هيومن رايتس ووتش تدين استخدام الحوثيين الألغام في اليمن
كتبت - سارة عرفة:
أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الخميس استخدام الحوثيين في اليمن الألغام الأرضية في الحرب الدائرة في البلد العربي الفقير، وقالت إنها قتلت وشوهت وأعاقت المئات من المدنيين ومنعت العديد من النازحين من العودة الى ديارهم.
وقالت المنظمة في تقرير جديد لها إن الحوثيين، المتحالفين مع قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، استخدموا الألغام الأرضية في ما لا يقل عن ست محافظات منذ مارس 2015 عندما أطلق التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية حملته العسكرية ضدهم.
قال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش: "دأبت قوات الحوثي وصالح على خرق الحظر المفروض على استخدام الألغام الأرضية على حساب المدنيين اليمنيين."
وأضاف أن اليمن "حظر الألغام المضادة للأفراد منذ قرابة عقدين من الزمن، ولا ينبغي للسلطات أن تتسامح مع استخدامها".
ويشن التحالف العسكري المكون من عدة دول سنية عربية وترأسه المملكة السعودية حملة لطرد الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة وبعض المناطق الأخرى في 2014، وأجبروا الحكومة المعترف بها دوليا على الفرار من البلاد.
أفادت "مبادرة رصد الألغام الأرضية" التي أطلقتها "الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية" أن 988 شخصا على الأقل قتلوا أو جرحوا بسبب الألغام الأرضية أو غيرها من مخلفات الحرب المتفجرة في اليمن عام 2015
.
ووثقت هيومن رايتس ووتش سابقا استخدام قوات الحوثي وصالح لألغام مضادة للأفراد في محافظات عدن وأبين ومأرب ولحج وتعز في عامي 2015 و2016، فضلا عن استخدامها العشوائي لألغام مضادة للمركبات.
قالت هيومن رايتس ووتش إن قوات الحوثي وصالح صنعت واستخدمت أيضا ألغاما مضادة للأفراد بدائية الصنع.
قالت المنظمة إن "استخدام قوات الحوثي وصالح للألغام الأرضية المضادة للأفراد ينتهك قوانين الحرب، وإن الأفراد المتورطين يرتكبون جرائم حرب."
وأضافت أن قوات الحوثي وصالح "استخدمت أيضا الألغام المضادة للمركبات بشكل عشوائي في انتهاك لقوانين الحرب، ولم تتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين."
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن كريستين بيكرلي، باحثة بهيومن رايتس ووتش، قولها إن المنظمة وجدت نوعين من الألغام المضادة للبشر ولم ترد أنباء سابقة بوجودهما في اليمن، بالرغم من أنها أوضحت أن الحوثيين وقوات صالح لم يكونوا هم فقط من استخدموا أسلحة محظورة، فقد استخدمها التحالف.
وأضافت في مؤتمر صحفي مشترك لليمن مع جايمي ماكغولدريك، منسق حقوق الإنسان للأمم المتحدة في اليمن، في العاصمة الأردنية عمان، "حان الوقت لمحاسبة الأطراف فعلا، والتحقيق والإعلان عما يحدث."
قتلت الحرب في اليمن نحو عشرة آلاف مدني وشردت نحو ثلاثة ملايين شخص. ويواجه التحالف المدعوم من الولايات المتحدة، أيضا اتهامات بارتكاب جرائم حرب عقب سلسلة من عمليات قصف المدنيين - من ضمنها قصف أسواق مزدحمة وكذلك مستشفيات ومدارس ومناطق سكنية، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن ماكغولدريك تحذيره بأن التحالف الذى تقوده السعودية قد يهاجم قريبا ميناء الحديدة اليمني الواقع على البحر الأحمر، وهو شريان حيوي لمعظم سكان البلاد ويعتمد عليه في جلب الغذاء والدواء.
وأضاف المنسق الأممي أن مثل هذا الهجوم سيؤدي إلى تشريد ما يصل إلى 500 ألف شخص، وسيتطلب مساعدات إنسانية تتراوح بين 35 مليون إلى 85 مليون دولار.
وقال "نحن على حافة الهاوية".
وفي واحدة من الحوادث التي وقعت مؤخرا، قالت هيومن رايتس ووتش إن فريقا لإزالة الألغام فقد أحد أفراده أثناء عملية تطهير في جبال نهم خارج العاصمة اليمنية صنعاء في يناير، وفقا للبيان المنشور على الموقع الإلكتروني للمنظمة الحقوقية.
وقالت المنظمة إن عضو الفريق تعرقل في لغم أرضي وقتل فيما فقد عضو آخر ساقيه في اليوم التالي.
وأشارت هيومن رايتس ووتش أيضا إلى حادثة وقعت في مايو العام الماضي، عندما قتل شاب وأصيبت والدته في انفجار لغم أرضي بالقرب من منزلهما.
وكانت العائلة النازحة عائدة إلى ديارها من جبال نهم عندما وقعت الحادثة.
وبعد عدة أيام، فقد جار لنفس العائلة ساقيه في انفجار لغم أرضي آخر أسفر عن مقتل عدد من الأغنام، وفقا لهيومن رايتس ووتش.
وقالت المنظمة الحقوقية إن "على الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح التوقف فورا عن استخدام هذه الأسلحة والالتزام بـ "اتفاقية حظر الألغام" للعام 1997، التي انضم إليها اليمن عام 1998."
للاطلاع على تقرير المنظمة بالكامل... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: