صحف الخليج: قطر تعودت على الخيانة ونقض العهود
كتب- عبدالعظيم قنديل:
اهتمت الصحف الخليجية، الصادرة، الثلاثاء، بتطورات المشهد الخليجي في ظل تصاعد وتيرة خلاف قطر مع جيرانها، لاسيما بعد أن تم إزاحة الستار عن وثائق سرية للاتفاق مع دول مجلس التعاون الخليجي، الذي وقعت عليه الدوحة في 2013، وكذلك الاتفاق التكميلي في 2014، غير أنها لم تلتزم بأي من بنودهما.
وأصدرت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب: "السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر" بياناً مشتركاً، جاء نصه: "تؤكد الدول الأربع أن الوثائق التي نشرتها شبكة سي إن إن العالمية وشملت اتفاق الرياض 2013 وآليته التنفيذية واتفاق الرياض التكميلي 2014 تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك تهرب قطر من الوفاء بالتزاماتها، وانتهاكها ونكثها الكامل لما تعهدت به.
في هذا الصدد، قالت صحيفة "الشرق" السعودية، إن الدوحة تقول ما لا تطول، فهي تتعهد بالوفاء ولا تطول ما تتعهد به، على اعتبار أنها دأبت على الخيانة، وضاعت منها سبل الرشد والطريق القويم، حيث تؤكد الوثائق انتهاك حكومة قطر لبنود الاتفاق، رغم تعهُّد أميرها خطيًّا أمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي على تنفيذ كافة البنود.
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن سعود القحطاني، مستشار الديوان الملكي، قوله: "إن قطر أعطت إحداثيات مواقع قوات التحالف العربي إلى المتمردين الحوثيين"، مضيفًا أن الدوحة تمارس نوع من "الاستذكاء السياسي" في تمويل المنشقين والعمل على تقسيم الدول العربية، بالاضافة إلى الوثائق التي كشفت انتهاك قطر لبنود اتفاق الرياض عام 2013 والتكميلي لعام 2014.
في سياق منفصل، سلطت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الضوء على زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى الكويت سعيًا إلى إحراز تقدم فى جهود حل الأزمة، وبذلك يدشّن رأس الدبلوماسية الأميركية انخراطاً أميركياً مباشراً في الأزمة القطرية التي اندلعت قبل نحو شهر بعد اتهامات خليجية وعربية للدوحة بتمويل الإرهاب وانتهاج سياسة تفضي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
ودعت صحيفة "الخليج" الإمارتية إلى وقف المفاوضات لحل الأزمة، مشيرة إلى أن الرهان على الشعب القطري والتعويل على عقلاء الأسرة الحاكمة في قطر، وعندما ضاقت عليها الدوائر وقعّت على التزاماتها في اتفاق الرياض ثم اتفاق الرياض التكميلي الذي نشر حينها في المجمل ونشر الآن في المفصل ليفضح قطر وأكاذيبها وزيف ادعاءاتها، حيث عكست ممارسات الدوحة استخدامها للغة الهروب والتبرير واختلاق الأعذار، بيد أن هذه المرة يبدو أن ماء وجه قطر أريق تماما ولم تعد تمتلك ذرة حياء فعمدت إلى تأخير ردها على مطالب الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب حتى ما بعد انتهاء مهلة الأيام العشرة ما جعل الوساطة الكويتية في حرج.
من جهته، قال محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" الامارتية، إن من يقرأ الوثائق، التي نشرت بالأمس، يلاحظ أن دول مجلس التعاون الخليجي صاغت بنود اتفاق الرياض بحيث تكون سارية على الجميع، وألّا يكون واضحاً أنها موجّهة ضد قطر، وذلك احتراماً وتقديراً لمن تعتبرهم أشقاء، فتحملت جميع الدول المسؤولية وكتبت الاتفاق بصيغة الجمع، ومن ثم حفظت الاتفاق ليكون سرياً لم يره أحد منذ أربعة أعوام، وكل ذلك تم من أجل قطر، لافتًا إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي اعتقدت حينها أن الالتزام الشفهي أكبر وأقوى من أي وثيقة بين الأشقاء، كما أنها توقعت أن قطر بعد المقاطعة ستراجع حساباتها، لكن الدول اكتشفت أنها كانت مخطئة.
وتحت عنوان "حقيقة الأزمة"، قالت صحيفة "البيان" الإمارتية إن أزمة الدوحة ناجمة بالأساس عن التصرفات اللامسؤولة لنظامها الذي تديره من وراء الستار زمرة فاقدة لمصداقيتها وكارهة للعروبة وهي بالذات من أوصل قطر إلى وضعها الحالي، مناشدة القيادة القطرية إلى الاعتراف بأخطائها، والتى في حقيقتها أزمة سياسية وأمنية.
كما أشارت صحيفة "السياسة" الكويتية إلى تصريحات نائب رئيس مجلس الوزراء القطري، عبدالله بن حمد العطية، التي قال فيها إن قطر على استعداد للتعايش والتعامل مع كافة احتمالات الأزمة الخليجية والحصار المفروض عليها، مؤكدًا أن قطر لن تعود كما كانت وقد تعلمت ألا تثق بالأخوة والأشقاء بعد أن فرضوا هذا الحصار عليها، حيث أضاف: "مجلس التعاون أصبح منتهيا".
فيديو قد يعجبك: