واشنطن تعد بمراجعة جدية لمهمات حفظ السلام الدولية
(أ ف ب):
وعدت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، بأن تنتهز فرصة رئاستها لمجلس الامن الدولي في أبريل لمراجعة فاعلية مهمات حفظ السلام التي تقوم بها الولايات المتحدة.
وفي كلمة أمام المجموعة الفكرية "مجلس العلاقات الخارجية"، قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هالي التي ستتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي لمدة شهر "جئت إلى الامم المتحدة لاظهر للامريكيين قيمة استثمارهم في هذه المؤسسة".
ويريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفض الأموال الأمريكية المخصصة للامم المتحدة اذ ان واشنطن هي أكبر مساهم في المنظمة الدولية.
ويفترض أن يقرر مجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة ما إذا كان سيمدد أو يقلص إلى حد كبير بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية، أكبر مهمات الأمم المتحدة، وأكثرها كلفة إذ يبلغ عددها 19 ألف رجل. وستناقش ايضا مهمة جنود حفظ السلام في هايتي.
وأكدت هالي أن هدف واشنطن ليس توفير المال فقط بل جعل هذه المهمات أكثر فاعلية مع استراتيجيات واضحة لفك الارتباط.
وقالت "في هذه المرحلة، غياب هذا النوع من عمليات التقييم الاساسية لمهمات الأمم المتحدة أمر يصدم".
وأكدت هالي من جديد أيضا أن هدف إدارة ترامب هو خفض المساهمة الأمريكية في الميزانية الاجمالية لبعثات حفظ السلام من 29 الى 25 بالمئة. وتبلغ المساهمة الأمريكية حاليا 7,9 مليارات دولار.
وأضافت أن "الولايات المتحدة هي الضمير الاخلاقي للعالم". وتابعت لن نتهرب من هذا الدور لكننا سنصر على أن تحترم مشاركتنا في الأمم المتحدة هذا الدور.
وصرحت السفيرة الأمريكية أنها بدأت العمل مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش لتحديد المهام التي يمكن إعادة النظر فيها.
وقالت "سنقلص مهمة حفظ السلام في هايتي، فهي لم تعد ضرورية".
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنه يريد إنهاء هذه المهمة بحلول أكتوبر، وتأمين وجود مصغر للمنظمة الدولية بدلا منها.
وأضافت هالي "سنقلص وجود الامم المتحدة في ساحل العاج وأيضا في ليبيريا. لكن اتدرون ماذا سنفعل؟ سنبذل جهودا أكبر في الاماكن التي ليس فيها سلام فعلا".
وتثير مسألة كبرى بعثات الأمم المتحدة أي في الكونغو الديموقراطية انقساما حادا. وكان يفترض أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا في هذا الشأن الاربعاء لكنه ارجئ.
وتحذر بعض الدول وبينها فرنسا التي تشغل مقعدا دائما في مجلس الامن من خفض عديد هذه البعثة يعني في نظر باريس "لعبا بالنار" في بلد يواجه اضطرابات مرتبطة بالانتخابات. لكن روسيا تدعم فكرة وجود قوة اصغر.
وفي ملاحظاتها أمام مجلس العلاقات الخارجية، رسمت هالي صورة قاتمة للبعثة في الكونغو الديموقراطية حيث "الحكومة فاسدة" و"تهاجم مواطنيها".
وأضافت "بموازاة ذلك، بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام مكلفة التعاون مع الحكومة لتعزيز الامن والسلم". وقالت "بعبارة اخرى، الأمم المتحدة تساعد الحكومة التي تتبع سلوكا شرسا حيال شعبها"، مؤكدة ضرورة "تحكيم العقل والحس السليم لانهاء ذلك".
ويفترض أن تنظم انتخابات قبل نهاية العام الجاري في الكونغو الديموقراطية. وخوفا من موجات من أعمال العنف، طلب غوتيريش من مجلس الأمن ارسال أكثر من 300 شرطي إضافي من الأمم المتحدة إلى هذا البلد.
وأكدت هالي أنها ستراجع مدى التطبيق السليم لـ "المبادئ الاساسية" لكل بعثات حفظ السلام، بدون أن تتحدث بشكل مباشر عن تقليص وجود الامم المتحدة.
وفي تطور يعكس توتر الوضع، عثر الثلاثاء على جثتي خبيرين للامم المتحدة في وسط الكونغو الديموقراطية الذي يشهد توترا.
وكان الخبيران المكلفان من قبل الامين العام للامم المتحدة، الأمريكي مايكل شارب والسويدية التشيلية زايدا كاتالان خطف في 12 مارس مع أربعة كونغوليين في اقليم كاساي الاوسط الذي تهزه حركة كاموينا نسابو الزعيم القبلي الذي قتل خلال عملية عسكرية في اغسطس 2016.
واعلنت كينشاسا الاربعاء تسريع التحقيق في هذه القضية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: