تركيا وهولندا | خلاف دبلوماسي وصل إلى التراشق اللفظي.. ماذا حدث؟
كتب - عبدالعظيم قنديل:
تركيا وهولندا.. دولتان سيطرتا على الساحة العربية والإعلامية خلال الأيام الماضية، توتر ازداد، بدأ بقرار هولندي بعدم ترحيبها باستقبال مسئولين أتراك، ليأتي بعدها رد الفعل التركي سريعًا بتصريحات على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان، بأن تلك الأفعال ما هي إلا تصرفات لنازيين أو فاشيين، على حد قوله، ووصل الأمر إلى حد التراشق اللفظي بين البلدين، الذي لم ينته حتى كتابة هذه السطور..،
بداية الأزمة
أعرب وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز، حسبما نقلت وكالة رويترز الإخبارية الخميس الماضي، عن عدم ترحيب سلطات بلاده باستقبال مسئولين أتراك، مشيراً إلى أن بلاده لن تشارك في زيارة مسؤول حكومي تركي يريد القيام بحملة سياسية من أجل الترويج للتعديلات الدستورية. وبالفعل رفضت السلطات الهولندية، السبت الماضي، دخول وزير الخارجية التركي داود أوغلو، احتجاجًا منها على استفتاء مقرر الشهر المقبل يخص توسيع صلاحيات أردوغان، حيث تنظر حكومات أوروبية بأن تلك الإصلاحات تمس بحُرية التعبير وحقوق الإنسان في تركيا، ولا يمكن الترويج لها داخل تلك البلدان، حسبما ذكرت وكالة "اسوشيتد بريس" الإخبارية.
تراشق لفظي بين الجانبين
من جهته، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، موقف هولندا بالتصرف النازي والفاشي، متوعدًا هولندا بأنها ستدفع الثمن، وألمح أردوغان إلى أن تركيا سترد من خلال منع مسؤولين هولنديين من القدوم إلى أراضيها، ولكنها لن تمنع "زيارات المواطنين" الهولنديين، وفقاً لما نقلته قناة الحرة الأمريكية.
ونقلت القناة الأمريكية على لسان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قوله، أمس الأحد، إن بلاده سترد على قرارات السلطات الهولندية بالمثل و"بأقسى السبل الممكنة".
من جانبه؛ اعتبر رئيس الوزراء الهولندي مارك روته تصريح أردوغان بأنه "أسلوب غير مقبول ومجنون"، مؤكدًا أن التصريحات التي يطلقها أردوغان استفزازية ولا تسهم في نزع فتيل الأزمة بين البلدين وأن هولندا لا تسعى لمواجهة مع أنقرة لكنها ستبحث خيارات أخرى إذا لم تكف تركيا عن إصدار مثل هذه التصريحات، وفقاً لما نقلته وكالة "اسوشيتيد برس" الإخبارية بالأمس.
تصعيد دبلوماسي وسياسي
من جانب آخر؛ صرحت وكالة "الأناضول" التركية، في تقرير لها أمس الأحد، عن عودة وزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول صيان إلى اسطنبول أمس والتي أدانت التعامل "البشع" الذي تلقته من السلطات الهولندية، منوهة إلى قيام الشرطة الهولندية باستخدام الكلاب ومدافع المياه لتفريق مئات المحتجين الذين تجمعوا في محيط القنصلية التركية في روتردام، في مظاهرة أمس الأحد.
فيما كشفت مصادر بوزارة الخارجية التركية، لوكالة رويترز الإخبارية، أنها استدعت مبعوثا دبلوماسيا هولنديا في أنقرة، اليوم الاثنين، للشكوى من تصرفات شرطة مدينة روتردام ضد محتجين أتراك مطلع الأسبوع، وسلمته مذكرتي احتجاج على ممارسات بلاده ضد المواطنين والوزراء الأتراك في هولندا. وقالت الخارجية إن تركيا طلبت من سفير أمستردام، الذي يقضي إجازة خارج البلاد، ألا يعود إلى مهامه لبعض الوقت، مطالبة هولندا باعتذار رسمي مكتوب.
فى سياق متصل، أكد موقع "ترك برس" التركي، اليوم الاثنين، أنّ الحكومة التركية تعتزم فرض جملة من العقوبات السياسية على الحكومة الهولندية.
وأضافت شبكة "بي بي سي" الإخبارية أن الخارجية الهولندية حذرت رعاياها من السفر إلى تركيا بسبب الخلاف الدبلوماسي بين الدولتين، مشيرة إلى اقترح رئيس وزراء الدنمارك لارس لوكه راسموسن، بالأمس، تأجيل زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إلى الدنمارك هذا الشهر بسبب تصاعد الخلاف بين تركيا وهولندا.
من جانب آخر؛ رحب رئيس الوزراء الهولندي بمساندة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل له، حيث وصفت ميركل تشبيه الرئيس التركي الإجراءات الهولندية تجاه الوزيرين التركيين بالنازية وأنها غير مقبولة.
مطالبات دولية للتهدئة
ودعت المفوضية الأوروبية، في بيان اليوم الاثنين، تركيا ودول الاتحاد الأوربي إلى خفض حدة التوتر المندلع بين الجانبين منذ نهاية الأسبوع الماضي، مطالباً الجانبين بتأسيس قنوات اتصال صريحة، وتجنب مزيد من التصعيد، حسبما ذكرت وكالة الأناضول التركية.
من جهته؛ دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، حسبما نقلت وكالة رويترز الإخبارية اليوم الاثنين، إلى إنهاء التصعيد بين الطرفين، كما حث أيرولت تركيا في بيان على تجنب ما وصفها بالتجاوزات والاستفزازات، وفي الوقت نفسه قالت السلطات الفرنسية إنها منحت ترخيصا لعقد اجتماع للجالية التركية في مدينة ميتز بحضور وزير الخارجية التركي لأنه لم يكن هناك سبب أمني يدعو إلى منع الاجتماع.
وأشارت الوكالة إلى مطالبة ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي تركيا والدول الأوروبية إلى نزع فتيل الأزمة في إطار التوتر بين الدول الأعضاء في الحلف، داعياً الدول الأعضاء إلى الاحترام المتبادل وضبط النفس.
فيديو قد يعجبك: