"نيويورك تايمز": وجوه قطر المتناقضة تفتح أبوابها للجميع
كتب - عبدالعظيم قنديل:
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرًا، الإثنين، يتحدث عن أن العاصمة القطرية تتبنى فلسفة تقود إلى مجموعة كبيرة من المخاطر السياسية لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث يعبر التقرير عن دهشته من التناقضات التي أدت إلى تفاقم الأوضاع بين الدولة الخليجية الصغيرة وجيرانها.
وأشار التقرير إلى أنه بالقرب من الجامعات الأمريكية، التي تقع في الأحياء الغربية للعاصمة القطرية، يمارس قيادات من حركة "طالبان" الأفغانية المتشددة ومسئولون من حركة "حماس" الفلسطينية حياتهم الطبيعية، بينما توجد قاعدة عسكرية أمريكية، على بعد أميال قليلة، تضم آلاف من الجنود الأمريكيين، حيث تقلع الطائرات الحربية في مهمات لقصف "داعش" في العراق وسوريا.
ووفقًا للتقرير، تمتلئ الدوحة بأجواء من المؤامرات، التي أصبحت نتاج لتراكمات من عقود سابقة، على الرغم من مشاهدة معالم الانفتاح واعتبارها مركزا فائق الثراء في الشرق الأوسط، حيث تشتهر بناطحات السحاب وواجهتها الأنيقة أمام العالم.
وتضيف الصحيفة الأمريكية، أصبحت الدوحة ملاذًا يناسب العديد من المجموعات المتشددة، حيث تحولت إلى نسخة من مدينة "فيينا"، في الحرب الباردة، حيث أغرقت قطر الشرق الأوسط في واحدة من أكثر المواجهات الدبلوماسية دراماتيكية، على مدى أكثر من شهر، فرضت أربع دول عربية حصارا جويا وبحرا وبرا على قطر، كي تتخلى الدوحة عن سياستها الخارجية المتخبطة.
وألمح التقرير إلى أن الاوضاع الراهنة في الخليج العربي لاتبشر بالخير، على الرغم من الجهود دبلوماسية الغير مثمرة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، علاوة على فشل وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبريطانيا في لتحريك الأزمة إلى الانفراج، مؤكدًا أن الدول المقاطعة، السعودية ومصر والامارات والبحرين، تعتقد أن ان الدوحة تستخدم سياسة الباب المفتوح لزعزعة استقرار جيرانها، ولذلك يٌنظر إلى كثير من المطالب من البلدان المحاصرة على أنها مستحيلة
وبحسب الصحيفة الأمريكية، ظلت قطر، منذ عقود سابقة، مأوى للهاربين وغير المرغوب فيهم، حيث فتحت أبوابها إلى إلى المشردين والأشخاص المضطهدين في شبه الجزيرة العربية، ولكن بين الدول العربية، شكلت قطر صورة خاصة من خلال سياستها المثيرة للجدل.
ونقل التقرير عن ديفيد روبيرت، الأستاذ بجامعة "كينجز بلندن"، ومؤلف كتاب "قطر"، قوله إن الدوحة معروف عنها دائما أنها ملجأ مناسب للهرب لمن يرغبون في التنصل من عقاب دولهم"، مضيفًا: "جاسم بن محمد آل ثاني، مؤسس قطر، وصف بلاده بأنها "كعبة المطرودين".
في الدوحة، يتعايش القطريون الأثرياء والأوروبيون مع المنفيين السوريين والقادة السودانيين والإسلاميين الليبيين، وكثير منهم يمولون من قبل الدولة القطرية، لكن النقاد يقولون إن قطر، في كثير من الأحيان، بدلا من أن تعمل ك"صانع سلام" محايد، فمن الممكن أن تغض الطرف عن المواطنين الأثرياء الذين يوجهون الأموال إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا، وذلك حسبما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
كما لفت التقرير إلى أن الشيخ يوسف القرضاوي أصبح مصدر إزعاج للسلطات المصرية، مشيرًا إلى أنه يمتلك شعبية في العاصمة القطرية عبر البرامج، التي تبثها قناة "الجزيرة" القطرية، وقد رصد مؤخراً في حفل زفاف حضره دبلوماسي أمريكي سابق.
وقال مهران كامرافا، مؤلف كتاب "دولة قطر الصغيرة، وسياسة كبيرة"، وأستاذ في كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر: "يبدو أن الإماراتيين والسعوديين أخطأوا في تقدير موقفهم، مضيفًا: "كانوا يعتقدون أن الحصار،من شأنه أن يركع القطريين، لكنهم لم يفعلوا ذلك ".
وتمشيا مع نهج الباب المفتوح، كانت الدوحة موطنا لمكتب تجاري إسرائيلي في الفترة من 1996 إلى 2008، وعلى الرغم من أن انعدام العلاقات الدبلوماسية، فإن قطر وعدت بانها ستسمح لإسرائيل بالمشاركة في كأس العالم 2022، كما أنها تسعى للاستقواء بدول مثل تركيا وإيران، وذلك وفقًا لما أفادته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
فيديو قد يعجبك: