أسوشتيد برس: روسيا تقود الدبلوماسية بالشرق الأوسط في ظل غياب الولايات المتحدة
كتب - عبدالعظيم قنديل:
رصدت وكالة "أسوشتيد برس" الإخبارية الأمريكية، في تقرير لها الجمعة، هيمنة روسيا على مقاليد الدبلوماسية في الشرق الأوسط، وذلك في ظل غياب الدور الأمريكي المعهود، حيث قالت الوكالة الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمكن من إقامة موطئ قدم قوي لبلاده، وتكوين تحالفات مع شركاء غير محتملين بالمنطقة العربية.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى تصاعد نفوذ روسيا في ساحات سوريا وإيران، ثم إلى تركيا والمملكة العربية السعودية، لافتة إلى الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة لأول مرة في ظل إدارة أوباما، بينما تشهد سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة من عدم الاتساق.
ووفقًا للتقرير، تتولى روسيا قيادة الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية للحرب الأهلية السورية بمشاركة كل من إيران وتركيا، الأمر الذي ساهم في تقويض العنف على الساحة السورية، ومن ثم أدى دور روسيا في سوريا إلى إبراز مكانتها الدولية والسماح لها بالمطالبة بقتال الجماعات الإرهابية مثل تنظيم "داعش".
وقال بلال صعب، مدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط: إنه "في حين أن روسيا أصبحت بوضوح الاعب الأكثر تأثيرا في سوريا، لكن مايزال هناك حدودا واضحة لسيطرتها في المنطقة"، موضحًا: أن ما تقدمه روسيا هو "صفقات وليس استراتيجيات"، بينما تقدم العلاقة السياسية العميقة، وهو ما تقدمه واشنطن، رغم التوترات المستمرة مع الشركاء الرئيسيين".
واستكمل صعب: "يبدو أن بوتين وضع نفسه كوسيط في الشرق الأوسط، يسعى لتوسيع نفوذه في منطقة تبقى فيها الولايات المتحدة أكثر العناصر المهيمنة".
"المقامرة السورية"
وفى الأسبوع الحالى، أعلنت روسيا عن خطط لاستضافة المجموعات السورية وممثلي الحكومات لإجراء محادثات سياسية يوم 18 نوفمبر، وذلك قبل 10 أيام فقط من بدء جولة جديدة من المحادثات التى ترعاها الأمم المتحدة فى جنيف.
ودعت روسيا أكثر من عشرة جماعات معارضة، وهي مزيج من ممثلي الحكومة وأحزاب المعارضة السياسية، بما في ذلك للمرة الأولى الحزب الكردي الرئيسي المدعوم من الولايات المتحدة الذي يسيطر الآن على شمال سوريا، وتم منع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري سابقا من المشاركة في المفاوضات السياسية بمحادثات جنيف، بإصرار تركيا.
وذكر التقرير أن العملية العسكرية الروسية في الحرب السورية، عام 2015، ساعدت الرئيس السوري بشار الأسد في تحويل الصراع لصالحه، مضيفًا أن دعوة روسيا إلى الجماعات المعارضة دفعت للتكهن بأن موسكو قد تستخدم المؤتمر للوساطة في مصالحة أوسع بين الأسد والأكراد السوريين.
وبحسب "أسوشتيد برس" قال بدران سيا، سياسي كردي سوري: إن "روسيا تدعم المشروع الفيدرالي الكردستاني في حين كانت الاستراتيجية الأميركية غامضة"، موضحًا: "لم يتضح بعد ما هي استراتيجية (الأميركيين) بعد الرقة ونود أن نفهم" وذلك في اشارة إلى مدينة الرقة بعد تحريرها من قبضة مسلحي "داعش" الشهر الماضي.
"عقود الخليج"
وفي منطقة الخليج العربي، تحملت الولايات المتحدة مسئولية ضمان الأمن منذ حرب الخليج عام 1991، غير أن دول الخليج توجهت في السنوات الأخيرة نحو الصناعة الدفاعية الروسية، خاصة بعد تزايد الحذر من الانفراج الأمريكي مع إيران في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وألمحت "أسوشتيد برس" إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو الشهر الماضي، حيث اعتبرتها الوكالة الأمريكية مؤشر على بداية عهد جديد من التعاون وذوبان في العلاقات الثنائية بين روسيا والمملكة، والتي توترت بشدة منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا نيابة عن الأسد.
"التعاون مع إسرائيل"
ويضيف التقرير، تحتفظ إسرائيل وروسيا بعلاقات وثيقة، وإن كانت غير مستقرة في بعض الأحيان بشأن القضايا الإقليمية - وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحرب في سوريا المجاورة، ولكن في السنوات الأخيرة، كثفت القوات الجوية الإسرائيلية ونظيرتها الروسية من التواصل في المجال الجوي السوري، وذلك لمنع الاشتباكات بين قواتهما الجوية.
ومع ذلك، يشعر المسؤولون الإسرائيليون بالقلق إزاء تعاون روسيا مع إيران. لكنهم يعتقدون أيضا أن المصالح الروسية والإيرانية يمكن أن تتناقض مع تنافس البلدين على عقود إعادة الإعمار المربحة والتأثير السياسي في سوريا بعد الحرب. ويعتقد المسؤولون الاسرائيليون ان روسيا تعتبر إيران قوة مزعزعة للاستقرار فى سوريا بعد الحرب، كما أن الكريملين يتفهم مخاوف إسرائيل الأمنية من تنامي النفوذ الإيراني.
فيديو قد يعجبك: