الفلسطينيون يحذرون واشنطن من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
تل أبيب - (د ب أ):
حذر مسؤولون فلسطينيون اليوم الأحد الولايات المتحدة من تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال نبيل شعث، مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأحد "لقد حذرنا الجانب الأمريكي من أنه إذا قامت الحكومة الأمريكية بتنفيذ هذا البيان بالاعتراف بقدس موحدة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس فإن هذه خطوة ستنهي أي فرصة لعملية سلام".
وأضاف شعث أن "عملية سلام تبدأ بالسيطرة على أقدس الأماكن لدينا ليست بداية، بل هي تدمير".
وذكر شعث إن عباس بدأ جهودا دبلوماسية مع القادة العرب ودول أخرى سعيا لوقف خطة ترامب المعلنة هذا الاسبوع باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" أن الرئيس الفلسطيني حذر القادة الدوليين من أن هذه الخطوة سترسل المنطقة الى مرحلة خطيرة لا يمكن السيطرة على نتائجها.
وقال أحمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس السبت إن تغيير السياسة الأمريكية "سيعزز التطرف والعنف".
وأوضح أن أي تحرك للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيؤدى إلى قلب عقود من السياسة الامريكية إلى الاتجاه المعاكس في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقد امتنع الرؤوساء الامريكيون عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل على أمل البقاء كدولة محايدة حتى يتم تحديد حدود المدينة المتنازع عليها من خلال المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية التي طال انتظارها.
وتعتبر اسرائيل القدس عاصمة موحدة لها وحثت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على نقل سفارتها من تل ابيب الى المدينة القديمة، إلا أن الحكومة الفلسطينية تقول ان القدس الشرقية يجب ان تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وكانت إسرائيل قد استولت على النصف الشرقي من القدس في حرب عام 1967 وضمت الأراضي في خطوة لم يتم الاعتراف بها دوليا.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم الأحد عن مصدر فلسطيني مطلع أن الإدارة الأمريكية تلقت رسائل عربية حول القدس، وليس من الجانب الفلسطيني فقط.
وبحسب المصدر، فقد أبلغت دول عربية الإدارة الأمريكية بأن "ملف القدس مختلف وليس شأنا فلسطينيا فحسب، ولا يمكن تجاوز أي مس بها"، موضحة أن ذلك "قد يعرض مصالح الولايات المتحدة في المنطقة للخطر وعلاقاتها كذلك".
من جانبه، شدد صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، على أن أي اعتراف أمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل سيعني انتهاء عملية السلام فوراً.
وأضاف عريقات للصحيفة: "أبلغنا الأمريكيين بشكل واضح بأن نقل السفارة الأمريكية للقدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل سيعني إنهاء عملية السلام في المنطقة، وليس فقط انسحاب الولايات المتحدة كراعٍ لهذه العملية".
وجاءت التحذيرات الفلسطينية والعربية بعد ترجيحات بأن يعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل في كلمة له يوم الأربعاء المقبل.
وكان ترامب قد تعهد في حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لكنه أرجأ في يونيو الماضي تنفيذ ذلك قائلاً إنه يريد إتاحة الفرصة لمحاولة جديدة تقودها الولايات المتحدة لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن الفلسطينيين يرفضون أي إجراءات أمريكية متعلقة بالقدس، باعتبارها أحد الملفات النهائية في المفاوضات.
وطالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بعقد اجتماعين طارئين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، على مستوى المندوبين الدائمين، بشأن القدس.
ووفقا لوكالة (وفا) فإن هذا جاء خلال اتصالات أجراها المالكي مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني.
وأطلع المالكي الأمناء الثلاثة على آخر التطورات على الساحة الفلسطينية بشكل عام، وما يتم تداوله بشأن عزم الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومدى تأثير ذلك على القضية الفلسطينية من جهة، وعلى الدول العربية والإسلامية من جهة أخرى.
وحمل المالكي الولايات المتحدة التداعيات الخطيرة لمثل هذه الخطوة، محذرا من أنها "ستفجر الأوضاع في الأرض الفلسطينية والإقليم".
وشدد على أنه "كان أحرى بالولايات المتحدة والتي تلعب دور الوسيط بأن تُقدِّم خطتها المنتظرة للحل، وليس زيادة التعقيد في مسائل الحل".
فيديو قد يعجبك: