبوات الناسفة وتفكيك المفخخات لإعادة طلبتنا الى مقاعدهم الدراسية وإعادة الطلبة النازحين أيضا ".

وأضاف أن "قواتنا أكملت تسجيل أسماء الطلبة

والهيئات التدريسية كافة لكنها لم تسمح لهم بالمباشرة والدوام الرسمي للطلبة والتدريسين بسبب عدم تأمين المدارس وإزالة كل أشكال العنف منها لتكون مؤهلة لانتظام الدراسة فيها".

وانعكست آثار الحرب على داعش في الموصل سلبا على الأوضاع الدراسية وإغلاق المدارس ، فيما فر آلاف من الأطفال مع عوائلهم الى مراكز إيواء النازحين وآخرين في آحياء جديدة مؤمنة وبالتالي حرم الأولاد والبنات من فرص تلقي العلوم الدراسية كلا بحسب فئته العمرية .

وستبقى مصطلحات مناهج داعش الدراسية راسخة في ذاكرة الاطفال في الموصل لسنوات وهم يتذكرون أوضاعهم خاصة عبارة المعلمين خلال الفصل الدراسي (أن عبوة زائد عبوة تساوي عبوتين) ، وعبارة أخرى (خمسة منازل مفخخة تم تفجير اثنين كم الباقي).

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان