بعد عامين من الحرب.. اليمن يغرق في مأساة الكوليرا
كتبت - إيمان محمود:
عامان منذ اندلعت الحرب في اليمن، تفاقمت خلالهما المآسي السياسية والإنسانية، فأصبح هذا البلد غير قادرًا على مواجهة أزمة أخرى، خاصة بعد أن انتشر وباء الكوليرا بشكل مخيف، ليفتك بأضعف فئات المجتمع؛ الأطفال وكبار السن.
بطء إرسال المعونات وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، تسبب في تفاقم الأزمة وانتشار المرض حتى بات بعيدًا عن السيطرة، حيث قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، فضيلة الشايب، "كل يوم لدينا 5000 يمني جدد تظهر عليهم أعراض الإسهال المائي الحاد أو الكوليرا".
حال المستشفيات في اليمن بلغ ذروة المأساة؛ فهناك أسرّة يُعالج عليها اثنين أو ثلاثة مرضى، الأمر الذي سببه الأعداد الكبيرة، والمستمرة في التزايد لضحايا هذا المرض.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن المرض يمكن أن يتفاقم في موسم المطر الذي يتسبب في زيادة طرق انتقال المرض، حتى وإن شهد معدل زيادة الإصابات تباطؤا في بعض مناطق انتشاره.
وأضافت: "مطلوب جهود حثيثة لوقف انتشار هذا المرض".
اندلعت الحرب الأهلية باليمن، في مارس من العام 2015، يين جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح المدعومين من إيران من طرف، والقوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمدعومين من قوات التحالف العربي من جانب آخر.
مؤسسة الإغاثة العالمية "أوكسفام"، قالت إن عدد الحالات يمكن أن يزيد إلى أكثر من 600 ألف ليصبح "أكبر عدد مسجل إلى الآن في أي دولة في عام واحد منذ بدء التسجيل" أكثر من هايتي في 2011.
وقال مدير الإغاثة الإنسانية في المؤسسة، نايجل تيمينز إن "الكوليرا انتشرت بلا رادع في دولة في حالة سيئة للغاية بعد عامين من الحرب وتقف على شفا المجاعة. بالنسبة لكثير من الناس الذين أضنتهم الحرب والجوع الكوليرا هي الضربة القاضية".
انهيار النظام الصحي وانتشار النفايات وانعدام الخدمات الأساسية، بما فيها المياه النظيفة لساكني صنعاء، وآلاف النازحين الوافدين إليها، إضافة إلى أزمة انقطاع المرتبات، وما خلفته من فقر مدقع أثر على كافة نواحي الحياة المعيشية للمواطن، كل ذلك ساهم بشكل أو بآخر من اتساع الرقعة الجغرافية للوباء، بحسب ما أكده المركز اليمني للإعلام.
تفاقم الأزمة الصحية والإنسانية، جعل من وباء الكوليرا في اليمن "الأكبر من نوعه في العال"، كما أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، الذي شدد على أن عوارض المرض تظهر لدى 5 آلاف شخص هناك كل يوم.
وأفاد فرحان، وفقًا لقناة لـ"سكاى نيوز"، أنه "تم تسجيل خلال الفترة من 27 أبريل الماضي وحتى 19 يوليو الجاري، تسجيل حوالى 370 ألف حالة يشك بوجود الكوليرا فيها وتوفى خلال ذلك بسبب هذا المرض أكثر من 1800 شخص".
وأشار فرحان إلى أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها يبذلون كل الجهود الممكنة لمعالجة المصابين وكبح جماح انتشار المرض، مضيفا أن المنظمة تقوم بنقل مياه الشرب النقية إلى اليمن وفتحت هناك دور رعاية ونقلت إليها أكثر من 800 ألف عبوة من المحلول الوريدي وغيرها من الأدوية.
في السياق، يبدأ رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، غدًا الأحد، زيارة إلى اليمن، لتفقد الوضع الإنساني في البلاد.
عدنان حزام الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، أكد أن "ماورير" سيصل يوم غد عدن (جنوب)، في مستهل زيارة للبلاد تستمر حوالي أسبوع، بحسب ما نقلته وكالة "الأناضول" التركية.
وأضاف: "المسؤول الدولي سيلتقي في عدن مسؤولين في الحكومة اليمنية لمناقشة الوضع الإنساني في البلاد".
المتحدث باسم الصليب الأحمر، أكد أن المنظمات الدولية تعمل من أجل السيطرة على الكوليرا من خلال تقديم العون الطبي المتمثل في المحاليل الطبية ومحاليل الإرواء.
لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن "البنية الصحية شبه المنهارة في اليمن، تمثل عائقا كبيرا أمام عمل المنظمات الدولية، الأمر الذي يضاعف العبء عليها في تقديم العون الطبي".
فيديو قد يعجبك: