إيران تنتقد قمة الرياض: تنشر "الإيرانوفوبيا".. وأمريكا تحلب السعودية
كتبت – إيمان محمود:
توالت ردود الفعل الإيرانية على أحداث القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي عُقدت بالرياض، وشهدت هجوما حادا على طهران، واتهامها بالوقوف وراء الإرهاب، والدعوة إلى عزلها.
وانتقد مسئولون ووسائل إعلام إيرانية القمة -التي وصفت بالتاريخية-، واستخدمت وكالة "تسنيم" الإيرانية، نفس الوصف، لكنها ألمحت لمعنى مختلف ووصفت الرئيس الأمريكي بـ"الباحث عن الشهرة"؛ الذي أراد أن تكون أول زيارة خارجية له مفعمة بالإثارة وأن يظهر بمظهر الفاتح، ثم يعود إلى الولايات المتحدة فيستقبل كملك منتصر، على حد وصف الوكالة.
وتابعت: زيارة الحلفاء الأقوياء للولايات المتحدة لم تكن لتضمن لـ"ترامب" الحصول على استقبال بـ68 مليون دولار، أو توقيع عقود بقرابة نصف ترليون دولار، وهذا ما دفعه إلى الشرق الأوسط، حيث له أتباع سيكونون سعداء بتقديم أي خدمة يرغب بها.
وانتقدت "تسنيم" تصنيف القمة "حزب الله" الإيراني، كمنظمة إرهابية، قائلة إنه يدافع عن القضايا العربية الإسلامية بقوة وحزم وشرف على مدى عقود طويلة، كما اعتبرت أن سياسة عزل إيران الحالية، هي ذات السياسة التي مارستها أمريكا منذ عام 1979، والتي كانت السعودية أداة أمريكا فيها على مر العقود.
وخلال اختتام القمة أمس، دعا "ترامب" دول إلى العمل معًا من أجل "عزل" إيران، متهمًا إياها بإذكاء "النزاعات الطائفية والإرهاب". وقال ترامب: "على كل الدول التي تملك ضميرًا، أن تعمل معا لعزل إيران... وعلينا أن ندعو ليأتي اليوم الذي يحصل فيه الشعب الإيراني على الحكومة العادلة التي يستحقها".
كما هاجم الملك سلمان النظام الإيراني، ووصفه بأنه "رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم"، مؤكدا عزم المملكة على القضاء على "كل التنظيمات الإرهابية أيا كان دينها أو مذهبها أو فكرها".
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، انتقد موقف زعماء القمة المعادي لبلاده، قائلا إن واشنطن "تحلب" السعودية.
وأشار ظريف، في تغريدة نشرها عبر حسابه في موقع "تويتر"، إلى تصريحات "ترامب"، التي أشاد فيها باستثمارات السعودية الضخمة في بلاده، وقال ساخرًا: "إيران، التي أجرت للتو انتخابات حقيقية، تهاجم من قبل الرئيس الأمريكي في قاعدة الديمقراطية والاعتدال السعودية!". وتساءل: "هل هذه سياسة خارجية ام حلب 480 مليار دولار من السعودية؟".
كانت السعودية والولايات المتحدة وقعتا عدة اتفاقيات تعاون، بلغت مجملها حوالي 480 مليار دولار، كان أبرزها عقود تسليح بقيمة 110 مليارات دولار لدعم احتياجات السعودية الدفاعية.
وفي مقال كتبه "ظريف" أثناء القمة، قال إنه على الرئيس الأمريكي أن يُناقش مع الجانب السعودي سُبل تفادي هجوم آخر على غرار هجمات 11 سبتمبر، مضيفا: "ستعرفون من الذي دمر مركز التجارة العالمي، في واقع الأمر لأن لديهم أوراقاً سرية للغاية. ربما تعرفون أنهم السعوديون حسناً ولكنكم ستعرفون".
"إيرانوفوبيا"
أما المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي حسين أمير عبد اللهيان، فقال إن السعودية تسعى من وراء القمة إلى إثارة "إيرانوفوبيا" جديدة وأجواء مواجهة ضد إيران في إطار تحالف جديد.
وأضاف، خلال حوار أجرته القناة الثانية في التلفزيون الإيراني مع "عبد اللهيان" مساء الأحد: ترامب بزيارته إلى السعودية ومن ثم إلى تل أبيب وبعدها الفاتيكان، يستهدف توظيف الإسلام واليهودية والمسيحية كغطاء قوي لأهدافه الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية المعقدة.
"حسين" أشار أيضًا إلى أهداف ترامب التجارية من تلك الزيارة، مؤكدًا أنه يحاول الوصول إلى أهدافه في مجالات الطاقة والنفط وبيع الأسلحة وتوفير فرص العمل داخل بلاده والحصول على أرباح مقابل الدعم الذي يقدمه، بحسب ما نقلته وكالة "تسنيم".
كما أكد أن الأمريكيين يسعون لإيجاد تحالف جديد ضد إيران، التي وصفها بـ"الطرف الأكثر تأثيرا في صون استقلال وسيادة سوريا على أراضيها، والدفاع عن الشعب والنظام الشعبي في سوريا".
وفي نفس السياق، انتقد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، صفقات الأسلحة الأمريكية السعودية، واعتبرها "إشعالا للنيران وزعزعة لأمن المنطقة"، داعيًا المسؤولين الإيرانيين إلى أخذ موضوع التحالف الجديد ضد إيران على محمل الجد.
وكتب "رضائي" على صفحته في تويتر: "السعودية اليوم تلعب الدور الّذي كان يشغله صدام حسين في السابق".
فيما طالب المتحدث باسم الخارجية الإيراني بهرام قاسمي، الحكومة الأمريكية بالتخلي عن سياسة إشعال الحروب والـ"إيرانوفوبيا" وبيع السلاح إلى داعمي الإرهاب الرئيسيين.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيراني، أن أمريكا وشركائها في المنطقة عليهم أن يدركوا أن إيران اليوم حكومة ديمقراطية ومستقرة ومقتدرة وتحظى بالدعم الشعبي، وأنها تنادي بالسلام والأمن وحسن الجوار في المنطقة ومحاربة العنف والتطرف في العالم ولن تحدد طريقها عبر ثرثرات هذه الدول، بحسب ما نقلته وكالة "تسنيم.
ولفت بهرام قاسمي، إلى محاولة الرئيس الأمريكي في كلمته التداخلية والتكرارية والمليئة بالمزاعم الباطلة ضد إيران أن يشجع مرة أخرى دول المنطقة على شراء مزيد من الأسلحة الأمريكية، وذلك عبر نشر الـ"إيرانوفوبيا" ومواصلة سياسات أمريكا العدائية لإيران.
فيديو قد يعجبك: