إعلان

مسلحو تنظيم الدولة يقتلون المدنيين ويستعبدونهم في مراوي الفيلبيينية

06:29 م الثلاثاء 13 يونيو 2017

جندي فيلبيني يصوب سلاحه نحو مواقع المسلحين الإسلام

مانيلا، الفيليبين (أ ف ب)
أقدم مقاتلو تنظيم داعش الذين يسيطرون على أجزاء من مدينة مراوي في الفيليبين على قتل مدنيين كانوا يحاولون الفرار، فيما يجبرون آخرين على القيام بأعمال سخرة، حسب ما أعلنت السلطات الثلاثاء.

وتقول الحكومة إن هناك قرابة ألف شخص لا يزالون عالقين في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون في مراوي، بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع القتال بين قوات الأمن وآلاف المقاتلين الذين اجتاحوا المدينة رافعين رايات تنظيم داعش السوداء.

وتستفيد القوات الحكومية الفيليبينية من دعم أمريكي لقصف المناطق التي يتحصن فيها المسلحون الإسلاميون. وتقول السلطات إن هناك 400 مسلح في المدينة وهم يجبرون المدنيين على القيام بأعمال سخرة.

وقال المتحدث العسكري الفيليبيني العقيد خو-ار هيريرا للصحفيين "استنادا إلى ما قاله المدنيون العالقون الذين جرى انقاذهم، فإنهم يستخدمون المدنيين لطهي طعامهم وحمل الذخيرة".

وتفيد السلطات أن المعارك المستمرة منذ ثلاثة أسابيع أدت إلى مقتل 26 مدنيا على الأقل و58 شرطيا وجنديا و202 مسلح.

وأفاد الناطق باسم الرئاسة ارنستو ابيلا أن خمسة من المدنيين قتلوا الاثنين حين اكتشف المسلحون أماكن اختبائهم.

وأضاف "كانوا في طريقهم إلى النهر لكن المسلحين طاردوهم وأطلقوا الرصاص عليهم بلا تمييز. قتلوا خمسة واخذوا خمسة اخرين رهائن".

وبث التنظيم المتطرف مقطع فيديو الاثنين عبر وكالة أعماق الدعائية أظهر مقاتليه وهم يطلقون الرصاص على ستة مسيحيين من سكان مراوي، بحسب موقع سايت لمراقبة الأنشطة الجهادية.

وأوضح موقع سايت أن التعليق الصوتي المصاحب للمقطع يشير إلى حدوث إعدامات أكثر لم يتم تصويرها.

وفي مدينة مراوي تمكن خمسة شرطيين مسلمين الثلاثاء مع خمسة عمال بناء مسيحيين من الفرار من المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون الإسلاميون بعد أن تمكنوا من الجري نحو كيلومترين.

وقال ضابط الشرطة لامنا ليداسان للصحفيين وهو يلهث إن مقاتلي "تنظيم الدولة أطلقوا علينا النيران فيما كنا نجري".

وأوضح ليداسان أنه كان بإمكان الشرطيين المغادرة قبل ذلك لأنهم مسلمون، لكنهم لم يفعلوا ذلك خوفا على حياة عمال البناء.

وتابع "هم لا يتحدثون مارانو (اللهجة المسلمة المحلية)، لذا كنت أعلم أنهم سيتعرضون للذبح".

مدينة مهجورة
وتعد مراوي أبرز المدن المسلمة في الفيليبين ذات الغالبية الكاثوليكية.

والمدينة شبه مهجورة الآن، بعد ان فر حوالى 250 ألف شخص منها ومن الاماكن المحيطة بها.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء أنها حاولت لأسابيع ودون نجاح أن تقنع الطرفين بضرورة الموافقة على إقامة ممر إنساني للسماح بمغادرة المدنيين بسلام.

وقال نائب اللجنة في الفيليبين مارتين ثالمان لفرانس برس "نشعر بالقلق حيال وضع هؤلاء المدنيين. هناك مرضى وعجزة بينهم".

وكان الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي اعتبر أن هجوم المسلحين جزء من مخطط أوسع لتنظيم داعش لإقامة قاعدة له في منطقة مينداناو الجنوبية، حيث أعلنت السلطات الأحكام العرفية لمواجهة هذا الخطر.

وأدى تمرد الانفصاليين المسلمين في جنوب الفيليبين إلى مقتل أكثر من 120 ألف شخص منذ سبعينات القرن الفائت.

وتأسست جبهة مورو للتحرير الوطني في 1969 على يد نور ميسواري. وقاتلت السلطات حتى تم توقيع اتفاق سلام في 1996 في مقابل وعد بإقامة منطقة حكم ذاتي لم تر النور بعد.

وانشقت مجموعة من المتمردين عن جبهة مورو ودخلت في مواجهات عسكرية مع قوات الأمن تحت راية "جبهة مورو الإسلامية للتحرير" قبل أن تبدأ بدورها في السنوات الأخيرة التفاوض على اتفاق سلام.

ورفضت مجموعة أبو سياف وفصائل أخرى خيار التفاوض، واتجهت في السنوات الأخيرة إلى تنظيم داعش.

واندلعت الاشتباكات الأخيرة في مراوي حين داهمت قوات الأمن منزلا لتوقيف اينيلوند هابيلون، الذي ينظر إليه كونه زعيم فرع تنظيم داعش في الفيليبين والذي تدرجه الولايات المتحدة على قائمة أكثر الإرهابيين المطلوبين.

وتعتقد السلطات الفيليبينية أن هابيلون لا يزال موجودا في مراوي.

وتقدم قوات أمريكية خاصة دعما للقوات الفيليبينية المسلحة في العمليات الجارية في مراوي. وشوهدت مقاتلة أمريكية للمراقبة من طراز اوريون تحلق فوق مواقع القتال.

لكن مقاتلي تنظيم الدولة نجحوا في الصمود أمام الحملة العسكرية بفضل انتماء بعض قادتهم لمدينة مراوي، ما جعلهم على معرفة قوية بأماكن الانفاق والمخابئ المضادة للقنابل المشيدة في المدينة منذ عقود.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان