بعد مقتل 5 من جنوده.. ما دور الجيش السوداني في حرب اليمن؟
كتبت – إيمان محمود
بعد أشهر من انقلاب الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح على الشرعية في اليمن، شُكل تحالف عربي لإعادة الشرعية في البلاد في مارس عام 2015، بقيادة السعودية وبمشاركة 9 دول عربية أخرى من بينهم السودان.
وفي أكتوبر عام 2015، أعلن السودان إرسال أكثر من 6 آلاف مقاتل من قوات الصاعقة والقوات البرية وقوات النخبة السودانية للمشاركة في العمليات البرية لقوات التحالف العربي.
وأوكلت للقوات السودانية مهمة المشاركة البرية مع القوات اليمنية في استعادة السلسلة الجبلية ومواقع عسكرية شرق وشمال المخا، إلى جانب مهمة أخرى وهي نزع الألغام سواء في المناطق الساحلية والجبلية القريبة من سواحل المخا.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، أعلن الجيش السوداني، مقتل خمسة من قواته في معارك باليمن وإصابة 22 آخرين، حيث تقاتل قوات سودانية هناك ضمن التحالف العربي.
وتعد تلك المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش السوداني عن سقوط قتلى وجرحى من جنوده، منذ عام 2016، حيث أعلن سقوط أول قتيل من جنوده في اليمن إثر حادث "عرضي" وقع أثناء أداء عمل إداري تمثل في إزالة وحرق أنقاض خارج مخيم للجنود السودانيين في عدن.
وتنتشر قوات سودانية في مدينة عدن، حيث تتولى مهمة تدريب القوات الأمنية اليمنية لحفظ أمن واستقرار المحافظات المحررة، فيما تتمركز قوة أخرى في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج وتقدم دعمًا للقوات اليمنية المرابطة على الحدود بين تعز ولحج، وتحديدًا محور كرش الراهدة.
ويشهد اليمن منذ عام 2014، نزاعًا داميًا بين الحوثيين والموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح والقوات الحكومية، وقد سقطت العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين في سبتمبر من العام نفسه، ما أدى إلى تدهورًا شهده البلد الفقير حتى أوصله إلى "حافة المجاعة"، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم الجيش العميد أحمد خليفة الشامي -في بيان له الثلاثاء- إن القوات السودانية المشاركة في عاصفة الحزم باليمن "أنجزت عمليات تعرضية وافتقدت خمسة من عناصرها شهداء بينهم ضابط و22 جريحًا".
ولم يحدد الشامي طبيعة هذه العمليات ولا مكانها ولا تاريخها، لكنه قال إن قواته "أكملت المرحلة الأولى بنجاح كبير باحتلالها جميع الأهداف الموكلة لها وكبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح وأسرت أعدادا كبيرة منهم وتستعد لإنجاز المرحلة الثانية من المهام الموكلة إليها بهمة متوثبة وروح معنوية عالية".
وأكدت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في بيان عن تقديره البالغ للدور المهم الذي تضطلع به القوات السودانية بجانب أشقائها من القوات الأخرى في التحالف لرفع المعاناة عن الشعب اليمني وإعادة الأمن والاستقرار لليمن وللمنطقة.
ورغم خسائر الجيش السوداني إلا إنه أعلن أمس الأربعاء، بدء الاستعدادات "لإنجاز المرحلة الثانية" من مهمته في اليمن.
ومنذ مشاركة القوات السودانية، أحرزت قوات الشرعية تقدمًا جديدًا تمثل باستعادة جبل النار، وأربعة مواقع جبلية أخرى تطل على الشريط الساحل الخاضع لسيطرة القوات الحكومية، بحسب موقع "يمن برس".
وتهدف المشاركة القوية على الأرض لقوات التحالف، ومنها القوات السودانية، إلى سرعة حسم معركة الساحل الغربي، وتأمين مواقع قوات الشرعية التي تتعرض للقصف بصواريخ باليستية من قبل الحوثيين، علمًا بأن معظم هذه الصواريخ تحبطها منظومة الدفاع الصاروخية.
وفي تصريحات سابقة له، قال السفير السوداني لدى الرياض، عبد الحافظ إبراهيم، إن مشاركة القوات السودانية على الأرض في اليمن جاءت بناء على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مضيفاً أن "الرئيس السوداني استجاب لطلب الرئيس اليمني بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن".
وأكد السفير "إن السودان لم يبخل ولن يبخل في تقديم يد المساعدة للحكومة الشرعية في اليمن رغم شح الإمكانات المتاحة"، بحسب موقع "العربية".
وكان العميد ركن أحمد عسيري المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي، قد أكد أن القوات السودانية، تمثل قيمة مضافة لقوات التحالف على الأرض، مشيرًا إلى أن القوات السودانية قوات خاصة مدرعة ومدربة على العمليات المطلوبة منها.
ومنذ بدأت القوات السودانية مهمتها في عدن صدت هجومًا مسلحًا على مستشفى النقيب في المنصورة واشتبكت مع مجموعة مسلحة حاولت اقتحام ميناء الزيت بالبريقة.
كما تمكنت القوات السودانية من مصادرة أسلحة أشخاص حاولوا دخول مطار عدن التي أعلنت أنها ستكون خالية من السلاح.
وحول الأهداف الأساسية لمشاركة السودان في حرب اليمن، أكد وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، أن قرار السودان يأتي من منطلق حرصه على أمن المنطقة والمملكة العربية السعودية.
ولفت الكرتي –في تصريحات سابقة نقلتها وكالة الأنباء السودانية- إلى أن السودان بمقربه من السعودية ومن منطلق العلاقات التاريخية الوثيقة والخطر الذي يهدد المنطقة جميعًا والسعودية على وجه التحديد اتخذ هذا القرار.
وأضاف الوزير "إن القرار اتخذ بحسبان لكل هذه الأمور لافتا إلى أن التحالف الذي بدأ من دول الخليج بدأ يرتفع تدريجياً وأضاف أن هناك على مدار الساعة طائرات جديدة تدخل التحالف.
وتعتبر مشاركة الجيش السوداني في حرب اليمن، ليست المشاركة الأولى له في معارك خارج حدوده، فلطالما شارك في حروب وأزمات عربية، كانت أبرزها "حرب أكتوبر" إلى جانب مصر والحرب الأهلية في لبنان، وفي قوة الردع بالكويت.
فيديو قد يعجبك: