بعد سيطرة "حفتر" عليه.. ما هي الأهمية الاستراتيجية لـ"الهلال النفطي" في ليبيا؟
كتبت – إيمان محمود:
قبل يومين استعاد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، السيطرة على منطقة الهلال النفطي، بعد أقل من أسبوعين من خسارته هذه المنطقة وسقوطها في أيدي "سرايا الدفاع عن بنغازي"، الذين سلموها إلى حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.
وتعكس التطورات العسكرية الأخيرة حدة الصراع بين مختلف القوى والأطراف السياسية والعسكرية على الساحة الداخلية الليبية، إذ يحاول كل طرف جاهدًا بسط نفوذه وتغيير معادلات القوة لتعزيز مواقعه التفاوضية، وتعد منطقة الهلال النفطي ورقة مهمة في هذا الصراع.
ولم يُقرر الجيش الوطني الليبي بعد لمن سيسلم موانئ تصدير النفط في منطقة الهلال النفطي بعد استعادتها من ميليشيات "سرايا الدفاع عن بنغازي" بحسب ما نقلت "سكاي نيوز" عن المتحدث باسم الجيش الوطني.
ومنطقة الهلال هي عبارة حوض نفطي يطل على البحر المتوسط، وهو على شكل "هلال"، يمتد على طول 250 كم إلى الشرق، بين سرت وبنغازي، وتضم المنطقة أكبر مخزون للنفط الليبي، بالإضافة إلى مصافي النفط ومنشآت التكرير التي يتم نقل البترول منها للتصدير مباشرة عبر موانئ السدرة ورأس لانوف والبريقة، بحسب موقع "ليبيا المستقبل".
ويحتوي حوض سرت –الحوض النفطي الأكبر في منطقة الهلال- على 80٪ من إجمالي احتياطيات النفط في ليبيا- ويضم 19 خزانا بسعة نحو 6 ملايين برميل من النفط.
ويعتبر ميناء السدرة، أكبر موانئ تصدير النفط، حيث كان يصدر نحو 50% من إجمالي تصدير النفط الليبي الذي كان يتجاوز مليونًا و600 ألف برميل يوميًا.
الميناء الثاني ليس بعيدًا عنه، وهو ميناء رأس لانوف، ويأتي في المرتبة الثانية من حيث حجم التصدير، ويقع على بعد 23 كيلومترًا من ميناء السدرة في مدينة في مدينة أجدابيا، أما حقل الزويتينة النفطي على بعد 180 كم كيلومترًا غرب مدينة بنغازي، فتبلغ سعته نحو ستة ملايين ونصف مليون برميل لكن عمليات تكرير النفط متوقفة فيه.
ويعتبر ميناء البريقة منطقة صناعية نفطية، وتم التصدير منه أكثر من مرة قبل الاتفاق مع حكومة الوفاق الوطني.
وتبلغ قدرة طبرق الإنتاجية مائتي ألف برميل يوميًا، لكن التصدير منه ليس بكميات كبيرة بسبب مغادرة الشركات الأجنبية.
وقدرت خسائر ليبيا تقريبا وإجمالا جراء منع التصدير وخسائر البنية التحتية في الهلال النفطي خلال الفترة من يوليو 2014 وحتى تحرير الموانئ في شهر سبتمبر 2016، بـ100 مليار دولار، فيما قدرت خسائر توقف حقول المنطقة الغربية بـ30 مليار دولار أخرى، ليصل الإجمالي إلى 130 مليار دولار خسائر.
ولم يتجاوز إنتاج ليبيا من النفط في الأشهر الأخيرة 700 ألف برميل يوميًا، وقد لا يعني غيابها أو عودتها للسوق الكثير فيما يتعلق بمعادلة العرض والطلب، لكن مبيعات النفط تعني الكثير لليبيا، التي خسرت نحو 200 مليار دولار منذ الاطاحة بنظام القذافي قبل ست سنوات.
فيديو قد يعجبك: