محلل سياسي: الحل الدبلوماسي لأزمة قطر صعب.. والتغيير الداخلي محتمل
كتبت- هدى الشيمي:
المفكر الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الأزمة الأخيرة بين بعض الدول العربية وقطر نتاج طبيعية لسياسة الدوحة المستمرة منذ سنوات طويلة، والتي أعربت مصر عن موقفها منها من البداية.
وأضاف أحمد في تصريحات لمصراوي أن "التسامح النسبي (تجاه قطر) والذي كان موجودا منذ سنوات طويلة، اختفى بعد ما وصلت إليه السياسة القطرية من تحريض وتدخل في الشؤون الداخلية."
وقطعت عدة دول عربية على رأسها مصر والسعودية والإمارات علاقاتها الدبلوماسية وأغلقت المجالات الجوي والبحري والبري أمام الدوحة، لاتهامها بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية الأمر الذي تنفيه الدوحة.
كما أدرجت مصر والسعودية والإمارات والبحرين أكثر من 50 شخصا على رأسهم رجل الدين المصري يوسف القرضاوي وأفراد من العائلة المالكة في قطر و12 كيانا على صلة بقطر على قوائمها للتنظيمات الإرهابية. ودعت مصر مجلس الأمن إلى التحقيق في دفع قطر قرابة مليار دولار لجماعات مصنفة على قوائم الإرهاب مقابل الإفراج عن مختطفين قطريين، بحسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية قبل أيام.
وتحاول عدة دول أبرزها الكويت وعمان لعب دور الوساطة في الأزمة التي تكاد تعصف بمجلس التعاون الخليجي المؤلف من ست دول: السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان وقطر. وأعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح يوم الأحد "استعداد" قطر "لتفهم حقيقة هواجس جيرانها فيما يخص اتهامها بدعم الإرهاب وتمويله،" بحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
"تنازلات مؤلمة"
غير أن يوسف يرى أن الحل الدبلوماسي للأزمة "صعب للغاية، وربما يكون مستحيلا، لأن الدوحة حتى تحل الأزمة عليها تقديم تنازلات مؤلمة وكبيرة جدا، بإمكانها أن تغير من سياستها، خاصة وأن أطراف التنازع الأخرى لن تقبل بالتعهدات فقط، ولن تراها كافية، بعد ما حدث في الأزمة التي وقعت عام 2014، والتي لم تنفذ قطر فيها ما تعهدت به.
وكانت السعودية والبحرين والإمارات سحبت سفراءها من قطر في 2014، بسبب ما وصفوه بعدم التزام الدوحة بمقررات تم التوافق عليها في مجلس التعاون الخليجي، وأبرزها الموقف القطري من ثورة 30 يونيو في مصر التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين، والتي تتلقي دعما سخيا على كافة المستويات من قطر، فضلا عن التعاطي الإعلامي لقناة الجزيرة مع بعض الأحداث.
وعن احتمالية لجوء تلك الدول إلى الخيار العسكري مع قطر، قال الدكتور أحمد يوسف أحمد إن ذلك "غير قانوني لأنه بمثابة غزو، ودول الخليج لن ترغب في الإقدام على فعل شيء من هذا القبيل."
وقال "أكثر السيناريوهات المحتملة الحدوث، هو القيام بتغيير داخلي في قطر، وهذا ليس سهلا، ولكن يمكن أن يحدث، خاصة وإنه حدث من قبل".
يُذكر أن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والد الأمير تميم حاكم قطر، تولى السلطة بانقلاب ناعم على والده أثناء تواجه في سويسرا للاستشفاء، كما أن والد حمد نفسه تولى السلطة أيضا في انقلاب ناعم في سبعينات القرن الماضي.
فيديو قد يعجبك: