تفاصيل الاتهامات الجنسية داخل مؤسسة "فايس ميديا"
كتبت- رنا أسامة:
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تحقيق مُطوّل على موقعها الإلكتروني، تفاصيل حول حوادث تحرّش جنسي وسولوكيات غير لائقة تقع داخل شركة الإعلام العالمية "فايس ميديا"، استنادًا إلى شهادات موظّفيها.
واستهلّت الصحيفة تقريرها بسرد بعض وقائع التحرّش داخل الشركة الإعلامية، قائلة "إحدى الضحايا قالت إنها وبينما كانت على عجلة فيريس العملاقة الدوّارة في جزيرة كوني، جنوب نيويورك، بعد انتهاء مؤتمر خاص بالشركة، فإذا بأحد زملائها في العمل يمسك بيديها ويضعها على عضوه الذكري".
وقالت أخرى إنها أُجبرت على إقامة علاقة جنسية مع مسؤول تنفيذي بالشركة، وفُصِلت من العمل بعد أن رفضته". فيما روت ثالثة، أن زميلها أمسك بوجهها بقوة محاولًا تقبيلها، فحاولت صرفه وإبعاده عنها باستخدام شمسية كانت بحوزتها.
وتعد فايس ميديا -التي أنطلقت قبل 23 عامًا والمشهورة بتغطيتها لثقافة مضادة تخريبية- واحدة من أحدث الجهات التي تخضع لتدقيق عام بشأن حدوث تحرش جنسي في مكان العمل.
وتعمل الآن في أكثر من 30 بلدًا، وتُوزع برامجها لمئات الملايين من المشاهدين شهريًا عبر المنصات الاجتماعية، الرقمية، الخطية، المحمولة، والأفلام.
وتشمل "شبكة دولية من القنوات الرقمية، استوديو إنتاج للتلفزيون والأفلام الطويلة، مجلة، علامة مسجلة للموسيقى، وكالة خدمات إبداعية داخلية، قسم لنشر الكتب، وشبكة تلفزيون دولية أُطلقت حديثًا تسمى (فايس لاند)".
وانطلاقًا من أن "فايس ميديا" أسّست نفسها لتتحول من مجرد مجلة كندية مُهمّشة إلى شركة إعلامية عالمية بتكلفة حوالي 6 مليار دولار، فإن ثقافتها العابرة للحدود خلقت بيئة عمل مُهينة وغير مُريحة للنساء، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن موظّفين حاليين وسابقين بالشركة.
وبحسب تحقيق "نيويورك تايمز"، هناك مزاعم بالتحرّش الجنسي أو التشهير رفعتها موظّفات في الشركة الإعلامية بحق زملائهن في العمل ورؤسائهن، بما في ذلك الرئيس الحالي للشركة الإعلامية.
إضافة إلى ذلك، قال أكثر من 20 موظّفة أخرى، أغلبهُن في العشرينات وأوائل الثلاثينات، صرّحن بأنهن تعرّضن أو شاهن سلوك جنسي غير لائق داخل الشركة، بما في ذلك قبلات غير مرغوب فيها ، تلامُس، عبارات بذيئة، ودعوات لممارسة الجنس.
بدورها، أقرّت "فايس ميديا" بالسماح باستمرار ثقافة "نادي الصبي" في مطبوعاتهم، واعتذروا "لمواصلة التمييز الجنسي على أساس الذكورة والأنوثة في صناعة الإعلام والمجتمع بشكل عام".
وجاء الاعتذار في بيان مُطوّل، ردًا على تقرير النيويورك تايمز، قالت فيه الشركة إن "الحقيقة لا يمكن الفرار منها".
وتابعت "نفهم أن هذا الأمر أثّر على الموظّفين الحاليين والسابقين في فايس، ونود أن نعرب عن بالغ اعتذارنا لهم، وخالص أسفنا على دورنا في تكريس التمييز بين الجنسين في صناعة الإعلام والمجتمع بوجه عام".
وأوضحت "إخفاقاتنا نجمت عن جهلنا. ولكي نكون واضحين لم يكن هناك أي نوع من التحيّز النظامي المُتعمّد على مستوى الشركة. هذا لا يعذر أخطائنا. وهذا لا يبرر أخطاءنا، لكننا نأمل أن نُعيد للضحايا حقوقهن". وأكّدت أنها ستواصل التحقيق في كافة مزاعم التحرش الجنسي التي نمت إلى علمها.
فيديو قد يعجبك: