إعلان

فرنسا.. انتخابات على وقع الإرهاب

03:25 م الجمعة 21 أبريل 2017

فرنسا..انتخابات على وقع الإرهاب

كتبت- رنا أسامة:

تتجه أنظار العالم أجمع نحو فرنسا، حيث تجري الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، الأحد المُقبل، الذي يوافق 23 من أبريل الجاري.

وتُشير كافة التوقّعات إلى أنها ستكون الأكثر شراسة واستثنائية منذ عقود، لاسيّما وأنه لم يحدث من قبل إجراء تصويت رئاسى فى ظل حالة طوارئ فُرِضت على البلاد منذ 2015.

وفي الوقت الذي يقترب فيه موعد الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، يُخيّم شبح الاعتداءات الإرهابية على حملات المرشحين الرئاسيين، فبينما لا تزال البلاد تحاول تضميد جِراح خلّفتها اعتداءات سابقة راح ضحيّتها المئات على مدار عامين، تعرّضت العاصمة الفرنسية باريس لهجوم إرهابي جديد، أمس الخميس، ليرتفع بذلك عدد الهجمات التي ضربت فرنسا منذ نحو سنتين إلى 7.

وقع هجومًا عُرِف إعلاميًا بـ "هجوم الشانزليزيه"، مساء أمس الخميس، تبنّاه تنظيم داعش، راح ضحيّته شرُطي جنبًا إلى جنب مع مُنفّذ الاعتداء وإصابة اثنين آخرين بالإضافة إلى سائحة ألمانية.

وجاء ذلك أثناء مشاركة مُرشّحي الرئاسة الأحد عشر في مناظرة تلفزيونية على القناة الثانية الفرنسية، في التاسعة مساء أمس، تمهيدا للانتخابات، الأمر الذي دفع المُرشّحين لإعادة تسليط الضوء على الجانب الأمني في حملاتهم.

"وعود" 

1

وعلى إثر الهجوم، أدان المُرشّحون الهجوم بالإجماع، ووعدوا بمكافحة الإرهاب وحماية الشعب الفرنسي من الهجمات المُسلّحة التي أوقعت المئات منذ العام 2015.

وعلّق مُرشّح اليمين الفرنسي فرانسوا فيون، ومرشحة أقصى اليمين مارين لوبان حملتهما الانتخابية، مع تزايد المخاوف من استهدافهم ومؤيّديهم في هجمات إرهابية مماثلة، بحسب صحيفة "الجادريان" البريطانية.

"السياسات الرمزية" 

2

وأعلن المرشح الرئاسي الوسطي المستقل إيمانويل ماكرون، (39 عامًا)، الذي صعد نجمه كقوة رئيسية في الحياة السياسية الفرنسية، عن عدم اتخاذه أية خطوات جديدة فيما يتعلق بالإرهاب، مُستبعدًا ما وصفه بالسياسات الرمزية، مثل سحب الجنسية الفرنسية من المتورطين في أعمال إرهابية من ذوي الجنسية المزدوجة، قائلًا إن "هذه السياسات من شأنها تقسيم البلاد."

وأضاف أنه "لن يقبل أبدًا أن يُعامل الناس بناء على دينهم أو معتقداتهم"، علاوة على رفضه إبداء أي تعصب على أسس دينية، وقال إن المُهم في الأمر هو "جعل الإجراءات الأمنية المتخذة حاليًّا أكثر فعالية".

وفي الوقت ذاته، وعد ماكرون أيضًا بتجنيد 10 آلاف عنصر شرطة جديد، كما ركّز على ضرورة إصلاح العلاقات بين الشرطة والمجتمعات التي تعمل فيها، وتحديدًا العلاقات بين الشباب والشرطة.

"الفكر الهمجي" 

3

أما مُرشّحة أقصى اليمين المتطرف مارين لوبان، (48 عامًا)، فدعت فرنسا إلى الانخراط في "الحرب ضد الإرهاب" لمواجهة التطرّف الإسلامي الذي وصفته بأنه "فكر همجي ووحشي."

وفي رد شديد اللهجة على هجوم الشانزليزيه، اتهمت لوبان الحكومات الفرنسية المتعاقبة "بالسذاجة" و"العجز" و"التراخي" تجاه العناصر المتطرفة.

وطالبت لوبان الحكومة الفرنسية بإعادة ترسيم الحدود الفرنسية فورا، وإغلاق كافة حدودها مع بلجيكا لحين انتهاء التحقيقات، بحسب ما ورد في وكالة "سبوتنيك" الإخبارية الروسية.

"الجماعات الشمولية" 

4

أما المرشح الرئاسي فرانسوا فيون، (63 عامًا)، المعروف بعدائه الشديد لجماعات الإسلام السياسي، وتحديدًا المتواجدة في فرنسا ومنطقة الشرق الأوسط، فقد أشاد بتعامل الشرطة مع الهجوم.

واتفق معه مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون، (65 عامًا)، في إشادته بالشرطة الفرنسية، قائلًا إن "العمليات الإرهابية لن تمر مرور الكِرام أبدًا."

كما تعهّد فيون باتخاذ إجراءات ضد الجماعات الشمولية، خاصة بعد الاعتداءات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس، عن طريق فرنسيين ذوي أصول عربية وإسلامية على علاقة بتنظيم داعش.

"شورفي" 

5

وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية بيير-هنري براندي، اليوم الجمعة، أن المشتبه به الثاني الذي تلقت فرنسا إخطارا به من السلطات البلجيكية والملاحق على خلفية اعتداء الشانزليزيه سلم نفسه بمركز شرطة بمدينة انفرس في شمال بلجيكا.

وأعلن مدعي عام باريس عن تحديد هوية المهاجم المعروف لدى أجهزة الأمن دون الكشف عن اسمه، فيما كشفت مصادر أخرى بأنه فرنسي، يُدعى "كريم شورفي"، يبلغ من العمر 39 عاما وأدين قبل 16 عاما إثر محاولته قتل عناصر للشرطة.

وداهمت الشرطة منزل المهاجم في منطقة سين-إي-مارن في ضاحية باريس، وهو صاحب وثيقة تسجيل السيارة المستخدمة في الاعتداء، وقال المدعي العام إن الرجل تصرف بمفرده على ما يبدو وإن التحقيق جار لمعرفة إن كان لديه شركاء.

وأغلقت الشرطة الفرنسية ضاحية الشانزليزيه ونقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن الشرطة حذرت المواطنين من التواجد بالمكان.

"تداعيات خطيرة"

6

وتقول "الجارديان" إن هجوم الشانزليزيه ستكون له تداعيات خطيرة أبعد من مجرد تمزيق البلاد وترويع الآمنين، مع توقّعات بإراقة المزيد من الدماء، في الوقت الذي تركّز الحملات الانتخابية لمُرشّحي الرئاسة على ملفات الأمن ومكافحة الاٍرهاب، واعدين برفع موازنة الأجهزة الأمنية، وتقديم مقترحات لطمأنة الناخبين.

وتشير الصحيفة إلى أن مثل هذه الاعتداءات تأتي كـ " ذخيرة سياسية" لمُرشّحين مثل لوبان من أجل استقطاب المزيد من الأصوات، خاصة وأنها تتخذ موقفًا صارمًا تجاه ملفات الجريمة والأمن، وتتعهّد بترحيل الأجانب المُشتبه في منظمات إسلامية متطرفة، مُعتبرة أن معظم المتورطين في الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا فى السنوات الأخيرة كانوا فرنسيين.

ورجّح باسكال بيرينيو، الأستاذ في معهد الدراسات السياسية بباريس، أن يكون لهذا الهجوم تأثيرًا على سير الجولة الأولى من العملية الانتخابية، وصولًا إلى الجولة الثانية، وهو "ما لم نشهده مُطلقًا من قبل." بحسب قوله.

وقالت وكالة "فرانس برس" إن الهجوم يُزيد من قتامة الأجواء في فرنسا، مُشيرة إلى أن مسألة محاربة الإرهاب لم تغِب عن الحملة الانتخابية للمُرشّحين ولكنها لم تكن حاضرة بما يكفي، خاصة وأن الأمر بات اعتياديًا بالنظر إلى حالة التهديد القائمة التي تعيشها فرنسا منذ سنتين تقريبًا.

"تأثير كبير" 

7

وفي السياق ذاته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدات على حسابه بموقع تويتر، إن الهجوم الأخير على باريس، سيكون له تأثيرا كبيرا على الانتخابات الفرنسية، مؤكدا أن الشعب الفرنسي لن يقبل حدوث المزيد من الهجمات الإرهابية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان