جاريد كوشنر: صهر ترامب ومستشاره المقرب
لندن (بي بي سي)
بالنسبة لشخص ليست له أي خبرة في العمل الحكومي، يتولى جاريد كوشنر مناصب متعددة ومهمة في إدارة والد زوجته الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فكوشنر الذي لم يتجاوز عمره 36 عاما والذي لا تتعدى خبرته العملية إدارة شركة العقارات التي يملكها والده، أصبح كبير مستشاري ترامب.
وبالرغم من افتقاره لأي خبرة في المجال الدبلوماسي، كلف كوشنر بحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي المعقد.
كما كلف كوشنر، المتزوج من ابنة ترامب ايفانكا، بالإشراف على ملفات العلاقات الأمريكية مع الصين والمكسيك وكندا.
كما كلف بترؤس مكتب خاص في البيت الأبيض مهمته محاربة البيروقراطية في مجالات شتى تشمل فيما تشمل إصلاح نظام رعاية المحاربين القدماء ومحاربة استخدام المخدرات في المجتمع الأمريكي وغيرها الكثير.
وفي أبريل الماضي، حظي كوشنر باهتمام اعلامي واسع عندما زار العراق حيث اجتمع بمسؤولين عسكريين أمريكيين ومسؤولين عراقيين.
وسبق لترامب أن وصف كوشنر، الذي صحبه في أول زيارة له للبيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات، بأنه "يجيد السياسة."
وبرر كوشنر هذا التقييم على ما يبدو خلال حملة ترامب الرئاسية، إذ اثبت قدرته على هزيمة منافسيه بسهولة.
فعندما طرد مدير الحملة الانتخابية كوري ليفاندوفسكي من وظيفته قبل الانتخابات، قيل إن كوشنر هو الذي كان المحرك الرئيسي لطرده.
وتقول تقارير إن خلافات بين كوشنر وكبير استراتيجيي البيت الأبيض ستيف بانون أدت الى تهميش الأخير.
إرث وفضائح
ولد جاريد كوشنر ونشأ في بلدة ليفينغستون بولاية نيوجيرسي الأمريكية، وله شقيقتان وشقيق واحد.
هاجر جدا اليهودي المتشدد كوشنر - وهما من الناجين من المحرقة اليهودية في أوروبا - إلى الولايات المتحدة عام 1949، وكون والده شارل ثروة كبيرة من عمله في سوق العقارات في نيوجيرسي.
يقول الكاتب دانيال غولدن، مؤلف كتاب "ثمن القبول: كيف تتمكن الطبقة الحاكمة في أمريكا من شراء حق قبول ابنائها في الجامعات المتميزة"، إن جاريد كوشنر تمكن من دخول جامعة هارفارد رغم الدرجات الضعيفة التي حصل عليها في دراسته الثانوية.
وحسب كتاب غولدن، كان شارل كوشنر قد تبرع بمبلغ 2,5 مليون دولار للجامعة المذكورة في السنة التي قبل فيها ابنه فيها، كما تبرع بمبالغ مماثلة لجامعتي كورنيل وبرينستون.
وفي عام 2006، اشترى جاريد كوشنر صحيفة نيويورك اوبزيرفر ولما يبلغ من العمر 25 عاما. ولكن سيرته مع تلك الصحيفة لم تكن سلسة بأي حال من الأحوال، فقد أدت صدامات بين كوشنر ورئيس تحرير الصحيفة المرموق بيتر كابلان - الذي تولى المنصب لـ 15 سنة - إلى استقالة الأخير بعد 3 سنوات فقط.
وفي السنوات السبع التالية، تولى رئاسة تحرير الصحيفة 6 أشخاص، قبل أن يقطع كوشنر علاقته بها عند انضمامه إلى فريق ترامب في البيت الأبيض.
وفي عام 2008، تولى ادارة شركة العائلة بعد ان سجن والده بتهم التهرب الضريبي وتقديم تبرعات لحملات انتخابية بشكل غير قانوني والتلاعب بالشهود.
وكان شارل كوشنر، والد جاريد، اعترف بالتآمر في ترتيب مقابلة عديله مع عاهرة ثم تصوير لقائهما سرا وارسال الشريط المصور إلى شقيقته في محاولة منه لمنعهما من الشهادة ضده.
وفي عام 2009، اقترن جاريد كوشنر بايفانكا ترامب، واقيم حفل الزفاف في نادي ترامب للعبة الغولف في نيوجيرسي. وللزوجين الآن 3 أطفال.
ربما تكون العلاقة الوطيدة التي تربط ترامب بجاريد مبنية جزئيا على الأقل على تجارب متشابهة، فالاثنان غريبان عن عالم السياسة ورثا ثروات في مجال العقارات من والديهما في عمر صغير نسبيا. فآل كوشنر يملكون مبنى 666 فيفث افنيو، ناطحة السحاب التي لا تبعد كثيرا عن برج ترامب في نيويورك.
ويوجد وجه تشابه آخر: والد ترامب، فردريك كرايست ترامب، كان شخصية مثيرة للغط وأحيل للقضاء لممارسته المزعومة للتمييز العنصري في قضايا تتعلق بالإسكان.
ولكن، وعكس والد زوجته، ينظر إلى جاريد كوشنر على انه شخصية رزينة لا تتوق إلى الأضواء.
ولكن على كوشنر الآن مواجهة هذه الأضواء عندما يتم استجوابه حول العلاقات المزعومة بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا.
إذ تبين مؤخرا أن كوشنر لم يتحدث مع السفير الروسي في الولايات المتحدة في ديسمبر 2016 فحسب، بل التقى ايضا بمدير احد المصارف الروسية المحظورة أمريكيا.
وسيصبح كوشنر أقرب أعوان ترامب الذين يحقق معهم الكونجرس حول علاقات إدارة ترامب مع الكرملين.
سيتعين على كوشنر استخدام كل قدراته وقابلياته السياسية المعترف بها في جلسة الاستماع التي سيخضع لها.
فيديو قد يعجبك: