كيف اختلف ترامب عن أوباما خلال زيارتهما الأولى للسعودية؟
كتبت- هدى الشيمي:
سافر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، في مستهل جولته الخارجية الأولى بعد وصوله سدة الرئاسة، للمشاركة في القمة العربية الإسلامية، والقمة الخليجية الأمريكية.
وتختلف هذه الزيارة عن غيرها من الزيارات التي قام بها أي رئيس أمريكي إلى المملكة، إذ أن رؤساء الولايات المتحدة عادة ما يذهبون إما إلى إحدى الدول الأمريكية أو دولة أوروبية حليفة.
ومثلما اعتبرت وسائل الإعلام السعودية هذه الزيارة بأنها "تاريخية"؛ وجد سياسيون ومحللون زيارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الأولى للمملكة هامة جدا، ورسالة من الرئيس الأمريكي الجديد، آنذاك، للتأكيد على أهمية استمرار العلاقات الأمريكية السعودية.
وفيما يلي نرصد أبرز النقاط التي اختلف فيها الرئيسان في زيارتهما الأولى للسعودية:
"التوقيت"
جاءت زيارة أوباما للمملكة العربية السعودية في 4 من يونيو عام 2009، أي بعد تنصيبه بحوالي خمسة أشهر، حيث مثلت رحلته إلى كندا أول خروج له من الولايات المتحدة، إلا أن السعودية كانت أول دولة عربية يتوجه إليها.
وأكدت مصادر أمريكية مُطلعة، آنذاك، إن المباحثات التي سيجريها أوباما مع الملك عبد الله بن عبد العزيز في السعودية، تهدف إلى تبادل وجهات النظر مع السعودية في قضايا الشرق الأوسط الملحة، وسعي واشنطن لدفع إيران للتفاوض حول ملفها النووي خلال أسابيع.
واختار ترامب السعودية لتكون أول وجهة خارجية له، وأرجع السياسيون والمحللون ذلك إلى محاولته لدحض كافة ما يقال عن معاداته للإسلام والمسلمين، والذي ارتبط به بداية من ظهوره على الساحة السياسية، وصولا إلى محاولته منع دخول مواطني 7 دول ذات أغلبية إسلامية للولايات المتحدة.
"الاستقبال"
استقبل الملك عبد الله أوباما - والذي كان بمفرده- في مطار خالد الدولي، وكان برفقته عدد من الشخصيات السياسية الكبيرة، والعديد من أفراد العائلة المالكة، وعُزف النشيدين الوطنيين للسعودية وأمريكا، ثم توجه الزعيمين إلى تفقد حرس الشرف.
لحظة وصول أوباما للسعودية
لم يذهب ترامب بمفرده إلى الرياض، إذ أنه اصطحب زوجته ميلانيا ترامب، بالإضافة إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي الجنرال ماكماستر، وكبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض ستيفن بانون، والمستشار الاقتصادي في البيت الأبيض جاري كون، والمتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، بالإضافة إلى ابنته الكبرى إيفانكا ترامب، وزوجها جاريد كوشنر.
هبطت الطائرة التي تقل الرئيس الأمريكي وزوجته في المطار أمام السجادة الحمراء، وكان الملك سلمان في انتظاره وسط مجموعة من المسؤولين السعوديين، وأفراد العائلة المالكة، ومنحوه ميلانيا باقات زهور، ورسمت الطائرات العلم الأمريكي في السماء.
وصول ترامب للسعودية:
"القضايا الأساسية"
ناقش أوباما مع الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، مجموعة من القضايا الحيوية والتي تضمنت الصراع العربي الإسرائيلي، والبرنامج النووي الإيراني.
أما القضايا الأساسية التي يناقشها ترامب مع الملك سلمان، فتتمثل في العثور على سبل مكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة، والتصدي لمحاولات إيران للتدخل في الشرق الأوسط، وبناء علاقات تجارية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
الصفقات
وعلى عكس أوباما الذي اقتصرت زيارته على التأكيد على قوة العلاقات وأهميتها، وقّع ترامب مجموعة اتفاقات في مجالات عدة مع السعودية، وبلغت قيمتها أكثر من 380 مليار دولار.
وعدّدت وكالة الأنباء السعودية "واس" الاتفاقيات على موقعها الرسمي، مشيرة إلى أن الصفقات العسكرية لا تقتصر فقط على شراء الأسلحة بل تضمن "توطين صناعات مروحيات عسكرية".
ويُشار إلى أن إدارة أوباما وافقت على عقد صفقة بقيمة 115 مليار دولار مع السعودية في الفترة من 2009 إلى 2016.
فيديو قد يعجبك: