تيلرسون يتوجه إلى موسكو وسط مزيد من التدهور في العلاقات الروسية الأمريكية
واشنطن (د ب أ)
اكتسب الاجتماع المقبل بين وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، مزيدا من الأهمية عقب الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة جوية سورية.
وقد دفع هجوم بالأسلحة الكيميائية في سورية يوم الثلاثاء الماضي، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى أن يأمر بالهجوم الصاروخي على قاعدة جوية تعتقد الولايات المتحدة أن سورية استخدمتها لشن هجوم بالأسلحة الكيميائية.
وكان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أعلن، قبل ساعات من الهجوم الذي قتل فيه حوالى 90 شخصا، أن "لقاءات تيلرسون في موسكو ستؤكد على رسالته الجوهرية بأن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع روسيا في مجالات التعاون العملي التي تعود بالفائدة على الأمريكيين".
وقال المسؤولون، الذين تحدثوا مع الصحفيين في مؤتمر جماعي عبر الهاتف، إن تيلرسون سيبحث عن نافذة قد تسمح له باستطلاع التقدم في العلاقة "حتى نتمكن من التعاون". لكنهم قالوا إن الولايات المتحدة ما زالت "ملتزمة بتحميل روسيا المسؤولية عندما تنتهك المعايير الدولية".
يبدو من المرجح أن الأحداث في سورية خلال الأسبوع الماضي تعني أن تيلرسون قد يعيد كتابة نقاط حديثه. والهدف الأخير المتمثل في مساءلة روسيا الآن يبدو أكثر أهمية من القضية السابقة المتمثلة في إيجاد سبل للتصدي للعلاقات الممزقة.
وقال البنتاجون إنه أعطى روسيا تحذيرا مسبقا بشأن الهجوم الصاروخي الأمريكي قبل القصف الذي وقع في الساعات الأولى من يوم أمس الأول الجمعة، لتقليل المخاطر التي قد يتعرض لها أفرادها. لكن ذلك لم يفعل شيئا يذكر للتخفيف من حدة رد فعل روسيا.
أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الهجوم الصاروخي الأمريكي باعتباره انتهاكا للقانون الدولي و"عدوانا على دولة ذات سيادة"، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية. كما رفضت موسكو المزاعم الأمريكية بأن الجيش السوري مسؤول عن الهجوم بالأسلحة الكيميائية.
ونقلت وسائل الإعلام الحكومية عن لافروف قوله إن هذه المزاعم تذكرنا بالغزو الأمريكي للعراق عام .2003
ردود الأفعال الحادة تحدد المناخ العام لزيارة تيلرسون، المعروف أنه قد التقى بوتين في ظروف أكثر ودا خلال فترة ولايته كرئيس تنفيذي لشركة إكسون موبيل.
واستخدم تيلرسون نفسه بعض التعبيرات الحادة تجاه روسيا بعد اتضاح المدى الكبير لهجوم الأسلحة الكيميائية يوم الثلاثاء الماضي، وخاصة عدد الأطفال وغيرهم من الأبرياء بين القتلى. وقال إن الولايات المتحدة لا تشك في أن النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد هو المسؤول عن الهجوم وحذر روسيا من أنها "يجب أن تدرس بعناية دعمها المتواصل لنظام الأسد".
وقال المسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية إنه عندما يجلس تيلرسون مع لافروف يوم الأربعاء المقبل، سيبحث بشكل واسع مؤشرات المصداقية والثقة.
وأوضح أحد المسؤولين أن "أي شخص يمكنه أن ينظر إلى ما إذا كانت العلاقة تسودها ثقة كافية حتى نتمكن من العمل سويا ... أو ما إذا كان هناك عدم ثقة وأهداف مختلفة وطرق مختلفة لمعالجة المشكلة".
وذكر المسؤولون أن الروس يمكن أن يواصلوا محاولة إنكار الحقائق حول الوضع في سورية والضغط المتزايد على حليفهم الرئيس السوري بشار الأسد، أو أن يعترفوا بما قاموا به وأن يبدوا رغبة في مناقشته.
وأضافوا أن هذا هو الخيار الذى يتعين على روسيا أن تقوم به، لافتين إلى أن تيلرسون سيكون "مدعوما تماما من قبل الرئيس الأمريكي " للمشاركة في مجموعة كاملة من المناقشات. وإذا تمت دعوته للقاء بوتين، فسيفعل ذلك، على ما يبدو.
ومن المقرر أيضا أن يتناول تيلرسون موضوعات أخرى بما فيها النزاع في أوكرانيا حيث سيؤكد مجددا أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة نتيجة لأعمال روسيا في البلاد ستظل قائمة حتى تتراجع روسيا عما سببها.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير الذي تعود أصوله لولاية تكساس والبالغ عمره 65 عاما، من المحتمل أن يناقش التدخل المزعوم من جانب روسيا في الانتخابات الأمريكية، وهو الأمر الذي يعتبره تيلرسون انتهاكا للقواعد الدولية.
فيديو قد يعجبك: