دي ميستورا: القضاء على داعش في سوريا "اقترب من نهايته"
نيويورك (أ ش أ)
أكد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن العملية الأمنية للقضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي في سوريا "اقتربت من نهايتها".
جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط التي عُقدت اليوم في نيويورك.
وأوضح دي ميستورا - خلال مؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع مجلس الأمن الدولي - أن النظام السوري وجه رسالة إلى المنظمة الدولية مساء الأحد تبلغه فيها بأن وفدها لن يحضر إلى جنيف للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات السياسية حول سوريا ، مطالبا وفد النظام السوري بالحضور إلى جنيف لبدء المفاوضات حول سوريا.
وشدد المبعوث الأممي على أن الأمم المتحدة لن تقبل أي شرط مسبق للمشاركة سواء من قبل نظام الأسد أو المعارضة ، لافتا إلى أن كل المبادرات التي تقدم لحل الأزمة السورية يجب أن تدعم مفاوضات جنيف.
وأعرب عن ترحيبه بأي دعم دولي لتنفيذ القرار الأممي 2254 حول سوريا، موضحا أن تكلفة إعادة إعمار سوريا قد تتجاوز الـ 250 مليار دولار.
وقال ستافان دي ميستورا في المداخلة عبر الدائرة التليفزيونية من جنيف مع أعضاء مجلس الأمن ، عشية بدء أعمال محادثات جنيف حول الأزمة السورية " الآن هي لحظة الحقيقة وإنه آن الآوان ليكون هناك تسوية حقيقية للأزمة ، وأعرب عن قلقه من تصاعد العنف فى الغوطة الشرقية والتعقيدات التى لا زالت قائمة على المساعدات الإنسانية ، وطالب بألا يعمل أى طرف على توتير الأوضاع وأن يعمل مسار آستانا على وقف هذا التوتر.
وفيما يخص محادثات جنيف، قال ي ميستورا إن وفد الحكومة السورية عليه أن يأتي الى جنيف وهو جاهز للتفاوض وأن يكون وفد المعارضة موحدا وجاهزا للتفاوض كذلك ، وشدد على أنه لا شروط مسبقة وأن يكون التركيز على المبادئ الأساسية المتفق عليها والسلال الأربعة وقرار مجلس الأمن 2254 ، وطالب الأطراف السورية بإيجاد أرضية مشتركة للتوصل الى تسوية للأزمة.
وأضاف "إن التزام الرئيس السوري الأخير بمسار جنيف والدستور والانتخابات وقرار مجلس الأمن يجب أن يتحقق، وإن قول الرئيس السوري إنه يجب عدم النظر الى الوراء وإنه سيتم التحدث الى أي طرف هي كلها إشارات مهمة".
وتابع إن الحكومة السورية لم تؤكد حتى الآن على حضور وفدها الى جنيف ، وأشار الى أنه تلقى رسالة أمس الأحد بأن الوفد لن يأتي إلى جنيف، وأضاف أنه يتطلع لأن يستمع منهم قريبا.
وأكد دي ميستورا أنه يدعم جهود وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في أن يكون هناك توحيد للمعارضة، ولفت الى أن وفد المعارضة سيصل مساء اليوم الى جنيف وأنه سيكون هناك اجتماع غدا معه.
وشدد على أن الحل السياسى هو الوحيد للأزمة السورية وأنه لن يكون هناك حل عسكري، وقال إنه مع افتراض أن الطرفين وصلا الى جنيف فانه سيشجعهم على اجراء مفاوضات مباشرة ولن تقبل أى شروط مسبقة ، وأشار الى أنه لو قال أى طرف إنه لن يناقش الا اذا فعل الطرف الآخر كذا أو كذا فإن ما سيطرحه وكوسيط هو أن هناك خطة عمل يجب العمل عليها.
ونوه الى أن هذا سيحدث بصرف النظر عما تقوله الأطراف فى العلن أو الإعلام ، وشدد على أن قرار مجلس الأمن 2254 يبقى هو المحدد لهذه المفاوضات.
وأشار دى ميستورا الى أن قرار مجلس الأمن يقول أن الهدف النهائى هو انتخابات حرة ونزيهة باشراف الأمم المتحدة ، وأن يشمل ذلك الشتات السورى ، وكذلك أن تكون هناك صيغة لدستور سورى بما ينسجم مع القرار 2254 وأن يكون بتناغم مع مسار جنيف وأن يتخمض هذا الدستور عن حوار وطنى فى سوريا .
وأعرب عن أمله فى أن تكون هناك فرصة فى جنيف غدا الثلاثاء لتضييق الاختلافات فى السلة الأولى والرابعة للمفاوضات (الانتخابات ومحاربة الارهاب) ، وأن تكون الوفود التى ستأتى مستعدة للاندماج فى هذه المفاوضات وأن يبرهن الجميع للشعب السورى على أنهم يسعون الى بقائه وبكرامة والى فك الحصار وعودة كل المفقودين والمعتقلين.
وقال إن السوريين هم من عليهم أن يقرروا من داخل وخارج سوريا مستقبل بلادهم ، وأشار الى أن حوالى 200 جمعية وطنية سيشارك منها ممثلون فى أعمال جنيف فى الأسابيع القادمة وذلك للاستفادة من خبراتهم ، كما أنه سيكون هناك خبراء مختصون فى موضوع الأشخاص المفقودين والمخطوفين والمعتقلين وخبراء كذلك فى موضوع المناطق المحاصرة وبما يعنى أن أعمال جنيف ستكون للموضوعات الرئيسية للأزمة السورية.
وعن المبادرة الفرنسية الخاصة بنقاش للأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن لدعم مسار جنيف، قال دي ميستورا إنه يتطلع الى الدعم من كل المجتمع الدولي ومن مجلس الأمن، وأشار الى أنه ستكون هناك لقاءات مستمرة لحل الأزمة السورية فى المستقبل ، ولفت الى أنه ليس هناك تاريخ محدد لتلك اللقاءات أو الإجتماعات أو لما بعد محادثات جنيف التى تبدأ غدا.
وأضاف أن سوريا فى حالة حرب منذ 7 سنوات وأن اعادة الإعمار ستتكلف 250 مليار دولار ، ولهذا يجب أن تكون هناك تسوية وأن يبتعد الجميع عن الأجندات والمصالح الخاصة الضيقة.
وقال دي ميستورا ـ فى نهاية مداخلته ـ إن الأزمة السورية من أسوأ الأزمات فى التاريخ الحديث، ولكن هناك الآن فرصة لتسوية حقيقية، وهناك خارطة طريق حقيقية ظهرت بعد أستانا ، ولهذا فيجب مواصلة هذه المسارات لبتمكين السوريون من تحديد مستقبلهم بشكل حر.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: